قالت مصادر يمنية إنّ الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، حققا تقدماً طفيفاً في مسار تنفيذ البنود المعقدة لاتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية، وذلك بعد تفاهمات جديدة بالملف العسكري والأمني، وصولاً إلى تشكيل حكومة الشراكة المرتقبة.
وظهرت ملامح الانفراجة بعد استدعاء السعودية للقيادي الانفصالي ومدير أمن عدن السابق، شلال شايع، من العاصمة الإماراتية أبوظبي التي يقيم بها منذ أشهر إلى الرياض، بعد أن كانت قد أدرجته ضمن قائمة المؤججين للصراع ومنعته من العودة إلى عدن.
كذلك شكلت عودة محافظ سقطرى، رمزي محروس، إلى محافظة شبوة النفطية، جنوب شرقي اليمن، ضمن فريق حكومي مؤلف من 6 وزراء، تطوراً لافتاً في مسار اتفاق الرياض، وذلك بعد سماح التحالف السعودي الإماراتي بعودته إلى اليمن، بعد خروجه من الجزيرة، مطلع يونيو/ حزيران الماضي، عقب سيطرة المجلس الانتقالي على مقر المحافظة.
وذكرت مصادر مقربة من الحكومة الشرعية، طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ"العربي الجديد"، السبت، أنّ هناك ترتيبات جديدة جرى التفاهم حولها، ولكن من الصعوبة تحديد موعد زمني لتنفيذها، مع تزايد التسريبات عن تشكيل الحكومة المرتقبة خلال أسبوع.
ولم تكشف المصادر عن طبيعة الترتيبات المبرمة بين الطرفين، لكن مراقبين أكدوا أن الخطوة التالية ستتمثل بالسماح بعودة محافظ سقطرى لممارسة مهامه، وكذلك تمكين مدير شرطة عدن الجديد، اللواء أحمد الحامدي، من ممارسة مهامه رسمياً في العاصمة المؤقتة عدن، بعد أكثر من شهرين على صدور قرار جمهوري بتعيينه.
وكان المجلس الانتقالي قد ربط تسليم مقر شرطة عدن للمدير الجديد، بالسماح لمدير الأمن السابق شلال شايع الموالي له، بالعودة إلى عدن. ووفقاً لمصدر أمني لـ"العربي الجديد"، من المقرر أن تنقلهما طائرة سعودية معاً من الرياض إلى عدن، خلال اليومين المقبلين، بهدف إتمام عملية التسليم والتسلّم.
ونشرت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، مساء السبت، لقطات ظهر فيها رئيس المجلس، عيدروس الزُّبيدي، وهو يرتدي اللباس التقليدي السعودي المعروف بـ"العقال"، وبجانبه مديرا أمن عدن، الجديد والسابق.
لقاء يؤكد على المرجعية السياسية الواحدة لأجهزة الأمن، وعلى ثبات ودور قيادات الأمن بالعاصمة عدن في تأسيس قواعد ومرتكزات بناء الدولة المدنية و توفير الأمن والأمان وتعزيز مفهوم ودور الشرطة في خدمة الشعب، والأهم هو تشكيل رافعة للأبعاد السياسية و دعم عملية التفاوض لإنجاح #اتفاق_الرياض pic.twitter.com/GbZWs4v4if
— نزار هيثم (@NazarHaitham) October 3, 2020
واعتبر متحدث المجلس الانتقالي، نزار هيثم، في تغريدة على "تويتر"، أنّ اللقاء الذي جمع الزُّبيدي بمدير أمن عدن والقيادي شلال شايع، "يؤكد المرجعية السياسية الواحدة لأجهزة الأمن، وثبات ودور قيادات الأمن في العاصمة عدن في تأسيس قواعد ومرتكزات بناء الدولة المدنية و توفير الأمن والأمان وتعزيز مفهوم ودور الشرطة في خدمة الشعب".
وأشار هيثم إلى أن اللقاء يشكل أيضاً "رافعة للأبعاد السياسية ودعم عملية التفاوض لإنجاح اتفاق الرياض"، دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وجاءت التطورات الجديدة، بعد يومين من تبادل الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي عشرات الأسرى في المعارك التي دارت بينهما بمحافظة أبين، رغم استمرار التراشق الإعلامي واتهام كل طرف للآخر بالوقوف وراء عرقلة تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
وكانت السعودية قد طرحت أواخر يوليو/ تموز الماضي، آلية جديدة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض الموقع في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، تضمنت تكليف معين عبد الملك تشكيل حكومة جديدة وتعيين محافظ ومدير لشرطة عدن من حصة الانفصاليين، على أن يتخلل مشاورات تشكيل الحكومة خلال 30 يوماً، تنفيذ الشق العسكري بانسحاب قوات المجلس الانتقالي من عدن وفصل القوات في أبين.
وفيما التزمت الحكومة الشرعية البنود الخاصة بها، وأصدرت ثلاثة قرارات جمهورية لرئيس الحكومة المرتقبة وتعيين محافظ ومدير لشرطة عدن، لم ينفذ المجلس الانتقالي، بعد مرور شهرين على طرح الآلية، سوى تنازله عمّا يُسمى "الإدارة الذاتية".