رئيسة جورجيا تدعو للتظاهر متهمة الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات

27 أكتوبر 2024
الرئيسة الجورجية سالومي زورابشفيلي، تبليسي 26 أكتوبر 2024 (ميريان ميلادزي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعت الرئيسة الجورجية سالومي زورابشفيلي الشعب للاحتجاج على نتائج الانتخابات التي فاز فيها حزب "الحلم الجورجي" بنسبة 54%، ووصفتها بأنها "عملية روسية خاصة" تهدف إلى التبعية لروسيا، وسط اتهامات بالتزوير واستغلال النفوذ.

- شهدت الانتخابات توتراً بين الحزب الحاكم والمعارضة، حيث ادعى كلا الطرفين الفوز، وأعرب نشطاء عن خيبة أملهم، متهمين الحكومة بالتزوير، ورفضت المعارضة الاعتراف بالنتائج ودخول البرلمان.

- فوز "الحلم الجورجي" يعزز النفوذ الروسي في جورجيا، مما يثير مخاوف من عودة الدكتاتورية، مع نية الحزب الحاكم حظر المعارضة وفرض قوانين رقابية، مما يزيد من احتمالية النزاع الداخلي.

في أول تصريح لها بعد إعلان فوز حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا بالانتخابات الحاسمة التي شهدتها البلاد، أمس السبت، دعت الرئيسة الجورجية المعارضة لسياسات هذا الحزب، سالومي زورابشفيلي، شعبها إلى التظاهر احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي وصفتها بأنها "عملية روسية خاصة سرقت حق الشعب الجورجي بالاختيار".

وقالت زورابشفيلي مخاطبة الجورجيين: "أدعوكم إلى النزول إلى الشوارع في تمام السابعة من مساء الغد، لإخبار العالم بأننا لا نقبل بنتائج هذه الانتخابات"، وأشارت إلى أن "قبول نتائج هذه الانتخابات يعني قبول الوجود الروسي في هذا البلد وقبول تبعية جورجيا لروسيا"، مؤكدة: "بتنا ضحايا لهذه العملية.. لقد أجروا انتخابات روسية في بلدنا".

واستطاع حزب الحلم الجورجي، المحسوب على موسكو، الحصول على 54% من الأصوات رغم توحد المعارضة الموالية للغرب، وبذلت رئيسة البلاد جهوداً كبيرة لإنجاح المعارضة منذ أيار/مايو الماضي. لكن النتيجة التي شكلت صدمة كبيرة للمعارضة دفعتها إلى اتهام الحزب الحاكم باستغلال نفوذه لترويع الناخبين وشراء الأصوات، خاصة في القرى والمناطق الأكثر فقراً في البلاد، وكذلك بالتزوير.

وكان الحزب الحاكم وجبهة المعارضة ادعيا الفوز في الانتخابات، عبر وسائلهما الإعلامية، بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع، لكن النتائج الأولية التي ظهرت قبيل منتصف الليل أكدت فوز "الحلم الجورجي"، رغم أن أصوات الناخبين المقيمين بالغرب صوتت لصالح المعارضة بنسبة 77.2% وفقاً لبيانات لجنة الانتخابات المركزية.

وكان عدد من نشطاء طلبة الجامعات، طلبوا عدم كشف أسمائهم، يأملون بأن تصنع أصوات المقيمين في الخارج فارقاً يحول دون تحقيق الحزب المحسوب على موسكو أغلبية تمكنه من الانفراد بالحكم عند إعلان النتائج الأولية، معبرين في حديث لـ"العربي الجديد" عن خيبة أملهم بعد إعلان النتائج النهائية، متهمين الحكومة بـ"التزوير" و"التلاعب".

وتداول نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أشخاصاً يهاجمون مراكز اقتراع ويتحدثون باللغة الروسية، رغم أنهم من أهالي البلاد. كما ادعى حزب الحركة الوطنية الموحدة، أبرز أحزاب المعارضة الموالية للغرب والذي يقبع زعيمه السابق ميخائيل ساكاشفيلي بالسجن بسبب جرائمه المتعلقة بالاستبداد وسوء استخدام السلطة، بأن مقره الرئيسي في العاصمة تبليسي تعرض للاعتداء، وأكد الحزب عدم اعترافه بنتائج هذه الانتخابات فور إعلان النتائج النهائية، وقالت رئيسته تينا بوكوتشافا، في تصريحات أدلت بها مساء الأحد: "عندما نقول إننا لا نعترف بنتيجة هذه الانتخابات، فهذا يعني بطبيعة الحال أننا لن ندخل البرلمان".

ويذكر أن حزب الحلم الجورجي، الذي نجح في تجاوز هذه المحطة الانتخابية الحرجة التي ستحدد تبعية جورجيا لروسيا أو الغرب وتمكن من البقاء في السلطة، كان أعلن في وقت سابق اعتزامه حظر حزب الحركة الوطنية في حال فوزه في الانتخابات، وذلك في ذات الفترة التي فرض فيها قانون "التأثير الأجنبي" الذي يفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، الأمر الذي دفع المعارضة إلى اعتبار هذا الفوز "مأساة تاريخية"، تنذر بعودة الدكتاتورية في هذا البلد السوفييتي السابق، والذي كان جوزيف ستالين أحد أبنائه.

ويعد فوز "الحلم الجورجي" انتصاراً حاسماً في صراع روسيا مع الغرب على الهيمنة على هذا البلد القوقازي، لكن هذا من شأنه دفع الحركات الوطنية اليمينية إلى الميل نحو التطرف، خاصة في ما يتعلق بمعاداة الأجانب الروس رغم أن غالبيتهم الموجودة في جورجيا اليوم تركت بلادها بسبب معارضتها لسياسات نظام بوتين وللحرب على أوكرانيا. لكن الأخطر من ذلك على المستوى الوطني هو احتمال انزلاق البلاد إلى نزاع داخلي قد يفتح الأبواب على كافة الاحتمالات.

المساهمون