شيّع أهالي قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد الطفل محمد هيثم التميمي (عامان ونصف العام)، والذي أعلن عن استشهاده أمس، متأثراً برصاصة أصيب بها الخميس الماضي، في رأسه، أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلق الموكب الجنائزي من داخل مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، صباح اليوم، حيث نُقل مساء أمس الاثنين، بعد استشهاده.
وسار المشيّعون بجثمان الطفل التميمي في شوارع رام الله قبل نقله بموكب مركبات إلى مسقط رأسه النبي صالح، وسط انتشار دوريات الاحتلال عند مدخل القرية وأطرافها.
وفور وصول الموكب إلى قرية النبي صالح، حمل فتية القرية نعش التميمي، في رسالة رمزية أراد أهالي النبي صالح التعبير عنها بحمل الأطفال نعش التميمي.
وفي باحة منزل جد الشهيد التميمي، استقبلت مروة التميمي (32 عاماً) جثمان ابنها وحملته واحتضنته للمرة الأخير، وسط حزن كبير، وودعه والده هيثم التميمي، ونساء القرية، قبل الانطلاق بالجثمان محمولاً على الأكتاف إلى مسجد القرية، حيث أديت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر مباشرة، ثم انطلقوا بالجنازة الرسمية وصولاً إلى مقبرة القرية.
وقالت والدة الطفل الشهيد، مروة التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن المشهد كان فظيعاً الخميس الماضي، حيث رأت أمام أعينها إطلاق النار على ابنها وزوجها حين كانوا يريدون الذهاب إلى منزل شقيقتها في قرية دير نظام المجاورة للمشاركة في عيد ميلاد ابنة شقيقتها، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال منعتها حتى من الوصول إلى مكان الإسعاف الأولي لطفلها محمد، وهددوها بإطلاق النار عليه، وتابعت: "لكن لا أقول إلا اللهم لك الحمد حتى ترضى".
وقال والد الشهيد الطفل، الجريح هيثم التميمي، لـ"العربي الجديد" إن على المؤسسات الحقوقية أن تعلم أن هناك جريمة ارتكبت في قرية النبي صالح، وبحق طفل ادعى الاحتلال أنه أطلق النار، في إشارة إلى رواية الاحتلال بوجود عملية إطلاق للنار على مستوطنة نيفي تسوف المجاورة.
يُذكر أن منزل ذوي الشهيد يقع مقابل برج لقوات الاحتلال مقام بشكل دائم على مدخل قرية النبي صالح، وقد تعرض سابقاً لإطلاق قنابل ورصاص بشكل متكرر، بينما تتعرض قرية النبي صالح لاقتحامات متكررة، كان آخرها ما بعد إطلاق النار، والتي أدّت إلى إصابة شاب برأسه برصاص مطاطي، إضافة إلى المصور بلال التميمي، الناشط في توثيق انتهاكات الاحتلال، خلال توثيقه الاقتحام، برصاص معدني مغلف بالمطاط، ما أدّى إلى كسر في يده أجرى على أثره عملية جراحية.
وقال بلال التميمي لـ"العربي الجديد" إنه يعتقد بأن إصابته كانت متعمدة، حيث كان جيش الاحتلال يطلق الرصاص على أي شيء متحرك في القرية، وكان هو شخصياً قد صرخ بصوت عالٍ للتعريف عن نفسه، وكان يرتدي زي الصحافة.
وخلال التشييع، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم، في كلمة له، إن قتل الطفل التميمي جريمة تضاف إلى سجل الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال، في الوقت الذي يقف فيه العالم دون أن يتخذ أي إجراء على الأرض لوقف جرائمها".
وأضاف صيدم: "لا يُعقل أن يُستهدف أبناؤنا بهذه الصورة، ويجري إطلاق النار عليهم وقتلهم بدم بارد، وهم بين يدي ذويهم، وأن تأتي المنظومة الأممية وتعود بالشجب والاستنكار"، وقال إن التصريحات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي، أمس، حول استشهاد التميمي كانت خجولة.
يُشار إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري وحتى اليوم، وصل إلى 161 شهيداً، بينهم 122 شهيداً من الضفة الغربية، بما فيها القدس، و36 شهيداً من قطاع غزة، و3 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فيما وصل عدد الشهداء الأطفال منذ بداية العام الجاري من مجموع الشهداء إلى 26 طفلاً شهيداً.