فيما تناولت الصحف الإسرائيلية ومراكز البحث الاستراتيجية ما سمته بالمعضلة الإسرائيلية حيال الأزمة الأوكرانية، أصدرت الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بيانا رسميا، شكل عمليا خروجا عن "سياسة الحذر" التي اعتمدتها دولة الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن خوفا على علاقاتها مع روسيا، لا سيما في ملف التنسيق الأمني والعسكري في سورية.
ودعا بيان للخارجية الإسرائيلية صدر اليوم الثلاثاء، إلى المحافظة على وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، معرباً عن القلق من التصعيد العسكري.
وبحسب البيان الذي أورده موقع "هآرتس" بعد ظهر اليوم، فإن "إسرائيل تأمل بإيجاد حل دبلوماسي يقود إلى التهدئة". ويعكس البيان عمليا اصطفافا إسرائيليا إلى جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، حتى مع خلوه من أي إدانة أ استنكار للتصعيد الروسي في الأزمة.
وكانت محافل مختلفة في إسرائيل، أبرزها مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، دعت إلى التزام الحذر في سياق التعامل مع الأزمة ومواصلة الامتناع عن تزويد أوكرانيا ببطاريات منظومة "القبة الحديدية".
ومع ذلك، أشار المركز في تقدير موقف نشره ظهر أمس إلى أنه سيكون عليها (إسرائيل) في نهاية المطاف الاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة، خصوصا أن الأخيرة ستتجه في نهاية المطاف إلى محاسبة الدول المحسوبة على معسكرها في حال واصلت اتخاذ موقف الحياد أو موقف المتفرج من الأزمة.
وتخشى إسرائيل عمليا من أن يؤثر أي موقف فاعل وداعم لأوكرانيا والمعسكر الغربي، على السلوك الروسي في سورية، في كل ما يتعلق بحرية العمل العسكري لإسرائيل في الأراضي السورية والغارات التي تنفذها من خلال تنسيق عسكري مباشر بين مركز وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب وقاعدة حميميم الروسية في سورية، وفق التفاهمات التي كان تم التوصل إليها في العام 2015، ثم تجديدها بعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى موسكو في العام الماضي ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي.
وكانت روسيا أعلنت في الأسابيع الأخيرة مع بدء نشوب الأزمة الأوكرانية، عن معارضتها للغارات الإسرائيلية في سورية ووصفتها بأنها انتهاك للسيادة السورية وللقانون الدولي.
ولاحقا، أضافت المواقع الإسرائيلية المختلفة، أن البيان الكامل، أشار إلى أن "إسرائيل تواصل الحوار مع شركائها بشأن الطرق التي يمكنها إعادة المسار الدبلوماسي إلى مساره الصحيح"، وأنها جاهزة لأن تنقل لأوكرانيا "مساعدات إنسانية فورية تبعا للحاجات التي تلزم ذلك، وتجري حوارا مع السلطات في الدولة".
وأشارت المواقع الإسرائيلية ووسائل الإعلام، إلى أن البيان المذكور صدر في ختام مشاورات أجراها رئيس الحكومة نفتالي بينت، ووزير الخارجية يئير لبيد ووزير الأمن بني غانتس، وفقا لما أورده كل من موقع "هآرتس" و"معاريف" و"يديعوت أحرونوت".
ولفت موقع "هآرتس"، في هذا السياق، إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل، تخبط في الأيام الأخيرة بشأن اتخاذ موقف معلن من النزاع في أوكرانيا، وأن إسرائيل سعت إلى الوقوف إلى جانب حليفتها، الولايات المتحدة، لكنها من جهة ثانية، لا تريد المس بالمصالح الأمنية والدخول في مواجهة مع روسيا.
وأضاف الموقع أن مسؤولين رفيعي المستوى فضلوا أن تتخذ إسرائيل موقفا ضبابيا، طالما لم يقم الرئيس بوتين بغزو فعلي لأراضي أوكرانيا، وما لم تطلب الإدارة الأميركية من إسرائيل إعلان موقف يشجب السلوك الروسي.
وكانت إسرائيل تتخوف من أن يضر الصدام مع روسيا في الموضوع الأوكراني، بتعاونها الأمني مع موسكو على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال في سورية، والذي أتاح لإسرائيل شن هجمات واسعة في سورية مؤخرا.