اجتماع لوزراء خارجية مصر والعراق والأردن: منع التدخلات الإقليمية وتعاون في النفط والكهرباء
توافق وزراء خارجية مصر والأردن والعراق، الثلاثاء، على أهمية منع التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرين أن تحقيق الأمن العربي المشترك يتطلب تعاوناً من دول المنطقة، والبحث عن حلول سياسية للأزمة في سورية وليبيا.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأردني والعراقي، إن التعاون بين الدول الثلاث لا يستهدف أي طرف بعينه، وإنما في إطار التنسيق والتعاون لحفظ الأمن العربي، مستطرداً أن "مصر والأردن والعراق لديها رؤية مشتركة للحفاظ على الأمن القومي العربي، ومنع التدخلات الإقليمية في المنطقة".
وأضاف شكري أن "الاجتماع الثلاثي ناقش ملفي الأمن القومي العربي، وتطورات القضية الفلسطينية، ودفع العملية السياسية، بهدف الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة، فضلاً عن تطورات الأوضاع على الأرض في سورية وليبيا، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمتين، بما يتيح للدولتين استعادة استقرارهما، والحفاظ على سيادتهما".
وتابع: "أطلعت الوزيرين على التطورات الخاصة بقضية سد النهضة، وحقوق مصر المشروعة في مياه النيل، باعتبار أن الأمن المائي العربي له أولوية خاصة، لا سيما مع التحديات الخاصة بالأمن المائي في العراق"، مشيراً إلى أن الاجتماع الثلاثي بحث تفعيل أطر التعاون بين مصر والأردن والعراق في مجالات هامة مثل النفط والكهرباء والإعمار.
وعن الأزمة الليبية، قال إنه "لا بديل عن التسوية السياسية القائمة على التوصل إلى توافق ليبي، والعمل على خريطة طريق ليبية للمستقبل تحقق طموحات الشعب الليبي، وتقوم على منع أي تدخل في شؤون الدولة الليبية خارج النطاق الإقليمي، والقضاء التام على التنظيمات الإرهابية"، على حد تعبيره.
وأضاف: "مصر تبذل جهوداً كبيرة في هذا الصدد منذ مبادرة القاهرة، وذلك بحكم العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصري والليبي"، مستشهداً بحديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن ضرورة وقف الأعمال العدائية التي تولد في الصراع العسكري، وفتح المجال السياسي بصفة عامة".
وذكر أن: "مصر سوف تستمر في هذا السعي، ونعلم أن هناك أطرافاً إقليمية تحاول زعزعة الاستقرار في ليبيا، لكن لا بد من وجود موقف دولي حازم في مواجهة هذه الأخطار"، لافتاً إلى أن بلاده تدعم التسوية السياسية القائمة على توافق ليبي–ليبي، وسحب جميع التنظيمات الإرهابية من الأراضي الليبية، والمحسوبة على أطراف خارجية.
من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن "استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمثل خطراً على أمن المنطقة برمتها"، مشدداً على "ضرورة حماية دولة العراق من أية تبعات أو تداعيات للخلافات الإقليمية، من أجل حماية المنطقة من أي خطر".
وأضاف أن "رؤى الدول الثلاث متطابقة حول القضايا الإقليمية المشتركة"، متابعاً: "نثمن جهود مصر وندعمها في الأزمة الليبية، والأمن المائي هو جزء من الأمن العربي، ولذلك نقف مع مصر في أزمة سد النهضة الإثيوبي".
بدوره، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن الدور المصري هو "أساسي" في العلاقات الخارجية الإقليمية بالنسبة للعراق، مضيفاً أن "المباحثات شهدت تبادلاً لوجهات النظر بشأن تنسيق السياسة الخارجية، ومناقشة الوضع الإقليمي والدولي".
واستعرض حسين التحديات المرتبطة بالأمن المائي العراقي، مستدركاً بأن "المجتمعين بحثوا الاستفادة من الخبرات المصرية والأردنية في إعادة الإعمار في العراق".
وكان وزراء خارجية مصر والعراق والأردن قد عقدوا اجتماعاً في القاهرة وفقاً لآلية التنسيق الثلاثي، سعياً لتعميق التنسيق والتعاون والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة، على مختلف الأصعدة الاقتصادية، والإنمائية، والسياسية، والأمنية، والثقافية، وفق الخارجية المصرية.
على صعيد متصل، استقبل السيسي وزير الخارجية الأردني في قصر الرئاسة، في لقاء أعرب فيه عن تطلعه لمواصلة التنسيق القائم بين البلدين على مختلف الأصعدة، سواء ثنائياً أو ثلاثياً مع دولة العراق، خاصة مع تعاظم التحديات التي تواجهها المنطقة. وتطرق السيسي إلى ما يجمع مصر والأردن من روابط تاريخية وطيدة، وعلاقات أخوية على المستويين الرسمي والشعبي.
وقال وزير الخارجية الأردني إن "بلاده حريصة على استمرار التنسيق والتشاور المكثف مع مصر على جميع المستويات، في ضوء أهمية ومحورية الدور المصري في المنطقة العربية، الأمر الذي يسهم في مواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية".
وشهد اللقاء استعراضاً لأوجه العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، والتي اكتسبت زخماً في السنوات الأخيرة، على خلفية "قوة ومتانة العلاقة الشخصية بين الرئيس المصري وملك الأردن، ما انعكس بشكل إيجابي على الحرص والاهتمام المتبادل على تعزيز أطر التعاون بين البلدين"، حسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
واستعرض اللقاء كذلك آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية، وبصفة خاصة عملية السلام في الشرق الأوسط، وأهمية تكثيف الجهود الدولية لتسوية الأزمة الفلسطينية، استناداً لقرارات الشرعية الدولية، بغرض حلحلة عملية السلام، واستئناف المفاوضات بين طرفي الأزمة.
وقال السيسي إن الهدف الأساسي لمصر هو تثبيت الموقف الحالي على أرض الواقع في ليبيا وفقاً للخطوط المعلنة، سعياً إلى التوصل إلى حل جذري وشامل لاستعادة الاستقرار والأمن عن طريق المسار السياسي، ونتائج مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة، وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي.