يعقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جلسة، اليوم الأربعاء، وذلك لتحديد موقف إسرائيل إزاء ردّ حركة حماس على مقترح التهدئة في قطاع غزة، الذي يشمل إفراج الحركة عن أسرى تحتجزهم، مع دخول الحرب في القطاع شهرها الخامس.
وأعلن الموساد الإسرائيلي، ليل أمس الثلاثاء، تلقّيه رد حركة حماس بشأن الصفقة من الوسيط القطري. وقال: "تم استلام رد حماس من قبل الوسيط القطري، وتتم دراسة تفاصيله بشكل متعمق من قبل كافة الأطراف المشاركة في المفاوضات".
إشادة أميركية بردّ حماس: موحّد وإيجابي
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لشبكة "أن بي سي نيوز"، إنّ ردّ حماس على مقترح التهدئة، "موحّد وإيجابي بشكل عام، إلا أنه لا يزال هناك عدد من القضايا التي يتوجب حلها عندما يتلقى بلينكن ردّ إسرائيل".
وبحسب المسؤول، فإن أحد الاختلافات هو مدة الهدنة، إذ ترغب حماس في وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى؛ فيما كان الإطار المتفق عليه في باريس هو وقف القتال لمدة ستة أسابيع.
كما أكد أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح المحتجزين في غزة، يمثل محور خلاف أيضًا، بحسب المسؤول الأميركي، مضيفاً "سنرى ردّ إسرائيل. لا يزال هناك بعض القضايا الصعبة التي يتوجب حلّها، إلا أنه يوجد مجال للتعامل معها".
وفيما شكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، أعرب عن أمله في أن يتم ذلك في الأسبوعين المقبلين.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم وأمس، مواقف مسؤولين إسرائيليين تؤكد أن دولة الاحتلال لن توافق على إنهاء الحرب.
ونقل موقع "واينت" العبري اليوم، عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم، قولهم: "لن نوافق على طلب وقف الحرب"، مشيرين إلى أن المقترح "يشمل أيضاً طلباً لإطلاق سراح 1500 أسير فلسطيني"، بينهم عدد من كبار الأسرى.
من جهتها، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إن بعض المطالب التي قدمتها حركة حماس بشأن اتفاق لتبادل المحتجزين لا يمكن تلبيتها، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية ستبحث ما إذا كانت سترفض اقتراح حماس كلياً أو ستطلب شروطاً بديلة.
وناقش وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الليلة الماضية، ردّ حماس مع رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع، عشية لقاء اليوم في مكتب نتنياهو.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان أمس، إنّ "الوسيط القطري أبلغ الموساد بردّ حماس"، مشيراً إلى أن "المسؤولين المعنيين بالمفاوضات يجرون تقييماً لتفاصيل (هذا الردّ) بتمعّن".
ويأتي هذا غداة إعلان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الثلاثاء، "تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي".
وأكد آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يجري جولة في المنطقة، أنه "متفائل"، لكنّه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل، نظراً إلى "الظروف الحسّاسة".
وأشارت مسودة وثيقة للمقترح، اطلعت عليها وكالة رويترز، إلى أن اقتراح حماس يتضمن ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوماً. ويتضمن الاقتراح الإفراج عن المحتجزين المتبقين، والبدء في إعادة إعمار غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، وتبادل الجثث والرفات.
وتبلور المقترح في نهاية يناير/كانون الثاني في باريس، حيث اجتمع الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون.
وقالت حماس في بيان لها، أمس الثلاثاء، إنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وأثنت الحركة على "أدوار مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني".
ويتزامن شروع إسرائيل في دراسة مقترح التهدئة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى تل أبيب ليل الثلاثاء، حيث سيلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين، وذلك ضمن جولة في المنطقة استهلّها بزيارة السعودية.