ضغوط أميركية وإسرائيلية على السلطة الفلسطينية لـ"تخفيف التوتر" في الضفة الغربية

09 سبتمبر 2022
المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي قلق من حالة الوضع في الضفة الغربية (Getty)
+ الخط -

تتعرض السلطة الفلسطينية إلى ضغوط أميركية وإسرائيلية من أجل قمع وإخماد عمليات المقاومة ضد الاحتلال، في الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي تدّعي فيه حكومة الاحتلال أن السلطة الفلسطينية تفقد من سلطتها ونفوذها في الضفة الغربية، بفعل عوامل مختلفة، بينها "حرب الوراثة" بعد الرئيس محمود عباس، وعدم قدرتها على دفع رواتب لعناصر أجهزتها الأمنية، وإجراء تقليصات في هذه الرواتب.

وأبرز موقع "والاه" الإسرائيلي، اليوم الخميس، على لسان مراسله براك رافيد، الذي يعمل أيضاً في موقع أكسيوس الأميركي، أن إدارة الرئيس جو بايدن "سعت عبر مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف، خلال زيارة الأخيرة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، الأسبوع الماضي، إلى الضغط على السلطة الفلسطينية لبذل مزيد من الجهود لبسط سيطرتها وحكمها في الضفة الغربية المحتلة".

وسعت إدارة بايدن للضغط على السلطة لـ"إعادة السيطرة على جنين ونابلس بدلاً من تقديم مقترحات لمجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية وقبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة"، خصوصاً في ظل التصعيد الحاصل في مدن وبلدات الضفة الغربية وتزايد عمليات المقاومة، بما فيها التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدن الضفة المحتلة.

وأشار الموقع الإسرائيلي في هذا السياق إلى أن ليف التقت بمجموعة من كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، بدءاً من رئيس الشاباك رونين بار، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي أيال حالوتا، ومنسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة الجنرال غسان عليان.

وبحسب المصدر ذاته، فإن المسؤولين الأمنين طالبوا المسؤولة الأميركية بطرح الموضوع على المستوى السياسي الإسرائيلي المخول باتخاذ القرارات في كل ما يتعلق بمسألة تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية ونفوذها في الضفة الغربية المحتلة.

وزعم الطرف الإسرائيلي في لقاءاته مع ليف أن الاقتحامات التي يقوم بها جيش الاحتلال "ضرورية، لعدم وجود خيار آخر"، في إشارة إلى ما تدعيه إسرائيل مؤخراً بشأن تراجع نفوذ وسلطة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في محافظتي جنين ونابلس شمالي الضفة الغربية.

المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي قلق للغاية من حالة الوضع في الضفة الغربية المحتلة

وبحسب التقرير، فقد ادعى رئيس الشاباك الإسرائيلي أن الجهاز يؤيّد خطوات لتعزيز قوة السلطة الفلسطينية ونفوذها، لكن كون إسرائيل تعيش معركة انتخابية حساسة يصعب جداً اتخاذ القرارات (السياسية) بهذا الخصوص.

أما منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي المحتلة الجنرال غسان عليان، فادعى أمام مساعدة وزير الخارجية الأميركي أنه "يبذل جهده لضمان استقرار الأوضاع في الضفة الغربية"، لكنه يخشى أنه لن يكون ما يقوم به كافياً لـ"وقف كرة الثلج".

ويتضح من تقرير براك رافيد أن المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي "قلق للغاية" من حالة الوضع في الضفة الغربية المحتلة وما تسميه الأجهزة الإسرائيلية بـ"تراجع نفوذ وسيطرة السلطة الفلسطينية" على ما يحدث في أراضيها، وأن هذه الأجهزة ترى ضرورة تقديم تسهيلات اقتصادية وأخرى مدنية، لكن القرار بشأنها هو من صلاحية المستوى السياسي الإسرائيلي.

وبحسب التقرير، فإن المسؤولة الأميركية أبلغت مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أيال حالوتا، بضرورة القيام بـ"خطوات عاجلة" لمساعدة السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن "الكرة في الملعب الإسرائيلي".

وذكر "والاه" أن الإدارة الأميركية معنية بأن يتراجع الفلسطينيون عن عزمهم الدفع نحو اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي للاعتراف بفلسطين والاعتراف بها دولة عضواً في الأمم المتحدة، مما قد يدفع، بحسب الإدارة الأميركية، إلى مواجهة وتصعيد سياسي يزيدان من سوء الأوضاع في الضفة الغربية، ويجعلان مسألة منع التصعيد ميدانياً أمراً أكثر صعوبة.

وأشار تقرير الموقع إلى أن ليف ردت على قول وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، بأن الاعتراف بفلسطين عضواً في الأمم المتحدة هو الكفيل بالحفاظ على حل الدولتين قائلة: "بدلاً من الانشغال بمقترحات لا فائدة منها، عليها العمل (السلطة الفلسطينية) لإعادة إحكام سيطرتها على محافظتي نابلس وجنين".

ونقل الموقع عن حسين الشيخ تأكيده أنه ورئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، طالبا إدارة الرئيس بايدن بالضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها الأحادية ووقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية.

وكان حسين الشيخ قد اتهم الاحتلال الإسرائيلي بإضعاف السلطة الفلسطينية. وفي مقابلة أجراها معه موقع "والاه" الإسرائيلي، ونشرها أمس الخميس، أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال منذ أكثر من عام أدت إلى "إضعاف السلطة وخنقها اقتصاديا".

 ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية سبق أن حذرت من أن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال ستفضي إلى التصعيد، واصفاً تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد أن تل أبيب معنية بتقوية السلطة بأنها "نكتة".

في السياق، ذكر تقرير لموقع "هآرتس"، الجمعة، نقلاً عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل تركز جهودها لضمان وقف العمليات الفلسطينية في الأراضي المحتلة، من خلال ممارسة الضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خصوصاً في ظل ما تشخصه من ضعف في القيادة الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، يئير لبيد، كان قد أجرى مساء أمس مشاورات عاجلة مع القادة الأمنيين، حيث أجمع المشاركون على أن الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة "هش جداً".

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن أي تعامل غير صحيح من شأنه أن يقود إلى مواجهة عسكرية بين قوات الاحتلال وبين المسلحين في محافظتي جنين ونابلس. 

المساهمون