تعرّضت مناطق عدة في اليمن إلى ضربات أميركية بريطانية للمرة الثانية خلال 48 ساعة، وذلك استمراراً لسلسلة هجمات يشنّها تحالف تقوده واشنطن، على مواقع الحوثيين في اليمن، منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما يقول كثير من الخبراء إن الضربات لن تتمكن من القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية.
ونقلت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، عن خبراء قولهم إن القوات الأميركية باتت منخرطة فيما وصفته بلعبة "القط والفأر" مع الحوثيين، في ظل شن ضربات على مواقع عدة تابعة للجماعة في اليمن، ومواصلة الجماعة هجماتها وإخفاء أسلحتها.
وبحسب الخبراء، فإن الضربات الجوية الأميركية "لن تتمكن من تدمير جميع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة للحوثيين مع وجود مواقع متعددة تمكنهم من إخفاء أسلحتهم في اليمن، بما في ذلك المخابئ تحت الأرض".
وكانت القيادة المركزية الأميركية قد قالت في بيان يوم السبت، إن القوات الأميركية والبريطانية "نفذت ضربات ضد 36 هدفاً للحوثيين في 13 موقعاً" في اليمن، شملت "مواقع مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة مطمورة بعمق تابعة للحوثيين وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأنظمة دفاع جوي ورادارات" حسب البيان.
وتنقل الشبكة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الضربات التي شنتها ليل السبت منفصلة عن الغارات الانتقامية الأميركية يوم الجمعة في العراق وسورية، بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة عسكرية بالأردن.
وفيما أكدت أن القوات البحرية الأميركية المتمركزة في البحر الأحمر، تواصل دورياتها في المنطقة، على الرغم من تهديدات الحوثيين، أشارت إلى استهداف طائرات مسيّرة عدة كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها يوم الجمعة.
وهاجم الحوثيون، بحسب الشبكة، ما يقرب من 30 سفينة شحن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك في خطوة قالوا إنها تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، مع إعلانهم منع مرور السفن إلى موانئها.
وأعلنت شركات كبرى للشحن عن توقف عملياتها عبر البحر الأحمر وخليج عدن بشكل مؤقت، بسبب الهجمات، وهو ما زاد من تكلفة نقل البضائع عن طريق السفن، وسط قلق من زيادة الأسعار على المستهلكين في الولايات المتحدة مع قرب انتخابات الرئاسة 2024.
وعقب الضربات الأميركية البريطانية السبت، قال القيادي في جماعة الحوثيين محمد البخيتي عبر "إكس": "عملياتنا العسكرية ضد الكيان الصهيوني ستستمر حتى وقف العدوان على غزة مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وسنقابل التصعيد بالتصعيد".
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ، خلال حديث مع شبكة "أم أس أن بي سي"، إن الولايات المتحدة ستواصل جهودها لإضعاف الحوثيين وحماية الشحن في البحر الأحمر.