وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، اليوم الاثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة رسمية ليوم واحد، لبحث عدد من الملفات الأمنية مع المسؤولين العراقيين.
وقال مسؤول في مستشارية الأمن القومي العراقي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "أحمديان وصل صباح اليوم الاثنين، في زيارة رسمية ليوم واحد فقط، وزار فور وصوله موقع اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في شارع مطار بغداد الدولي، برفقة كل من نائب مستشار الأمن الوطني العراقي عصام السعدي، ورئيس دائرة دول الجوار في وزارة الخارجية محمد رضا الحسيني، إضافة إلى السفير الإيراني في بغداد.
وأضاف المسؤول أن "أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيعقد اجتماعات مختلفة مع مسؤولين عراقيين، يتقدمهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. كما يبحث خلال زيارته عدداً من الملفات الأمنية المشتركة، على رأسها الاتفاق الأمني بين بغداد وطهران، وإكمال تنفيذ بنوده، خاصة المتعلقة بتسليم إيران المطلوبين لها من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة".
وبين أن "أحمديان سيبحث مع المسؤولين العراقيين قضية القصف الإيراني على الأراضي العراقية في أربيل، ويعطي للمسؤولين في بغداد بعض الأدلة والأسباب التي دفعت إلى تنفيذ هذا القصف، مع إيصال رسائل بأن طهران لا تريد تهديد أمن واستقرار العراق، لكن هي جادة بالدفاع عن نفسها ضد ما يتهددها داخل أي بلد كان".
وكشف المصدر ذاته أن "أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيناقش مع المسؤولين العراقيين ملف التفاوض العراقي – الأميركي بشأن إنهاء الوجود الأجنبي داخل العراق، كون طهران تعتبر هذا الوجود تهديدا لها، وسيدفع أحمديان خلال زيارته للإسراع بحسم هذا الملف وعدم تسويفه".
وختم المسؤول بقوله إن "أحمديان سيناقش مع المسؤولين العراقيين ملف غزة والتطورات في المنطقة بعد أحداث القطاع وعمليات الفصائل المسلحة ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة، وسيطلب المسؤولون العراقيون من أحمديان أن تضغط طهران بشكل أكبر من أجل الحد من هذه العمليات، لتداعياتها الخطيرة على أمن العراق واستقراره".
تنسيق أمني
إلى ذلك، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى بغداد في هذا التوقيت مهمة جداً نظراً لما تمر به المنطقة والعراق تحديداً من تطورات أمنية مختلفة، مع وجود خشية حقيقة من تحويل العراق إلى ساحة صراع إقليمية ودولية".
وبين فيصل أن "زيارة أحمديان، بالتأكيد، تأتي لتنسيق المواقف الأمنية ما بين بغداد وطهران، خصوصاً أن للعراق اتفاقيات أمنية مع إيران، وهذا يدعو إلى حوار مستمر ومتواصل ما بين الطرفين، ولا شك أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني جاء إلى بغداد حاملاً رسائل مختلفة من القيادة الإيرانية إلى الحكومة العراقية والأطراف السياسية العراقية".
وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية تقضي بالتزام العراق بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران، وتسليمها المطلوبين منهم، مقابل إيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية.
وبحسب اللجنة العراقية العليا لتنفيذ الاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق وإيران، في بيان لها، في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فقد أخليت جميع مقار المعارضة الإيرانية الموجودة على الحدود الفاصلة بين البلدين، إلا أن طهران من جهتها لم تؤكد ذلك حتى الآن، كما أن أربيل، المعني الأول بالملف، لم تتحدث عن رواية "الإخلاء الكامل" للحدود هي الأخرى.