إيران تستكمل مباحثاتها النووية مع أوروبا الأربعاء المقبل.. وواشنطن تحذّر من "نفاد الوقت"

25 أكتوبر 2021
نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، مساء اليوم الإثنين، عن لقائه نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، الأربعاء المقبل، في بروكسل، بشأن الاتفاق النووي، فيما حذرت الولايات المتحدة من نفاد الفرصة لإحياء هذا الاتفاق. 

وقال باقري كني، في عدة تغريدات على "تويتر"، إنه سيجري حوارا مع مورا بشأن "مفاوضات تحقق النتائج"، في إشارة إلى مفاوضات فيينا النووية المتعثرة. 

وحذّر المسؤول الإيراني واشنطن من مواصلة سياسة الضغوط القصوى على بلاده، والتي وصفها بأنها "فاشلة"، مؤكدا أن استمرار هذه السياسة "لن تزيل بكل تأكيد العقبات أمام المفاوضات لإلغاء العقوبات غير القانونية والظالمة، بل سيزيد من تعقيدات المفاوضات الكثيرة".

وشدد باقري كني على أن "إيران عازمة على إجراء مفاوضات ترفع العقوبات الظالمة وغير القانونية بشكل كامل ومؤثر، وتضمن تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران، وتوفر ضمانات معتبرة لها لعدم النكث بالعهد".

يشار إلى أن المطالب التي طرحها نائب وزير الخارجية الإيراني، في تغريداته، اليوم الإثنين، هي جملة ملاحظات إيرانية حول الجولات السابقة من مفاوضات فيينا، نقلها خلال لقائه مع مورا، أثناء زيارة الأخير لطهران، يوم 14 الشهر الجاري، كما ذكرت ذلك مصادر إيرانية لـ"العربي الجديد". 

وقالت المصادر، حينها، إن المفاوض الإيراني علي باقري أبلغ ضيفه الأوروبي بجملة ملاحظات المفاوضات السابقة، منها "أربع ملاحظات أساسية"، كما تقول المصادر، "ترتبط في الأساس بالخلافات التي أوصلت مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود".  

والملاحظة الأولى هي بشأن "الموقف الأميركي من إلغاء العقوبات وعدم التعهد برفعها جميعها، حيث لم يوافق الجانب الأميركي على رفع جميع العقوبات كمّاً وكيفاً، وتحدث عن رفع بعض العقوبات وتعليق بعض آخر من دون رفعها نهائيا". والملاحظة الثانية تتعلق بعدم تجاوب واشنطن مع "شرط إيران التحقق من رفع العقوبات قبل العودة إلى التزاماتها". والملاحظة الثالثة أنّ إيران تصرّ على "ضرورة الحصول على ضمانات وتعهدات أميركية بعدم النكث لاحقاً بما سيتم الاتفاق عليه في فيينا، وهو ما لم يحصل خلال الجولات السابقة"، حسب المصادر التي قالت إنّ الملاحظة الرابعة تمثلت في "ربط أميركا الاتفاق في فيينا بالتفاوض لاحقاً حول قضايا أخرى، مثل برنامجها الصاروخي وسياستها الإقليمية". 

من جهته، أكد المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، لقاء باقري ومورا في بروكسل هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن الهدف من المباحثات بينهما هو "بحث طريقة استئناف مفاوضات فيينا النووية".

إلى ذلك، أعلن الكرملين، في بيان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال هاتفي، اليوم الإثنين، سبل الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب قضايا دولية أخرى.  

واشنطن تحذر  

في السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الإثنين، عن المبعوث الأميركي بشأن إيران، روبرت مالي، قوله، إن "نافذة الدبلوماسية لن تغلق أبدا، لكن هذا لا يعني أن نافذة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ستظل مفتوحة للأبد". 

وأضاف مالي، الذي أدلى بهذه التصريحات بعيد جولته الخليجية والأوروبية، أن "جميع حلفائنا وشركائنا لديهم قلق عميق ومتزايد حول سرعة تقدم البرنامج النووي الإيراني"، مؤكدا أنه "لا يوجد أي توضيح مناسب حول أنه لماذا طال استئناف المفاوضات كل هذا الوقت؟".

وأوضح المبعوث الأميركي بشأن إيران: "لن تغلق نافذة الدبلوماسية للأبد، لكننا عند الضرورة سنتخذ خطوات أخرى، وتزامنا معها سنواصل الدبلوماسية، لكن هذا لا يعني أن نافذة إحياء الاتفاق النووي ستبقى مفتوحة للأبد". 

وتابع: "نحن فكرنا كثيرا في حال لم تعد إيران لمفاوضات فيينا، وماذا يجب فعله وما لا يجب فعله إذا لم تستأنف المفاوضات، وتشاورنا مع شركائنا". 

وانطلقت مفاوضات فيينا خلال إبريل/ نيسان الماضي، بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، لكنها توقفت 20 يونيو/ حزيران الماضي، بعد انتهاء الجولة السادسة، بناء على طلب من إيران بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكن المفاوضات لم تستأنف رغم مرور نحو 3 أشهر على الانتخابات، لتؤكد طهران أنها ستعود إليها قريباً بعد انتهاء عملية مراجعة الجولات الست السابقة، غير أنها بالتوازي مع هذه المواقف بدأت يوم الخامس عشر من الشهر الجاري إجراء حوارات مع الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال زيارة نائب مفوضها للسياسة الخارجية أنريكي مورا. 

المساهمون