بموازاة تصاعد احتمال وقوع مواجهة عسكرية في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة خلال الفترة المتبقية لولاية الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب، تتوالى التهديدات والتحذيرات الإيرانية، إذ حمّل المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، واشنطن وحلفاءها في المنطقة "مسؤولية أي عمل تخريبي ومستفز" ضد بلاده.
وحذر ربيعي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي عبر خدمة "الفيديو كونفرانس"، من أنّ "عسكرة الخليج لا تعود بالنفع على أي دولة في المنطقة والعالم"، معرباً عن أمله في أن "تتخلى أميركا عن سياسة التدخل وبث الفرقة بين دول المنطقة والمغامرات العابرة لحدودها".
غير أن المسؤول الإيراني لم يستبعد "قيام أعداء السلام والاستقرار في المنطقة، الذين عارضوا الاتفاق النووي لسنوات، بالسعي إلى تفخيخ طريق الإدارة الأميركية المقبلة، لخوفهم من إحياء الاتفاق النووي والعودة إلى المسار الدبلوماسي" بين طهران وواشنطن.
وبشأن الاتهامات الأميركية لإيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن "هناك مجموعات كثيرة في العراق لديها مطالب عراقية بدوافع وطنية وقومية بخصوص إنهاء الاحتلال، وتصرفاتهم لا علاقة لها بجمهورية إيران الإسلامية".
وشدد ربيعي على "يقظة" بلاده "تجاه محاولة المتآمرين والمنتفعين من التوتر بين إيران وأميركا لاستغلال الوضع"، مؤكداً استعداد إيران "للدفاع عن أمنها ومصالحها وأرواح رعاياها وسيادتها".
وشدد على أن بلاده وجهت "تحذيرات لازمة للأطراف المعنية"، من دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وأشار ربيعي إلى انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب في العشرين من الشهر المقبل، قائلاً "إننا سعداء لرحيل قاتل اللواء (قاسم) سليماني من المشهد السياسي الأميركي، ومطمئنون أن العالم بدون هذا القاتل سيكون أكثر أمناً لجميع الشعوب".
وفي معرض الردّ على سؤال عما إذا كانت إيران تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة مع الصين وروسيا في الخليج أو بحر عمان، قال ربيعي إن "علاقات الصداقة مع البلدين الصين وروسيا في ذروتها، ولا توجد لنا قيود لتعميقها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية".
وتابع: "كما أعلنا مراراً في مشروع هرمز للسلام أيضاً أن الأمن في منطقة الخليج يجب أن يتم تأمينه من قبل دول الساحل فقط"، معتبراً أن ذلك "يمثل السبيل الوحيد للوصول إلى أمن عادل لجميع الدول وضمان السلام والاستقرار طويلي الأمد". وأضاف أن "إيران وروسيا لديهما تعاون جيد في مجالات مختلفة من بينها المجال الدفاعي وعلى المستوى الإقليمي أيضاً".
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني قد علّق، مساء الاثنين، على استقدام الولايات المتحدة معدات حربية إلى الخليج في الآونة الأخيرة، قائلاً إن "زيادة تحركات الجيش الأميركي في المنطقة استعراض دفاعي".
إن تصاعد تحركات #الجيش_الأمريكي في المنطقة هو استعراض دفاعي ناجم عن الخوف مما اقترفه سابقاً.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) December 28, 2020
تزيد هذه الإجراءات من إنتروبيا (قصور) انعدام الأمن وتؤدي إلى سوء فهم ضار. لا يمكن تحقيق الأمن في المنطقة إلا من خلال إزالة العوامل الخارجية المسببة لعدم الاستقرار.
وعزا شمخاني في تغريدة على "تويتر" هذه التحركات العسكرية إلى "الخوف بسبب الأعمال الشريرة السابقة"، في إشارة غير مباشرة إلى اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني في ضربة جوية في بغداد مطلع العام الحالي، وسط توقعات أن إيران تحاول عبر حلفائها توجيه ضربات إلى القوات الأميركية في العراق، في الذكرى الأولى لمقتل سليماني. وفي تطور لافت، زادت أخيراً الهجمات على المصالح الأميركية في العراق.