أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، اليوم الخميس، أن حركتي "فتح" و"حماس"، من خلال وفدي الحوار في تركيا، توصلتا إلى اتفاق في ما يتعلق بإجراء الانتخابات العامة في غضون 6 أشهر.
وأضاف أبو يوسف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه حال وصول وفد حركة "فتح" إلى الضفة الغربية، فإنه سيعقد اجتماعاً مع الرئيس محمود عباس، الذي سيصدر بدوره مرسوماً رئاسياً لتحديد موعد الانتخابات.
وقال إن "الانتخابات التي ينوي العمل على إجرائها ستكون رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني إن أمكن، وحيثما أمكن ذلك". وأكد أنه بعد المرسوم الرئاسي ستكون هناك فترة 3 أشهر لمنح الاستعداد للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية لإنجاز الانتخابات.
إلى ذلك، ألمح أبو يوسف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك تطوراً إيجابياً في ما يتعلق بمنح دولة قطر قرضاً مالياً للسلطة الفلسطينية التي تعاني أزمة مالية خانقة منذ شهور طويلة، بسبب أزمة عائدات الضرائب، وبسبب الحصار المالي الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على القيادة الفلسطينية، وبسبب انتشار فيروس كورونا.
ترتيب البيت الفلسطيني
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، الخميس، أن حوارات تركيا "انصبّت على كيفية ترتيب البيت الفلسطيني وتوفير متطلبات هذه المرحلة، بما يضمن انخراط الكل الفلسطيني لمواجهة التحديات".
وقال برهوم لإذاعة "الأقصى" التابعة لحركته، إن "ما جرى من حوارات بين "حماس" و"فتح" في تركيا يشكل قاعدة انطلاق جديدة لتجسد حالة فلسطينية مبنية على الوحدة والشراكة"، مبيناً أن حوارات تركيا "تجسد لعمل فلسطيني مقاوم كمخرجات اجتماع لقاء الأمناء العامين في بيروت، بما فيها المقاومة الشعبية، كي نبدأ التصدي لمواجهة "صفقة القرن" ومشاريع الضم وتصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح أن "الحوار أحد مخرجات اجتماع بيروت، التي تحتاج لتنفيذ على الأرض كي يلمسها المواطن الفلسطيني الذي يتوق إلى الوحدة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام".
وشدد على أن "اللقاءات والاتصالات بين "حماس" و"فتح"، وكل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ستستمر، ولن تنقطع، حتى تحقيق كل ما اتُّفِق عليه في اجتماع بيروت".
إلى ذلك، قالت الحركتان، في بيان مشترك اليوم الخميس صادر عن لقاء الشراكة بينهما في إسطنبول، ووصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد": "انطلاقاً من مخرجات مؤتمر الأمناء العامين، وفي إطار الحوار الوطني المستمر، التقى وفدان قياديان من حركتي فتح وحماس في مقرّ القنصلية العامة لدولة فلسطين في إسطنبول، وتركز البحث على المسارات التي اتُّفق عليها في مؤتمر الأمناء العامين، الذي انعقد مطلع هذا الشهر في رام الله وبيروت".
وتابعت الحركتان: "لقد جرى إنضاج رؤية متفق عليها بين الوفدين، على أن تقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، ويتم الإعلان النهائي والرسمي عن التوافق الوطني في لقاء الأمناء العامين، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، على ألّا يتجاوز الأول من تشرين الأول/ أكتوبر القادم، بحيث يبدأ المسار العملي والتطبيقي بعد المؤتمر مباشرة".
وشدّدت حركتا "فتح" و"حماس" على "العهد والالتزام للشعب الفلسطيني في كل مكان بالعمل المشترك والموحد على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه، والتصدي لكل المؤامرات حتى تحقيق الاستقلال الكامل، متمثلاً بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
من تركيا إلى قطر
وغادر وفدا حركتي "فتح" و"حماس" تركيا إلى قطر.
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" منير الجاغوب، في تصريح له على صفحته في موقع "فيسبوك"، أن "وفد حركة فتح الموجود في تركيا يتوجه الليلة إلى الدوحة، ثم بعد ذلك إلى القاهرة".
برهوم: اللقاءات والاتصالات بين "حماس" و"فتح"، وكل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ستستمر، ولن تنقطع، حتى تحقيق كل ما تم الاتفاق عليه في اجتماع بيروت
وفي تصريح آخر للجاغوب، قال: "الليلة الساعة 8:30 مساءً سيكون هناك لقاء لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب على تلفزيوني "فلسطين" و"الأقصى" في بث مشترك للحديث عن مستجدات الوضع السياسي والمصالحة".
من جانبه، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية: "إن الحوار الوطني الجاري في إسطنبول منذ 3 أيام بين حركتي (فتح) و(حماس) للتوافق على إجراء الانتخابات العامة، يسير وفق أجواء إيجابية جداً، وإن هذا الحوار يشكل خطوة مهمة باتجاه مغادرة مربع الانقسام وتحقيق والوحدة الوطنية، وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وشدد الفتياني على أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل برئاسة الرئيس محمود عباس هو الذي أسس لهذه الأجواء الإيجابية، التي سادت اللقاء الذي جمع حركتي "فتح" و"حماس" في تركيا من خلال حوار مسؤول وتوصل إلى قضايا أساسية.
وأشار الفتياني إلى أن "حركة "فتح" لن تدير ظهرها للشعب الفلسطيني، وستقدم كل ما يلزم من أجل حماية حقوق الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني".
خطاب عباس
من جهة ثانية، قال الفتياني: "إن الرئيس محمود عباس سيؤكد خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، غداً الجمعة، حق الشعب الفلسطيني في الحرية والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وسيشدد على أن الشعب الفلسطيني جزء أصيل من شعوب العالم الساعي إلى بناء سلام حقيقي وعدالة وأمن يسودان العالم".
وأضاف أن "الرئيس عباس سيقدم الرؤية الفلسطينية التي يلتزمها الشعب الفلسطيني وتحافظ على حقوقه، وتؤسس لشراكات حقيقة، كذلك سيؤكد موقف الشعب الفلسطيني الثابت في مواجهة المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح أن "تأكيد قادة ورؤساء عدد من دول العالم، في كلمات ألقوها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، أساس الاستقرار في الشرق الأوسط، يمثل صفعة جديدة للإدارة الأميركية، ولكل الذين هرولوا خلفها ووجهوا طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني".