تشهد مدينة أمّ الفحم في الداخل الفلسطيني، اليوم الخميس، إضراباً حداداً على استشهاد الشاب محمد كيوان (17 عاماً)، على يد عناصر الشرطة الإسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، متأثراً بإصابة في رأسه برصاص حيّ يوم الأربعاء الماضي في 12 مايو/ أيار الجاري.
ويوجد جثمان كيوان في معهد الطب الشرعي أبو كبير للتشريح بناء على طلب العائلة. ومن المتوقع أن يتم تشييعه مساء اليوم.
وأصدرت العائلة والبلدية بياناً حمّلتا فيه شرطة إسرائيل "كامل المسؤولية عن اغتيال ولدنا مُحَمد، رحمه الله".
ومما جاء في البيان "بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره، نَزِفُ إلى أهلنا في مدينة أم الفحم والداخل الفلسطيني وعموم شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات نبأ استشهاد ابننا البار محمد محمود يوسف كيوان، شهيد الأقصى، الذي اغتالته الشرطة الإسرائيلية إثر إطلاق النار عليه غدرًا وغيلة يوم الأربعاء الموافق 12/5/2021 في مفرق مستوطنة (ميعامي) الجاثمة على أرضنا الطاهرة".
تعليق صور الشه.يد محمد كيوان على الجدران بمدينة أم الفحم فجر اليوم .#أم_الفحم #الداخل_الفلسطيني pic.twitter.com/KNR7p0b4M8
— المقدسي للإعلام (@AlmakdesyMedia) May 20, 2021
وأضاف "إنّ ابننا الشهيد محمد يَلحقُ بركب قافلة الشهداء الذين سالت دماؤهم زكية طاهرة من أجل القدس والمسجد الأقصى وجراحات أهلنا وإخواننا في غزة العزة والصمود. إنها والله كرامة كرّم الله بها ولدنا محمد ليكون في هذه الأيام الفضيلة المباركة في عداد الشهداء ويُسَجَّلَ في سجل وعداد الخالدين، ونؤكد موقفنا الإيماني الثابت أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
كما حمّلت العائلة، وفق المصدر نفسه، "مسؤولية اغتيال ابننا للشرطة الإسرائيلية وكافة الأجهزة المرافقة لها، ونعتبر ما قامت به جزءًا من جرائم الحرب التي يرتكبها طغاة إسرائيل في غزة والشيخ جراح والمسجد الأقصى والداخل الفلسطيني، وما قتلُ واغتيال ولدنا محمد ابن مدينة أم الفحم وموسى حسونة ابن مدينة اللد إلا جزءاً من سياسات القتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في كافة أماكن الوجود الفلسطيني يومياً".
وأكدت في هذا السياق، "سنلاحق القتلة ولن نستكين أبدا حتى تتحقق العدالة، مع إدراكنا أن عدالة السماء بانتظار هؤلاء".
كما ناشدت "الشباب الثائر الغاضب الرافض للبلطجة والفجور الإسرائيلي" أن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية التي تتطلبها هذه المرحلة من تاريخ شعبنا الصابر المُصابِر الذي يُسَطِّرُ بدمه الزكي تأكيد وجوده، وأنه رقم صعب لا يمكن للاحتلال ومن يقف خلفه من العرب والغرب أن يكسروا إرادتنا، إرادة الحق والحرية والحياة".
كما دعتهم إلى "عدم الانجرار وراء استفزازات الشرطة والسلطة، والمشاركة في جنازة شهيد الأقصى التي سيعلن عن موعدها ومكانها في وقت لاحق، والعمل على ضبط النفس حتى نفوت الفرصة على المتربصين ببلدنا وشعبنا".
من جهتها، طالبت لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بمعاقبة قتلة كيوان، محملة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كامل المسؤولية "عن سفك دماء أبنائنا".
وقالت اللجنة، في بيان: "ها هو شهيد آخر من زهرات شعبنا ينضم إلى قافلة شهداء القدس والأقصى.. شهداء الحرية والكرامة، الشهيد محمد محمود يوسف كيوان محاميد ابن مدينة أم الفحم، والذي لم يتجاوز عمره 17 عاماً. لقد ارتقى هذا الشهيد برصاص أفراد الوحدات الخاصة التي انفردت به مساء 12.5.2021 عند مفرق ميعامي، قرب مدينة أم الفحم، أطلقوا النار على مؤخرة رأسه بدم بارد في عملية اغتيال ميداني بصورة وحشية وانسحبوا من المكان. هذه الجريمة المتكاملة الأركان يجب ألا تمر مرور الكرام، ولا بد من محاسبة القتلة".