أوكرانيا: 51 قتيلاً بضربة روسية على مدينة بولتافا وتنديد غربي

04 سبتمبر 2024
عمال إغاثة قرب موقع الضربة الروسية في بولتافا، 3 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الهجوم الصاروخي الروسي على بولتافا**: قُتل 51 شخصًا وأصيب 271 آخرون في هجوم صاروخي روسي استهدف معهدًا عسكريًا ومستشفى مجاور في بولتافا، مما أثار انتقادات للقيادة العسكرية الأوكرانية.

- **ردود الفعل الدولية**: أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم وتعهد بتقديم مزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا، كما نددت عواصم غربية أخرى بالهجوم.

- **الانتقادات الداخلية والتحقيقات**: أثار الهجوم غضبًا بين المدونين العسكريين الأوكرانيين، وأمر الرئيس الأوكراني بإجراء تحقيق كامل وسريع، مطالبًا الحلفاء بتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية.

قُتل 51 شخصا على الأقل وأُصيب 271 بجروح في هجوم صاروخي روسي استهدف الثلاثاء مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا وأدّى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري، حسبما أفادت السلطات.

وقال مكتب النيابة العامّة الأوكرانية "حتى الساعة 18.00 (15.00 بتوقيت غرينتش)، قُتل 51 شخصا وأصيب أكثر من 200 آخرين في هذا الهجوم". وأفاد الحاكم الإقليمي فيليب برونين بأنّ "حوالى 18 شخصا قد يكونون تحت الأنقاض".

وتعرّضت القيادة العسكرية الأوكرانية لانتقادات حادة من مدوّنين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب هذا الهجوم الذي وقع في وقت احتشد فيه عدد من الجنود في مكان واحد داخل المعهد العسكري.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ صاروخين باليستيين سقطا على "معهد تعليمي ومستشفى مجاور" في بولتافا. وأوضح في رسالة عبر الفيديو أنّ "أحد مباني معهد الاتصالات تعرّض لدمار جزئي، وعلق أشخاص تحت الأنقاض"، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة أنشئت في ستينات القرن الماضي وتُعنى بتدريب المتخصّصين في مجال الاتصالات العسكرية.

وكان زيلينسكي أورد حصيلة أولية تفيد بمقتل 41 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين بجروح. وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأنّ الهجوم وقع بعد فترة قصيرة جدا من إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، مضيفة أن الضربة "باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض".

وقالت الوزارة "بفضل تنسيق العمل بين رجال الإنقاذ والأطباء، تم إنقاذ 25 شخصا بينهم 11 شخصا كانوا تحت الأنقاض"، مضيفة أنّ "عناصر الإنقاذ يواصلون عملهم".

واستهدف الهجوم مدينة بولتافا التي تقع على مسافة نحو 300 كيلومتر شرق كييف، والتي كان عدد سكانها حوالى 300 ألف نسمة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

بايدن يدين القصف الروسي "المخزي" على بولتافا

ودان الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة الثلاثاء "الهجوم المخزي" الذي شنّته روسيا بالصواريخ على مدينة بولتافا، متعهداً إمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.

وقال بايدن في بيان "أدين بأشد العبارات الممكنة هذا الهجوم المخزي"، مشدداً على أنّ الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا "بما في ذلك توفير أنظمة الدفاع الجوي والقدرات التي يحتاجون إليها لحماية بلدهم". وأضاف "هذا الهجوم هو بمثابة تذكير مأسوي بمحاولات بوتين المستمرة والفظيعة لكسر إرادة شعب حر".

ونوّه الرئيس الأميركي بصمود الشعب الأوكراني. وقال "طوال عامين ونصف العام، ظلّ شعب أوكرانيا ثابتا على موقفه". وأكّد بايدن أنّ "الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب (الأوكرانيين)، بما في ذلك توفير أنظمة الدفاع الجوي والقدرات التي يحتاجون إليها لحماية بلدهم". وشدّد الرئيس الأميركي على أنّ "روسيا لن تنتصر في هذه الحرب. شعب أوكرانيا هو الذي سينتصر".

عواصم غربية تندد

وأثار الهجوم ردود فعل عواصم غربية. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس، أن وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا تعرف حدودا"، مؤكدة أنّه "يجب محاسبته".

وتردّد ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي قال إنّ الضربة الروسية على مدينة بولتافا "تذكير مروّع" بـ"وحشية" بوتين.

من جهته، أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان على إكس إلى أنّ "الضربات الروسية على بولتافا هي أحدث عمل عدواني بغيض في حرب بوتين البغيضة وغير القانونية في أوكرانيا".

وفي الداخل الأوكراني، أثار الهجوم غضبا بين المدوّنين العسكريين الذين باتوا يتمتّعون بتأثير واسع النطاق في ظل الحرب الروسية على بلادهم. وفيما أشار بعضهم إلى أنّ الجيش الروسي أراد استهداف احتفال عسكري رسمي نُظّم في الهواء الطلق، تساءل المدون سيرغي ناوموفيتش الذي يتابعه أكثر من 135 ألف شخص على فيسبوك، "لماذا تجمّع هذا العدد الكبير من الأشخاص في هذا المكان؟".

من جهتها، أعربت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان والتي غالبا ما تنتقد القيادة العسكرية الأوكرانية، عن أسفها لعدم معاقبة أي ضابط رفيع المستوى بسبب تعريضه مجموعات من الجنود للخطر خلال حوادث مماثلة وقعت في الماضي. وقالت عبر تطبيق تليغرام "المآسي تتكرر متى سيتوقف ذلك؟".

ويأتي ذلك فيما نشر مدوّنون عسكريون روس الثلاثاء لقطات جوية التقطتها مسيرة تُظهر مبنى يبدو مطابقا للمعهد العسكري في بولتافا. غير أنّ وزارة الدفاع أكدت أنّه لم تكن هناك أي مراسم في الهواء الطلق أثناء وقوع المأساة. كما أمر الرئيس الأوكراني بإجراء "تحقيق كامل وسريع" في ملابسات هذا الهجوم.

وتعهد "محاسبة" روسيا، مكرّرا دعوة الحلفاء الغربيين إلى تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل والسماح لها بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ البعيدة المدى التي تسلّمتها. وحتى الآن، ترفض دول غربية عدة، بينها الولايات المتحدة، الموافقة على تنفيذ ضربات خارج الحدود الأوكرانية خشية التصعيد مع موسكو.

وواجهت قيادة الجيش الأوكراني ضغوطا الأسبوع الماضي بعد تحطّم مقاتلة أف-16 أميركية الصنع أودى بحياة الطيّار الذي كان قد تلقّى تدريبا في الولايات المتحدة. ومقاتلات أف-16 من المعدّات العسكرية التي تسلّمتها كييف أخيرا بعد انتظار لأكثر من عامين. وأعلن زيلينسكي بعد هذا الحادث إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون