إثيوبيا تحذر من اضطرابات في القرن الأفريقي بعد شحنة الأسلحة المصرية إلى الصومال

29 اغسطس 2024
دورية لقوات بعثة الاتحاد الأفريقي الإثيوبية إلى الصومال، 3 سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إثيوبيا تحذر من مهمة جديدة يقودها الاتحاد الأفريقي في الصومال، معتبرة أنها قد تزيد التوترات في القرن الأفريقي، خاصة بعد إرسال مصر مساعدات عسكرية للصومال.
- العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة بسبب سد النهضة الإثيوبي، الذي تعتبره مصر تهديدًا لأمنها المائي، وتفاقمت التوترات بعد اتفاق بحري بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي.
- مصر والصومال وقعتا اتفاق تعاون عسكري لتعزيز مصالحهما المشتركة، وسط إعادة تشكيل التوازنات في منطقة القرن الأفريقي.

أعلنت إثيوبيا، أمس الأربعاء، أنّّ مهمة جديدة يقودها الاتحاد الأفريقي في الصومال قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في القرن الأفريقي، بعدما أرسلت القاهرة مساعدات عسكرية إلى البلد الغارق في الفوضى بسبب هجمات حركة الشباب الإسلامي. ومن المفترض أن تتولى هذه المهمة الجديدة واسمها "بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال" (أوسوم)، مهام بعثة أخرى هي أتميس (المهمة الانتقالية الأفريقية في الصومال)، وذلك اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2025.

وأمس الأربعاء، حذّرت أديس أبابا من "مخاطر" محتملة واتهمت الصومال بالتواطؤ مع جهات فاعلة لم تسمّها سعياً إلى زعزعة استقرار المنطقة. ويأتي هذا التحذير بعدما أرسلت مصر، التي كانت على خلاف مع إثيوبيا لسنوات، معدات عسكرية إلى الصومال. وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان إن "المنطقة تدخل المجهول". وأضافت: "لا يمكن لإثيوبيا أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ أطراف فاعلة أخرى خطوات لزعزعة استقرار المنطقة". وأكّدت الوزارة أنّها تتابع تطورات الوضع عن كثب.

والعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة منذ سنوات، ولا سيّما بسبب سد إثيوبيا الضخم الذي بنته أثيوبيا على نهر النيل، والذي تقول مصر إنّه يهدّد أمنها المائي. ومصر التي تعتمد على نهر النيل في 97% من احتياجاتها المائية، تقول إنّ السد الذي شرعت إثيوبيا ببنائه في 2011 يمثّل تهديداً "وجودياً" لها. وتوترت العلاقات بين إثيوبيا والصومال بعد الاتفاق البحري الذي أبرمته إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال (بونتلاند)، الانفصالي في الأول من يناير/ كانون الثاني، والذي ينص على تأجير إثيوبيا لمدة 50 عاماً 20 كيلومتراً من ساحل أرض الصومال الواقع على خليج عدن.

وتقول سلطات أرض الصومال إنّه مقابل السماح لإثيوبيا بالوصول إلى البحر، فإن إثيوبيا ستصبح أول دولة تعترف بالمنطقة الانفصالية رسمياً، وهو أمر لم تفعله أي دولة منذ أن أعلنت هذه المنطقة الصغيرة استقلالها من جانب واحد في 1991. وفي الوقت نفسه، عززت مصر والصومال تعاونهما ووقّعتا اتفاق تعاون عسكرياً في 14 أغسطس/ آب الحالي.

وجاء توقيع بروتوكول التعاون العسكري بين مصر والصومال في وقتٍ وصفه المحللون بشديد الحساسية، نظراً لإعادة تشكّل التوازنات في منطقة القرن الأفريقي، التي تطلبت تعزيز شكل التحالف بين البلدين لحماية مصالحهما المشتركة. ورجح محللون أن توقيت التعاون العسكري بين الصومال ومصر حمل دلالات عدة، تمثلت في رغبة مصر للعودة إلى الصومال، والتي توّجت أخيراً بفتح مقر جديد لسفارتها في مقديشو بعد عقود غابت فيها مصر عن المنطقة، إلى جانب تناغم مصالح البلدين في ظل توسع أطماع إثيوبيا.

ووصف سفير الصومال في مصر علي عبدي شحنة المعدات العسكرية التي أرسلتها مصر إلى الصومال، أمس الأربعاء، بأنّها كبيرة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وبحسب بيان نشرته وسائل إعلام محلية، فقد قال السفير إنّ مصر ستكون أول دولة تنشر قوات في الصومال بعد انسحاب البعثة الأفريقية الحالية "أتميس".

(فرانس برس، العربي الجديد)