ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، معنية بمنح الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نفتالي بينت الظروف التي تضمن استقرارها، عبر تجنب المبادرات السياسية التي تثير الجدل.
ونقل الموقع، أمس الأربعاء، عن مسؤول كبير في الإدارة قوله إنّ الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن "لن تطرح رؤى يمكن أن تثير خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ما قد يسهم في تفككها".
وبحسب المسؤول، فإنّ البيت الأبيض معنيّ بإجراء اتصالات منتظمة ومشاورات وثيقة مع بينت وكبار الموظفين في ديوانه، من منطلق تبادل وجهات النظر "وإدارة نهج محترم للخلافات، ورغبة في العمل على تعزيز الاستقرار والأمن". وأضاف المسؤول أنه على الرغم من أن بايدن لم يدعُ بعد بينت لزيارة واشنطن، إلا أنّ هذه الدعوة ستُوجَّه في وقت مبكر من شهر يوليو/ تموز المقبل.
وأشار الموقع إلى أنّ بينت معنيّ أيضاً بصياغة سياسات "حذرة" تجاه القضايا الخلافية مع الولايات المتحدة، مثل إيران والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتجنب اتخاذ قرارات يمكن أن تفضي إلى مواجهة مبكرة مع واشنطن، حيث لفت الموقع إلى أنّ هذه المقاربة تتبناها أيضاً إدارة بايدن.
وأعاد الموقع إلى الأذهان حقيقة أن بينت، الذي يتبنى مواقف "متشددة للغاية" بشأن الموقف من إيران والصراع مع الشعب الفلسطيني، وأيّد بحماسة شديدة تكثيف الهجمات على المصالح الإيرانية في المنطقة، ودعا إلى ضمّ مناطق "ج" التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل، يعي أنّ هناك خلافات كبيرة داخل حكومته بشأن هذه القضايا، ما يجعله يواجه صعوبة في اتخاذ قرارات تنسجم مع مواقفه السياسية.
وذكر الموقع أن بينت في خطابه أمام الكنيست، تبنى سياسة مماثلة لتلك التي تبناها سلفه بنيامين نتنياهو تجاه إيران، وشدد على رفضه العودة إلى الاتفاق النووي.
وكشف الموقع عن أنّ بينت تشاور أخيراً مع مؤلف كتاب "كاتش 67" ميكا غودمان، الذي بحث سبل التعاطي مع الصراع مع الشعب الفلسطيني. وأبرز الموقع حقيقة أنّ غودمان دعا في كتابه إلى معالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل تدريجي، حيث لفت إلى أنه في ضوء حقيقة أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة بين الطرفين في المستقبل المنظور، فإنه يجب على إسرائيل أن تتخذ بالفعل خطوات "لتقليل حدة" هذا الصراع.
وأوضح الموقع أن بينت قرأ كتاب غودمان، وبات معنياً ببعض الأفكار التي وردت فيه، لافتاً إلى أنه تطرق إلى الفكرة الرئيسة التي يدور حولها الكتاب خلال كلمته أمام الكنيست، حيث قال: "يحتاج الفلسطينيون لتحمّل المسؤولية عن أفعالهم وإدراك أن العنف سيقابل برد حاسم"، مشدداً على أن "الهدوء الأمني والاقتصاد المدني سيؤديان إلى تحركات في المجال الاقتصادي وتقليل الاحتكاك وتقليل الصراع".
ولاحظ الموقع أن الإدارة الأميركية تتبنى تصوراً مشابهاً لتصور بينت، حيث إن كلاً من بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن شددا في أكثر من مناسبة على أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة للصراع، وأنه يجب التركيز على خطوات عملية على الأرض، من شأنها تحسين الحرية والأمن والازدهار الاقتصادي للفلسطينيين والإسرائيليين.