أعلنت رئاسة الحكومة التونسية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الحكومة هشام المشيشي قرر إنهاء مهام وزير الصحة فوزي مهدي، وتكليف محمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية وزيرا للصحة بالنيابة.
وتأتي هذه الإقالة بعد يومين من انتقادات شديدة وجهها المشيشي لوزير الصحة، حول أداء الوزارة في أزمة نقص الأوكسجين التي تشهدها المستشفيات التونسية.
وكان المشيشي تحول إلى مقر وزارة الصحة في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي للإشراف على اجتماع طارئ حول ضمان التزود بمادة الأوكسجين بالمستشفيات، مقرا بوجود إشكال متكرر على المستوى الاتصالي بوزارة الصحة، موجها انتقادات شديدة في هذا الاتجاه.
وأكد المشيشي أن هذا الخلل يسمح بانتشار أخبار متضاربة، مشددا على ضرورة إيقاف ما وصفه بـ''السيرك''، وفق قوله، وهو ما وصفه متابعون حينها بأنه "إنذار بإقالة قريبة للوزير".
لكن الخلاف بين المشيشي ومهدي ليس جديدا، فالأخير محسوب على الرئيس قيس سعيد، وكانت تُفترَض إقالته مع بقية الوزراء الذين أقالهم المشيشي منذ فبراير/ شباط الماضي، إلا أنه تراجع عن ذلك بسبب أزمة كورونا وقتها، لكن انتقادات حركة "النهضة" والائتلاف الحاكم لأداء وزير الصحة عجلت بهذه الإقالة.
وتُدووِلت في الكواليس أخبار حول إمكانية تعيين وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي (حركة النهضة)، أو الوزيرة سنية بالشيخ (حزب تحيا تونس)، بدلًا من مهدي، فيما عُرضت الحقيبة منذ أيام على وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي ليتولاها بشكل مؤقت، ويبدو أنه لم يكن متحمسا لذلك، غير أنه قبلها في نهاية الأمر.
وتعرف حكومة المشيشي وضعا غريبا بسبب تولي عدد من الوزراء الإشراف على وزارتين في الوقت ذاته، وذلك بعد رفض الرئيس قيس سعيّد أداء يمين وزراء صادق عليهم البرلمان.
وتطالب حركة "النهضة"، منذ أسبوعين، بتغييرات جوهرية في الحكومة، كما تطالب بتشكيل حكومة سياسية قوية يشرف عليها المشيشي نفسه، أو تطرح على طاولة النقاش في المشاورات المنتظرة مع بقية الأطراف.
وتفاءل المتابعون بإمكانية حلحلة الأزمة بعد اللقاء الذي حصل بين رئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية قيس سعيّد، بعد أشهر من القطيعة، حيث كان الجميع ينتظر انعقاد لقاء ثان، لكن إصابة الغنوشي بفيروس كورونا أجلت اللقاء.
وتعرف تونس أزمات مركبة، اقتصادية واجتماعية وسياسية بالخصوص، أُضيفت إليها الأزمة الصحية الكبيرة التي قضت على آلاف الأرواح بسبب عجز المستشفيات عن مواجهة العدد الكبير من المرضى، إلا أن تونس بدأت في الأيام الأخيرة تشهد مدًا تضامنيًا غير مسبوق من دول عربية للحد من تداعيات الأزمة.