أثارت عملية هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي أسئلة كثيرة في الأوساط الإسرائيلية عن سبب فشل أجهزة الأمن الإسرائيلي في منع عمليات الهروب، رغم وجود محاولات سابقة من بعض الأسرى الفارين.
وبحسب ما أورده موقع "أكسيوس" الأميركي، فإنّ بعض الأسرى الستة حاولوا الهروب بالطريقة نفسها في السابق قبل اكتشاف الأمر، إلا أنّ مصلحة السجون لم تتخذ إجراءات كافية لمنع الهروب مستقبلاً.
وتقول التقارير الإسرائيلية، إنّ الأسرى الستة وهم من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، استغلوا بناء السجن على أعمدة خرسانية كبيرة تركت مساحة مفتوحة بين الزنازين، حيث استغل الأسرى نقاط الضعف في المبنى لتنفيذ عملية الهروب.
ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إنّ عملية فرار 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع شديد التحصين تعد إخفاقاً كبيراً لسلطات السجن، مشيراً إلى أنّ هذه الحادثة تثير مخاوف المستويات الأمنية من حصول عمليات هروب مماثلة.
ونجح ستة أسرى فلسطينيين، أربعة منهم يقضون حكماً بالسجن المؤبد، في الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي مستخدمين نفقاً حفروه في زنزانتهم لخارج السجن.
وفي تفاصيل عملية الهروب، فإنّ زكريا الزبيدي القائد في "كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح" قد طلب الانتقال إلى الزنزانة رقم "5" التي يحتجز فيها خمسة من معتقلي "الجهاد الإسلامي"، قبل عملية الهروب بـ 24 ساعة.
ووصف طلب الزبيدي بأنه غير عادي، لكنه لم يثر أي شكوك لدى مصلحة السجون.
وأشار الموقع إلى أنّ الأسرى الستة هربوا الساعة 1:30 بواسطة نفق حفروه تحت الزنزانة رقم "5" التي يحتجزون فيها، وانتهى على بعد 50 قدماً على الجانب الآخر من جدران السجن.
ولم تكتشف الشرطة الإسرائيلية ولا مصلحة السجون عملية الهروب إلا بعد ورود بلاغات من مزارعين إسرائيليين اتصلوا للإبلاغ عن وجود أشخاص اشتبهوا بهم بعد ساعة ونصف من هروب الأسرى، فيما اكتشف حراس السجن فرار الأسرى بعد البلاغ بساعة.
وبحسب ما نقله الموقع عن مسؤولين إسرائيليين، فإنّ هناك افتراضاً بأن الأسرى الستة انقسموا إلى ثلاث مجموعات؛ كل منها فرت في اتجاه مختلف.
وأصدرت حركة "الجهاد الإسلامي" بياناً رحّبت فيه بالهروب من السجن ووصفته بأنه انتصار جديد على الاحتلال، فيما أشادت حركة "حماس" بالأسرى ووصفت عملية هروبهم بالإهانة لقوى الأمن الإسرائيلية.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، فوصف الحادث بأنه "خطير"، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".
وتواصل أجهزة الأمن الإسرائيلية البحث عن الأسرى، فيما لم تعلن عن أي تقدم في عمليات البحث منذ أمس.
وأقامت الشرطة الإسرائيلية 260 حاجزاً في إطار البحث عن الأسرى الستة، بحسب ما قالته هيئة البث الإسرائيلية.