إيران: قتيل جراء "حادث" في منطقة تضم مجمعاً عسكرياً قرب طهران

26 مايو 2022
يشتبه بأنّ موقع بارشين الإيراني شهد اختبارات على انفجارات نووية (Getty)
+ الخط -

قتل شخص وأصيب آخر جراء "حادث صناعي"، أمس الأربعاء، في منطقة بارشين، قرب طهران، التي تضم مجمعاً عسكرياً يشتبه بأنه سبق لإيران أن أجرت فيه اختبارات تفجير قابلة للتطبيق في المجال النووي.

وأفادت وزارة الدفاع الإيرانية، فجر اليوم الخميس، بـ"وقوع حادث صناعي في أحد مصانع وحدات البحوث بوزارة الدفاع في منطقة بارشين، ما تسبّب بمقتل المهندس إحسان قدبيغي وإصابة أحد زملائه". 

وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن التحقيقات بدأت لمعرفة سبب وقوع هذا الحادث، حسب ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.  

وتقع منطقة بارشين جنوب شرقي طهران، وهي من المناطق العسكرية الإيرانية، وتشير تقارير غربية إلى أنها مكان لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ البالستية.  

كذلك، كانت بارشين محل خلاف بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ طالبت الأخيرة السلطات الإيرانية عدة مرات بالسماح لها بزيارة الموقع وسط اتهامات غربية لإيران بممارسة أنشطة نووية فيه، لكن طهران ظلت ترفض هذه الاتهامات وتعتبرها "مجرد مزاعم". 

وخلال السنوات الماضية، وقعت انفجارات في منطقة بارشين، كان آخرها يوم 26 يونيو/حزيران 2020، ما أثار تساؤلات وتكهنات بشأن ما إذا كان الانفجار "عملاً تخريبياً"، لكن وزارة الدفاع الإيرانية عزته إلى انفجار مخزن للغاز، مشيرة إلى أنه لم يخلف ضحايا.  

وفي عام 2014 أيضاً، وقع انفجار شديد في منطقة بارشين، أدى إلى مقتل شخصين، قبل أن تصدر منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية بياناً أكدت فيه أن ورشة إنتاج للمواد النارية تابعة للمنظمة تعرضت لحريق سبّب مقتل شخصين.  

وجاء الحادث الجديد في الموقع العسكري الإيراني بعد اغتيال العقيد حسين صياد خدايي، من الحرس الثوري الإيراني، في العاصمة طهران، الأحد الماضي، من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا خمس رصاصات تجاهه وهو أمام منزله. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن خدايي كان في سيارته عندما أطلقت عليه النار، وقد أصيب برصاصات في الرأس واليد.  

ووصف الحرس الثوري الإيراني، في بيان، عملية الاغتيال بأنها "إجراء إرهابي معاد للثورة نفذه عناصر مرتبطون بالاستكبار العالمي"، مؤكداً أن "الإجراءات اللازمة مستمرة للوصول إلى المهاجم أو المهاجمين والقبض عليهم".  

وتوعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بالثأر لمقتل صياد خدايي، مؤكداً أن الحرس "سينتقم لدماء جميع أعزائه"، قائلاً إن هذا الانتقام "سيكون صعباً ويدفع العدو على الندم".  

حوادث غامضة و"تخريبية"

وتعرضت منشآت إيرانية أخرى، وخاصة النووية منها، إلى حوادث "غامضة" و"عمليات تخريبية" خلال السنوات الأخيرة، في مقدمتها منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم التي تعرضت لعدة عمليات "تخريبية". 

وكانت استخبارات الحرس الثوري الإيراني قد أعلنت، في مارس/آذار الماضي، إحباط "عملية تخريبية" للموساد الإسرائيلي في منشأة "نطنز" النووية، أحد أهم المواقع النووية في إيران على بعد 90 كيلومتراً من العاصمة طهران، والقبض على "خلية مخربين".  

ويوم 27 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان، مقتل اثنين من العاملين وإصابة عدد آخر بمركز "أبحاث الاكتفاء الذاتي" التابع له، غربي العاصمة طهران، عازيا السبب إلى وقوع "حريق" بالمركز، مؤكدا إجراء تحقيقات بشأن الحادث، ولم يتضح ما إذا كان نتيجة حادث عرضي طبيعي أو "عملية تخريبية". 

وفي 23 يوليو/تموز الماضي، استهدف موقع تسا بمنطقة كرج، غربي العاصمة طهران. واتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل بتنفيذ "العملية التخريبية" في تسا، الذي كانت تنتج فيه أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عمليات تخصيب اليورانيوم، قبل أن تنقل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الموقع إلى داخل منشأة "نطنز" المحصنة خلال الشهر الماضي.  

كذلك، وقع هجوم في منشأة نطنز يوم الرابع من إبريل/نيسان الماضي، بعد يومين من إطلاق المباحثات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا بواسطة أطراف الاتفاق النووي لإحياء الاتفاق.   

واستهدف الهجوم على منشأة نطنز، وهي أهم منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، بغية وقف عملية التخصيب، وذلك عبر تفجير استهدف التيار الكهربائي بالمنشأة، لكن السلطات الإيرانية نفت وقف عملية تخصيب اليورانيوم في نطنز، معلنة لاحقاً أنها أوصلت الكهرباء إلى الجزء الذي تعطل فيه بسبب "العملية التخريبية" التي وصفتها بأنها "إرهاب نووي"، مع توجيه الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف وراءه.   

وردت إيران على هذا "العمل التخريبي" برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وهو أعلى نسبة لتخصيب اليورانيوم في إيران، ما أثار قلق الأطراف الأميركية والأوروبية التي قالت إن هذه النسبة تقرب إيران من صناعة سلاح نووي.   

كما كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق البرلماني فريدون عباسي، مطلع شهر مايو/أيار 2021، عن أن منشأة نطنز قد تعرضت لـ"5 عمليات تخريبية كبيرة خلال السنوات الـ15 الأخيرة"، مع الحديث عن وقوع عمليات "صغيرة" أخرى في هذه المنشأة.   

وبدأت الهجمات "التخريبية" في المواقع النووية الإيرانية عام 2010 بهجمات إلكترونية، حيث استهدف فيروس "ستاكس نت" المصنف على أنه أخطر فيروس عسكري، عام 2010، منشأة نطنز النووية الأكبر في البلاد لتخصيب اليورانيوم ومفاعل بوشهر النووي بالقرب من الخليج.

وعلى الرغم وجود شواهد ومؤشرات قوية على أن هذا الفيروس صناعة أميركية إسرائيلية، لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، وفق وثائقي لقناة "بي بي سي" الناطقة بالفارسية، بثته يوم 22 مايو/ أيار 2018، إلا أنهما لم يعلنا عن ذلك.

"ستاكس نت" أحدث "مشاكل" في أجهزة الطرد المركزي في نطنز، كما قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2010، حسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، لكن المهندسين الإيرانيين نجحوا في تحييد الفيروس وإزالته من أجهزة الكمبيوتر في المنشآت النووية، كما قال مسؤولون أوروبيون وأميركيون وخبراء في القطاع الخاص لوكالة رويترز يوم 19 فبراير/شباط 2012. 

المساهمون