إسرائيل تترقب رداً مشتركاً من إيران وحلفائها: استعداد لسيناريوهات "صعبة"

04 اغسطس 2024
مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35"، 29 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استعدادات إسرائيلية مكثفة**: تستعد إسرائيل لرد مشترك من إيران وحزب الله والحوثيين، مع مناقشات حول توجيه ضربة استباقية وخوض حرب على خمس جبهات، وزيادة التواجد الأمريكي في المنطقة.

- **تحضيرات أمنية وتنسيق مع الولايات المتحدة**: تشمل التحضيرات تزويد المسؤولين بهواتف فضائية، وإرسال الولايات المتحدة حاملات طائرات وأسراب طائرات مقاتلة، وتعديل الموقف العسكري الأمريكي.

- **تجنب توجيه تعليمات للجمهور**: تتجنب إسرائيل إعطاء تعليمات للجمهور للحفاظ على الروتين، مع إعلان حالة "تأهب قصوى" ومراقبة نقل المواد الخطرة.

الاحتلال يستعد لحرب "على 5 جبهات" ويناقش ضربة استباقية

تقديرات إسرائيلية برد مشترك بين إيران وحزب الله والحوثيين

"يديعوت": مناقشات محمومة تجري مع الولايات المتحدة

قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تستعد لرد مشترك "حتمي" من قبل إيران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، مشيرة إلى مناقشات طارئة تجري مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص. وفي إطار عملية الاستعداد، جرت مناقشات ومشاورات في دولة الاحتلال لعدد من السيناريوهات، بما في ذلك احتمال توجيه ضربة استباقية، وخوض حرب على 5 جبهات، وفقاً لما صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ليل السبت.

ولفتت الصحيفة إلى أن محادثات "محمومة" تجري مع الأميركيين الذين يزيدون من تواجدهم في المنطقة. وقالت إن "الافتراض العملي هو أن الهجوم سيكون أوسع وأشد فتكاً من الهجوم الذي وقع في إبريل/ نيسان الماضي"، في إشارة إلى الرد الإيراني على استهداف قنصلية طهران في دمشق. وأضافت على موقعها الإلكتروني إنه "رغم الذعر، لا يتم نقل أي رسائل (تحذيرية) للجمهور".

ونهاية الأسبوع، جرت في إسرائيل سلسلة من المباحثات والمشاورات على المستوى السياسي والأمني ​​تمهيداً للرد المحتمل لإيران وحزب الله على عمليتي اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقالت "يديعوت" إنّ "الافتراض العملي في إسرائيل هو أنّ الهجوم المشترك أو المنفصل أمر لا مفر منه، ولكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن توقيته ونطاقه".

ولفتت إلى أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لعدد من السيناريوهات، بما فيها بعض السيناريوهات "الصعبة". وفي الوقت نفسه تجري مناقشات حول "الرد على الرد"، وبحسب الصحيفة "تنشأ معضلة فيما يتعلق بإمكانية توجيه ضربة استباقية حتى قبل أن يصل مثل هذا الهجوم إلى إسرائيل". وقالت إن "الرسالة التي تم نقلها إلى وزراء الحكومة خلال نهاية الأسبوع هي أنه يجب الاستعداد لجميع السيناريوهات، وأن الهجوم قد يأتي في أي لحظة ويمكن أن يتطور إلى حرب على خمس جبهات، بما في ذلك آلاف مواقع الدمار".

وأشارت إلى تزويد بعض الوزراء والرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين بهواتف "فضائية" تحسباً لانهيار شبكات الهاتف الخلوي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين تقديرهم أنّ حزب الله يبحث عن فرصة لشن هجوم كبير في إسرائيل، لن يقتصر على الأغراض العسكرية. كما قدر هؤلاء أن الإيرانيين لم ينتهوا بعد من حساباتهم وتحديد نطاق ردهم.

والسبت، توقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يردّ حزب الله بضربات "في عمق" إسرائيل و"لا يكتفي بأهداف عسكرية"، بعدما أكد الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن "الردّ آت حتماً" على اغتيال شكر. من جهتها، أوردت صحيفة كيهان الإيرانية السبت أن "مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية وخاصة مقار إقامة بعض المسؤولين المتورطين في الجرائم الأخيرة هي من بين الأهداف". 

محادثات "محمومة" مع واشنطن

وفي السياق نفسه، قالت الصحيفة إن محادثات "محمومة" تجري بين إسرائيل والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى أقصى قدر من التنسيق فيما يتعلق باحتواء الرد و"ردع إيران وحزب الله". وبينت أنّ الولايات المتحدة أوفدت حاملات طائرات وأسراب طائرات مقاتلة إلى المنطقة وتستعد للعمل على غرار العملية التي كانت في 13 إبريل/ نيسان.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنه على ضوء "احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة". وقال البنتاغون إن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي "تحمل صواريخ باليستية دفاعية" و"سربا إضافيا من الطائرات الحربية" لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. ودبلوماسياً، حثّت سفارة الولايات المتحدة السبت رعاياها على مغادرة لبنان عبر "حجز أي بطاقة سفر متاحة".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"يديعوت أحرونوت"، إنه "إذا تم شن الهجوم من عدة جبهات وبوتيرة مذهلة، فسيكون من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة التعامل معه وعلينا أن نستعد للكثير" من القتلى. لكنه أضاف "سنكون قادرين على الرد بقوة أكبر وسنتلقى الدعم من العالم، إذ تعمل إيران وحزب الله على بناء القوة العسكرية منذ عقود لاستخدامها ذات يوم". وتابع "إنها أيام قاتلة يمكن أن تندلع فيها الحرب في أي لحظة".

لا تعليمات للجمهور

وبحسب الصحيفة، على الرغم من الوضع المتوتر وعدم اليقين، فإن المؤسسة الإسرائيلية تتجنب إعطاء أي تعليمات للجمهور حول كيفية الاستعداد، ولم يتم توجيه أي رسائل بهذا الشأن، واصفة ذلك بأنه "انهيار كامل لمن يتولى إعلام الجمهور في حالة الطوارئ، وقرار محير من المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية".

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولي الأمن الإسرائيليين أنه تم اتخاذ قرار بعدم تغيير التعليمات للجمهور "كجزء من تعلم الدروس" من الرد الإيراني في 13 إبريل. وأوضح المسؤولون أن "أحد الأشياء التي فهمناها منذ إبريل هو أننا بحاجة إلى الحفاظ على الروتين. وقد دفعت التعليمات إيران إلى زيادة الهجوم". وأضافوا أنه إذا لزم الأمر "فسيتم إصدار التعليمات قريباً".

وفي وقت سابق الخميس، أعلن متحدث جيش الاحتلال دانيال هاغاري عن حالة "تأهب قصوى" في قواته، فيما أشارت تقارير عبرية إلى أن قوات جيش الاحتلال تراقب وتحد من نقل المواد الخطرة إلى العديد من المصانع في المناطق القريبة من حدود لبنان كإجراء احترازي.