ابنة رفسنجاني تثير جدلاً في إيران بعد تمنّيها فوز ترامب

10 يناير 2021
ابنة رفسنجاني تثير جدلاً بتصريحاتها (فاطمه بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

أثارت مقابلة للبرلمانية الإيرانية السابقة، فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، جدلاً واسعاً في إيران، واعتراضات متواصلة من قبل ناشطين وتيارات محافظة، بعد أن تمنت لو كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فاز في الانتخابات الأميركية الأخيرة، ولمهاجمتها كذلك السياسات الإيرانية في سورية، وانتقادها للسياسات الداخلية والخارجية.

وقالت فائزة، في الذكرى الرابعة لوفاة والدها، في مقابلة بثّها موقع "إنصاف نيوز" مباشرة عبر تطبيق "انستغرام"، ونشرها اليوم السبت على موقعه: "بالنسبة إلى إيران، كنت أرغب في أن يفوز السيد ترامب، لكنني لو كنت أميركية لما كنت لأصوت له".

وفيما شبهت الملياردير الجمهوري بالرئيس الإيراني السابق المثير للجدل محمود أحمدي نجاد، عزت سبب رغبتها في فوز ترامب إلى أن "الشعب دائماً تواق إلى تحقيق إصلاحات، لكن لا يحدث شيء، ولا يجري التجاوب مع طلباته، والأشخاص يقمعون، لكن ربما لو استمرت ضغوط السيد ترامب، لكنا حينها مضطرين إلى تغيير السياسات في نهاية المطاف".

وتتماهى هذه الرغبة مع ما عبّر عنه معارضون ومنتقدون للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أبدوها خلال الانتخابات الأميركية الأخيرة التي أجريت يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وتوجت بفوز الديمقراطي جو بايدن.

لكن مثل هذه الآراء تواجه انتقادات في الشارع الإيراني، وخصوصاً من قبل الإصلاحيين، لكون ترامب مارس خلال السنوات الثلاث الأخيرة ضغوطاً قصوى على إيران، وكان المواطنون الإيرانيون الضحية الأساسية لها بسبب فرضه أقسى العقوبات "التاريخية" على إيران، طاولت جميع مفاصل الاقتصاد، ما سبّب أزمة اقتصادية ووضعاً معيشياً صعباً للإيرانيين، فاقمتها ظروف تفشي كورونا منذ عام تقريباً.

وبعد الضجة التي أثارتها مقابلة فائزة رفسنجاني، المعروفة بإبداء تصريحات وآراء تجاه قضايا داخلية وخارجية لا تتوافق مع السياسات الرسمية، وجه إليها شقيقها محسن هاشمي رفسنجاني، وهو رئيس مجلس بلدية طهران، رسالة مفتوحة، داعياً إياها إلى "الاعتذار".

وقال محسن رفسنجاني، الذي يقول البعض إنه يطمح إلى الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2021، لشقيقته: "مقابلتك أحزنت محبي آية الله هاشمي وأعضاء الأسرة".

وأضاف لها: "صحيح أنه خلال السنوات الأخيرة قد اتُّخذت سلوكات خاطئة معك وأسرتك وابنك، لكن ذلك لا يشكل سبباً في الرهان على رئيس بلد أجنبي"، داعياً إياها إلى "تصحيح كلامها والاعتذار عن هذا الموقف".

كذلك وجهت شخصيات إصلاحية مثل محمد علي أبطحي، نائب الرئيس السابق محمد خاتمي، انتقادات إلى فائزة رفسنجاني، حيث خاطبها اليوم الأحد، قائلاً: "ليتك لم تتمني أن يبقى ترامب لممارسة المزيد من الضغوط على إيران، صدقيني الوضع المعيشي لكثير من المواطنين ليس كوضع أسرة هاشمي"، مؤكداً أنه "لم يصل أي شعب إلى مكانة مرموقة بالرهان على الأجانب". 

لكن لا يبدو أن إبداء فائزة رفسنجاني رغبتها في فوز ترامب هو الموقف الوحيد الذي أثار كل هذا الغضب لدى المحافظين، بل تناولها قضايا حساسة أخرى، منها مهاجمة سياسات طهران في سورية.

وقالت رفسنجاني إن والدها كان يعارض التدخل الإيراني في سورية، وإنه طالب قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري السابق، الجنرال قاسم سليماني بعدم الذهاب إلى سورية.  

وأضافت أن "السيد قاسم سليماني قبل توجهه إلى سورية جاء إلى والدي لطلب المشورة، وهو طلب منه ألا يذهب"، مشيرة إلى أنه "بينما يحصل كل هذا الدفاع عن سياسة المقاومة وإجراءات إيران في المنقطة، لكن لطالما لا تكون النتيجة هي تنمية إيران، فلا يمكن أن تكون عملاً إيجابياً". 

وقالت إن "والدي كانت لديه رؤية استشرافية قوية عندما طالب بعدم الذهاب إلى سورية"، منتقدة الوقوف إلى جانب النظام السوري الذي "كان أقل نتائجه مقتل 500 ألف سوري"، متسائلة: "لماذا لأجل فلسطين نعادي إسرائيل كل هذه المعاداة ونلحق الضرر بالبلد ونسبب مشاكل؟ لكن بهذه السهولة نتخذ موقعاً (في سورية) حيث يقتل 500 ألف مسلم سوري".

وهاجمت مواقع وناشطون محافظون تصريحات فائزة رفسنجاني حول السياسات الإيرانية في سورية، وقالت إنها من خلال استحضار الخلاف بين والدها وسليماني حول الحضور في سورية في ذكرى وفاة الأول وذكرى اغتيال الثاني، "أظهرت والدها بصورة سلبية أمام الشعب"، حسب موقع "مشرق نيوز". 

واتهم الموقع المحافظ نجلة رفسنجاني بأنها "لا يهمها حفظ ماء وجه أو الوضع الاعتباري لوالدها".

المساهمون