أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، اليوم السبت، أنّ الشهيد التونسي محمد الزواري كان حاضراً في معركة طوفان الأقصى منذ اليوم الأول من خلال طائراته المسيّرة، مضيفاً: "إنه لشيء عظيم أن يغيب صاحب الفعل ويتجدد عمله في معارك العزة".
جاء ذلك خلال كلمة مسجلة لمشعل، عرضت خلال فعاليات إحياء الذكرى السابعة لاغتيال المهندس محمد الزواري في محافظة صفاقس (مسقط رأس الشهيد)، وسط تونس.
وأضاف مشعل أنّ "المقاومة ستنتصر، وهي صامدة بعد 70 يوماً في المعارك على الميدان وتكبد العدو هزائم عديدة"، مشدداً على أنّ "الأمة العربية لها إرث عظيم من البطولات وفلسطين ليست ملحمة فلسطينية فقط، بل هي ملحمة الأمة كاملة، والطوفان سيكون أكبر حتى نشهد النصر".
وطالب مشعل التونسيين بـ"ملاحقة الصهاينة في كل المحافل الدولية لكشف ملابسات اغتيال الزواري والقصاص من الموساد الذي يُعتقد أنه يقف وراء عملية الاغتيال ومن كل الذين كان لهم يد بالعملية"، مؤكداً أنّ تونس "حاضرة في فلسطين على الدوام، رغم بعدها الجغرافي".
وتضمنت فعاليات إحياء ذكرى الزواري في تونس، الذي اغتيل يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، مسيرة وتظاهرات رفع خلالها المشاركون شعارات مثل "غزة غزة رمز العزة"، و"اضرب اقصف تل أبيب.. يا قسام يا حبيب"، و"مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة"، و"الفرنسيون والأميركان.. شركاء في العدوان".
وقال عضو هيئة الدفاع عن ملف الزواري، وأحد المشاركين في تظاهرة صفاقس، المحامي عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الذكرى السابعة لاغتيال الشهيد الزواري تأتي في الوقت الذي تشهد فيه غزة عدواناً غاشماً، وهذا الأمر دفع العديد من التونسيين للتضامن والحضور اليوم بكثافة في ذكرى اغتياله".
وأكد أنّ "اللجنة ستظل مفتوحة لكي تتمكّن من القيام بعملها، ولتشكيل ضغط بغية الوصول إلى الحقيقة"، مشيراً إلى أنّ "القضية ليست من مشمولات هيئة الدفاع فقط، لأنها ليست مجرد قضية عدلية أو قضائية بل سياسية أيضاً، وهناك أطراف مورطة وأخرى مشبعة بالتطبيع، وقد ساهمت بشكل أو بآخر في الجريمة وهو ما يستدعي لمّ الصفوف وتحريك الملف".
وأضاف أنّ "رئيس الجمهورية (قيس سعيّد) مطالب بالوقوف على هذا الملف وكشف الاختراق الأمني وكيفية وصول الموساد الإسرائيلي إلى اغتيال الزواري"، مشدداً على "التمسّك بتسمية نهج باريس باسم الشهيد لرد الاعتبار له، ولا بد من منح الجنسية التونسية لأرملته التي لا تزال تنتظر هذا الإجراء".
وقال أحد المتداخلين في إحياء ذكرى الزواري، في كلمة له: "هنا في صفاقس، مسقط رأس الشهيد، خط الزواري كلمته، إرادته، إنجازاته، وطائرات الأبابيل التي دكت الصهاينة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول في عملية طوفان الأقصى"، مضيفاً أنّ "الزواري كان له دور مهم فيما حصل في طوفان الأقصى وفي تغيير موازين القوى، وهذه التظاهرات في مسقط رأس الشهيد لها عدة أبعاد أهمها أن تبقى ذكراه حية".
دعوة إلى تشكيل لجنة وطنية لمتابعة ملف الزواري
وأصدرت هيئة الدفاع عن ملف الزواري بياناً، أمس الجمعة، طالبت فيه بـ"تشكيل لجنة وطنية من المحامين والحقوقيين والمهندسين وكل المؤمنين بقضية تحرير الأرض من الاحتلال لمتابعة ملف الشهيد"، داعية إلى "تسمية نهج باريس أو نهج شارل ديغول بتونس العاصمة باسم الشهيد محمد الزواري تكريماً له، واعترافاً بما قدمه من أجل المقاومة في فلسطين".
كما طالبت هيئة الدّفاع رئاسة الجمهورية بـ"فتح تحقيق جدي يكشف كل من تورطوا في جريمة الاغتيال ومحاسبتهم وإحالتهم إلى القضاء"، لافتة إلى أنّ "الذكرى السابعة للجريمة تمرّ في ظل انتصارات المقاومة الباسلة التي فجرت طوفان الأقصى، ولم تغب روح الشهيد الزواري، الذي كان رئيس الوحدة الجوية لكتائب عز الدين القسام، حيث حضرت في ساحة المعركة من خلال السلاح الذي صنعه، وتواجه به المقاومة العدوان الصهيوني".
جدير بالذكر أنّ مهندس الطيران محمد الزواري عضو في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات بدون طيار في وحدة التصنيع في الكتائب، والتي أطلق عليها اسم أبابيل 1، وظهرت هذه الطائرة أول مرة في 2014 في معركة "العصف المأكول"، أما مشروع الغواصة المسيّرة عن بعد فقد عمل عليه في إطار الدكتوراه التي كان يعدّها.