"رويترز": إرجاء محادثات حماس وفتح في الصين من دون تحديد موعد جديد

24 يونيو 2024
فلسطينيون يرفعون رايات حماس وفتح في نابلس، 26 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأجيل محادثات المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح المقررة في الصين دون تحديد موعد جديد، وسط تبادل اتهامات بين الحركتين حول أسباب تعطيل اللقاءات.
- حماس وفتح أعربتا عن استعدادهما للمشاركة في الحوار والتقدير للجهود الصينية لتحقيق الوحدة الوطنية، مع التأكيد على أهمية اللقاءات الثنائية والموسعة بين الفصائل.
- الصين تسعى لدعم المصالحة الفلسطينية، ولكن التحديات الكبيرة والجهود المتواصلة على مدار 17 عامًا لم تسفر عن تحقيق وحدة فعلية بين الفصائل الفلسطينية.

قال مسؤولون من حماس وفتح اليوم الاثنين إن محادثات المصالحة الفلسطينية بين الحركتين التي كان من المقرر عقدها في الصين هذا الشهر "أُجّلت دون تحديد موعد جديد"، في وقت تبادلت فيه الحركتان الاتهامات بشأن "تعطيل" هذه الجولة من اللقاءات.

وقال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس، حسام بدران، إن "رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) اتصل بالصين وأبلغها برفض فتح المشاركة في اللقاء الموسع مع كل الفصائل، من دون أي مبررات منطقية"، مضيفاً أن "تعطيل لقاء الفصائل في الصين هو استمرار لنهج التفرد في الساحة الفلسطينية".

وأشار بدران في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن حركة حماس استجابت لدعوة الصين المتعلقة بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، و"تعاملت معها بإيجابية عالية ومسؤولية كبيرة".

وقال: "الدعوة الصينية كانت خطواتها واضحة منذ البداية، حيث يكون اللقاء الأول ثنائياً بين حماس وفتح، وهذا ما تم في شهر إبريل/ نيسان (الماضي)، على أن يتبعه لقاء موسع يضم الفصائل الفلسطينية والذي كان من المفترض أن يكون في هذا اليوم، ولكن رئيس السلطة عطّل اللقاء".

من جهتها، قالت حركة فتح، في بيان، إنها تحمل حركة حماس "مسؤولية إفشال جميع الحوارات، وآخرها عندما رفضت حماس الحضور إلى لقاء القاهرة الذي كان متفقاً عليه"، مضيفة: "نرغب في ضمان نجاح الجهود الصينية المقدرة. فتح لا تزال ملتزمة بالجلوس على طاولة الحوار في الصين، وتعمل على استكمال التحضيرات لتوفير المناخات المناسبة لإنجاح الوساطة الصينية التي تحظى بتقدير واحترام قيادتنا وشعبنا".

وفي أعقاب استضافة اجتماع الحركتين في إبريل/ نيسان، قالت الصين إن حماس وفتح عبرتا عن رغبتهما في السعي لتحقيق مصالحة. وكان مسؤولون من الحركتين قالوا في وقت سابق إن الاجتماع سيعقد في منتصف يونيو/ حزيران.

تحرك الصين نحو حماس وفتح

واتفقت حماس وفتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حينه، على وقف "التراشق الإعلامي" وضرورة إحياء اللجان المشتركة لمعالجة أي إشكالات تطرأ بينهما. كما شددت حماس وفتح الفلسطينيتان على "أهمية تنسيق مواقفهما وجهودهما في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة".

وجاء تحرك الصين باتجاه المصالحة بين حماس وفتح بعد أقل من شهر على تغييرات طرأت على الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، حيث ضغطت واشنطن على الرئيس محمود عباس من أجل التحضير لإصلاحات ما بعد الحرب في قطاع غزة. وفي نهاية مارس/ آذار الماضي، شكلت السلطة الفلسطينية حكومة جديدة تقودها حركة فتح برئاسة محمد مصطفى، إلا أن حماس قالت إنها "لا تعبر عن إرادة المعركة التي تدور في الميدان، ولا يمكن لها أن تدير المعركة أو تقودها أو تفاوض باسمها".

وفي سياق مناقشة ما تسميه إسرائيل "اليوم التالي" للحرب على غزة، طرحت جهات دولية تسليم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب، إلا أن هذا الاقتراح قوبل برفض إسرائيلي.

ورغم العديد من جولات المصالحة الفلسطينية على مدار نحو 17 عاماً من الانقسام، إلا أن أياً منها لم يحقق الوحدة ويصل إلى تنفيذ فعلي للاتفاقات العديدة التي وقعت. وقبل الصين، كانت العاصمة الروسية موسكو قد استضافت، في نهاية فبراير/ شباط، اجتماعاً مماثلاً بين فصائل فلسطينية لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة إعمار قطاع غزّة. وأعلنت الفصائل الفلسطينية، في بيان ختامي عقب انتهاء اجتماعاتها، استمرارها في العمل من أجل تحقيق "وحدة وطنية شاملة" تضم كل القوى والفصائل في البلاد. واتفقت الفصائل الفلسطينية على "استمرار جولات حوارية قادمة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

(رويترز، العربي الجديد)