أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، مساء الخميس، ضرورة "وحدة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، على امتداد العالم العربي والإسلامي والدولي" لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، داعياً إلى "بذل أقصى جهد من أجل القيام بأوسع تحالف للمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية".
وكان النخالة يتحدث في كلمة مركزية بمهرجانات متعددة أقامتها حركة "الجهاد" في غزة وجنين وبيروت ودمشق وصنعاء، مساء الخميس، في ذكرى انطلاقة الحركة الخامسة والثلاثين، التي تصادف اليوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول، وبحضور حاشد في القطاع.
وعرضت الحركة خلال المهرجان في غزة راجمات صواريخ جديدة أدخلتها الخدمة العسكرية، وعلقت صوراً لشهداء الضفة الغربية المحتلة، وأمهات الشهداء هناك، وحضر المهرجان قيادات عسكرية وسياسية من الفصائل الفلسطينية في القطاع.
وقال النخالة إنّ "من أوجب الواجبات اليوم تعزيز وحدتنا الفلسطينية، على قاعدة مقاومة الاحتلال، وتعزيز وحدتنا، وتكاملنا مع إخواننا الذين يشبهوننا، والذين يحملون همومنا، وهموم شعبنا، وقضيتنا العادلة التي هي قضيتهم".
ودعا لتعزيز محور المقاومة، في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي له تحالفات ترعاه وتحتضنه وتدعمه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أنّ "العدو وحلفاءه يسعون بكل ما يستطيعون ليحاصرونا، ويقطعوا روابطنا مع من يساندنا، وحتى إنهم يلاحقون كل من يتعاطف معنا، ولو على المستوى الإنساني، ليستفرد العدو بشعبنا ومقاومته".
وحذّر النخالة من أنّ الاحتلال الإسرائيلي وبدعم أميركي يحقق "إنجازات"، حيث "أضحت القدس تهود والاستيطان يسيطر على الضفة الغربية، ويزداد الانفتاح على الاحتلال أكثر فأكثر، ويزداد عدد الدول والعواصم التي تقيم علاقات مع المحتل".
ونبه الأمين العام للجهاد الإسلامي إلى ما أسماها "محاولات العدو التي لم تتوقف، لإخراج قطاع غزة من معادلة الصراع على الحق الفلسطيني، بالحصار والترهيب والترغيب"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "من واجبنا أن لا نجعل غزة محايدة عندما يستهدف المسجد الأقصى، ويتم تهويد القدس والضفة الغربية".
وبيّن أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحاول أنّ يجعل القضية الفلسطينية "مسألة إنسانية"، يعالجها بفتح سوق العمل والإغراءات الاقتصادية الأخرى، وهدفه "إطفاء روح المقاومة وفكفكتها"، غير أنّه أكد أنّ المقاومة التي تشاغل الاحتلال على مدار الساعة وتخوض معركتها دون خوف تستطيع أنّ تستنزف طاقاته وتعوق سياساته هذه.
وشدد على أنّ "قرار حركة الجهاد بالقتال الدائم، ومشاغلة العدو، هو رؤية وموقف، وواجب وجوب الصلاة"، مؤكداً أنّ حركته "لن تغادر مواقعها، طالما بقي الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين".
وفي كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، إنّ حركته وحركة الجهاد في "حالة وحدة واستراتيجية ومنهج واحد"، مشدداً على أنّ أي خلافات تقع بين الحركتين "هامشية" ويتمّ تجاوزها.
وأشار إلى أنّ تعاظم حركة الجهاد الإسلامي هو تعاظم لكل الشعب الفلسطيني، فـ"نحن يد بيد نسير في هذا الطريق حتى تحقيق النصر"، مشيراً إلى وجود توافق بين الحركتين على "منهج وطني بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته، بمرجعية وطنية وسياسية وإسلامية، ووسائل الكفاح والنضال ومركزية القضية.
وتحدث العاروري عن أن "لا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين"، مشدداً على أنّ "المقاومة قادرة على فرض الطوق على الكيان"، لافتاً كذلك إلى "تصاعد المقاومة في الضفة بعد سنوات من التآمر ومنع انطلاق المقاومة في الضفة بالترغيب والترهيب".