إيران والسويد تتبادلان الإفراج عن سجناء.. هذه تفاصيل الصفقة

15 يونيو 2024
محتجون أمام سفارة السويد في طهران يطالبون بإطلاق سراح حميد نوري، 19 يوليو 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن كاظم غريب أبادي عن الإفراج عن الإيراني حميد نوري من السويد، في خطوة تعكس تعاوناً دبلوماسياً بين السلطات الإيرانية والسويد، وتبعث الأمل في قلوب عائلته.
- رداً على ذلك، أفرجت إيران عن المواطنين السويديين يوهان فلودروس وسعيد عزيزي، في إطار تبادل معتقلين يشير إلى تحسن العلاقات بين البلدين ويفتح الباب لمزيد من التعاون الدبلوماسي.
- سلطنة عُمان لعبت دور الوسيط في هذا الاتفاق، مما يبرز أهميتها في تسوية القضايا الإقليمية، فيما يستمر احتجاز مواطنين أوروبيين آخرين في إيران، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية-الغربية.

أعلن أمين لجنة حقوق الإنسان التابعة للسلطة القضائية في إيران كاظم غريب أبادي، اليوم السبت، إفراج السويد عن المواطن الإيراني حميد نوري المعتقل منذ 2019، قائلاً إنه سيصل إلى البلاد خلال الساعات المقبلة. وأضاف غريب أبادي، في منشور على منصة إكس، أنّ "هذا النجاح" رهين جهود السلطة القضائية ووزارة الاستخبارات ووزارة الخارجية.

وقال مجيد نوري، نجل حميد نوري، إنّ والده سيصل إلى مطار مهرأباد في طهران في الساعة الخامسة عصراً. ويبدو أن الإفراج عن نوري قد حصل في صفقة تبادل بين الحكومة السويدية وطهران، فقد ذكر رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، أيضاً، اليوم السبت، أنّ إيران قد أفرجت عن مواطنين سويديين هما يوهان فلودروس وسعيد عزيزي، وفق "رويترز". وأضاف كريسترسون أنّ المواطنين في طريق عودتهما إلى السويد.

يشار إلى أن المواطن الإيراني حميد نوري، وهو مسؤول قضائي سابق، أوقفته السلطات السويدية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على خلفية دعوى قضائية ضده بالمشاركة في عمليات إعدام جماعية بحق أعضاء في "مجاهدي خلق" عام 1988. وصادقت المحكمة السويدية، خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على الحكم بالسجن المؤبد الصادر عن محكمة ابتدائية. 

وجاء الحكم حينها بعد أيام من عقد القضاء الإيراني، أولى جلسات محاكمة الدبلوماسي السويدي يوهان هنريك تيلز فلودروس العامل في السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي والمعتقل منذ 17 إبريل/ نيسان 2022 في مطار طهران أثناء محاولته الخروج من البلاد. 

واتهمت محكمة طهران الثورية فلودروس بـ"الإفساد في الأرض، وارتكاب إجراءات واسعة ضد أمن إيران والتعاون الاستخباري الواسع مع الكيان الصهيوني". وحينها، هناك من ربط بين اعتقال الدبلوماسي السويدي والمواطن الإيراني نوري، لكن السلطات الإيرانية تنفي وجود ربط بين الأمرين، مشيرة إلى أن اعتقال المواطن السويدي جاء لـ"ارتكابه جرائم" ضد أمن البلاد. 

أما سعيد عزيزي (63 عاماً)، فهو مواطن إيراني حصل على الجنسية السويدية، اعتقلته السلطات الإيرانية في بيته بالعاصمة الإيرانية طهران، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بعد زيارة طهران، قادماً من السويد. وأعلن المحامي رضا شفاخواه، خلال فبراير/ شباط الماضي، أنّ محكمة الثورة حكمت على عزيزي بالسجن لخمس سنوات بتهمة "التجمع والتواطؤ لارتكاب الجرم"، وهو يعاني سرطان البروستات.

إلى ذلك، أعلنت سلطنة عُمان نجاح وساطتها في إبرام اتفاق تبادل للمعتقلين بين إيران والسويد. وقالت الخارجية العمانية إنه تم نقل المُفرج عنهم من طهران واستوكهولم إلى مسقط تمهيداً لعودة كل منهم إلى بلده.

في غضون ذلك، لا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتجز ثمانية مواطنين أوروبيين تؤكد أنهم معتقلون بموجب قرارات قضائية، لكن المدافعين عنهم يطالبون بتبرئتهم، في حين تعتبر منظمات غير حكومية أنهم "رهائن" تستخدمهم طهران لضمان الإفراج عن إيرانيين معتقلين في الخارج.

والمعتقلون الثمانية بحسب ما تقول وكالة فرانس برس هم: المُدرسة الفرنسية سيسيل كولر ورفيقها جاك باريس المعتقلان منذ مايو/ أيار 2022 بتهمة "التجسس" أثناء قيامهما بجولة سياحية في إيران، وفرنسي آخر لم تكشف السلطات في باريس عن هويته الكاملة مشيرة إلى أن اسمه أوليفييه، إضافة إلى الأكاديمي الإيراني أحمد رضا جلالي المقيم في السويد والذي اعتُقل خلال زيارة إلى بلاده في إبريل/ نيسان 2016 وحكم بالإعدام بعد عام من سجنه بتهمة التجسس لمصلحة الموساد الإسرائيلي. ومُنح الجنسية السويدية خلال سجنه، ومواطن سويدي آخر اعتقل في يناير/ كانون الثاني 2024، غير أن وسائل إعلام سويدية تقول إن الرجل مطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية في ما يتعلق بإطلاق نار أوقع قتلى في السويد، والألمانية الإيرانية الناشطة في مجال حقوق الإنسان ناهد تقوي، وهي في أواخر الستينيات، حُكم عليها في أغسطس/آب 2021 بالحبس عشر سنوات وثمانية أشهر، والإيراني الألماني المعارض جمشيد شارمهد الموقوف في إيران منذ أغسطس/ آب 2020 بعدما فُقد أثره في الإمارات.

إضافة إلى الناشط الإيراني البريطاني في مجال حقوق الإنسان مهران رؤوف الذي أوقف في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وحُكم عليه في أغسطس/ آب 2021 بالسجن 10 سنوات وثمانية أشهر، ومعتقل نمساوي لم يُكشف عن اسمه محتجزاً وحُكم عليه في 2023 بالسجن سبعة أعوام ونصف عام في إيران بتهمة التجسس، بحسب فيينا.

دلالات