كشفت مصادر تركية مطلعة على الاجتماعات الجارية في سوتشي حالياً، ضمن إطار أستانة 15، اليوم الأربعاء، عن أنّ الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، اتفقت على تمديد التهدئة الحالية في إدلب شمال غربي سورية، وهو الاتفاق الذي جرى بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الخامس من مارس/ آذار من العام الماضي.
وبحسب المصادر ذاتها التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن هذا التوافق أبرز ما سيتضمنه البيان الختامي للمؤتمر، اليوم، الذي توافقت عليه الدول الضامنة من دون أن يكون هناك أمر بارز آخر يمكن ملاحظته في نتائج هذه الجولة.
وتُختتم اليوم الأربعاء، أعمال الجولة الخامسة عشرة من المباحثات، التي انتهى يومها الأول ببحث ملفات عدة بين الوفود المشاركة بعد عقد لقاءات ثنائية انتهت بلقاء ثلاثي بين الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران.
وتحدثت المصادر عن أن الاجتماعات شهدت الحديث عن فتح الطريق الدولي "إم 4"، بين حلب واللاذقية، ولكن لم يُتخذ أي قرار فيه أيضاً، حيث تواجه عملية فتح الطريق الدولية تحدياً شعبياً في ظل عدم وضوح الحل السياسي، على الرغم من التدابير التي تعمل تركيا على اتخاذها لتأمين الطريق، "فالمسألة مرتبطة بالرأي الشعبي، لا بالوضع الميداني فقط".
وفي ما يتعلق باللجنة الدستورية، تناولت الاجتماعات نتائج الجولة السابقة وأُكِّدَت أهمية عمل اللجنة والدفع بها، وسيجري المبعوث الأممي غير بيدرسن جولات مقبلة لتحديد برنامج وتاريخ الجولة الجديدة وآليات عمل اللجنة.
وتفيد المصادر التركية بأنّ الوفد التركي تقدّم بطلب لعقد مؤتمر عن عودة اللاجئين السوريين، ولكن لم يُقبَل المقترح التركي من قبل الوفدين الروسي والإيراني بحجة انعقاد مؤتمر مشابه في دمشق، بحسب الجانب الروسي.
وتسرّبت أنباء إعلامية تحدثت عن تقديم المعارضة شروطها لانضمام "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) إليها خلال اللقاء مع الوفد الروسي، لكن مصادر بوفد المعارضة أكدت أن الموضوع جاء بشكل عرضي خلال اللقاء مع الوفد الروسي، أمس الثلاثاء، رداً على سؤال روسي جانبي وبشكل شفوي عن هذا الموضوع، فقدمت المعارضة شروطاً وُضعت سابقاً من هيئة التفاوض لانضمام "قسد" إلى العملية السياسية إلى جانب المعارضة، من دون أن تكون هناك وثيقة رسمية، "كما أنّ هذا الموضوع يجب أن يناقش مع الجانب الأميركي أيضاً؛ بسبب محدودية التأثير الروسي على هذه القوات"، بحسب المعارضة.
من جهتها، ذكرت مصادر من المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أنّ أبرز الملفات التي جرى تداولها خلال اللقاءات، ملف اللجنة الدستورية، وملف وقف إطلاق النار في إدلب، بالإضافة إلى ملف المعتقلين، موضحة أن هناك خلافات كبيرة بين وفود الدول الضامنة، على رأسها ملف اللجنة الدستورية ووقف إطلاق النار في إدلب.
وأجرى وفد المعارضة السورية "العسكري"، أمس الثلاثاء، لقاءات عدة مع الوفد الروسي والتركي، بُحثَت خلالها الملفات ذاتها، وكان التركيز على ملف المعتقلين ووقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية.
وأوضحت المصادر أنّ وفود الدول الضامنة تناقشت طويلاً حول البيان الختامي الذي سيعلن اليوم، ومن أبرز الملفات وقف إطلاق النار، وما تصفه موسكو والنظام وإيران بـ"محاربة الإرهاب في إدلب"، حيث يطالبون تركيا بتنفيذ ما أسموها "تعهداتها بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب".
من جانبها، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، أن وفد النظام برئاسة معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، عقد اجتماعاً مع الوفد الروسي، وكان هناك اتفاق بشأن أهمية استمرار العمل في إطار مسار أستانة "الذي تمكن من تحقيق نتائج إيجابية".
واشترط سوسان لنجاح المسار، أن تلتزم تركيا ما توصلت إليه مباحثات أستانة وسوتشي من اتفاقات، كذلك نقلت صحيفة "الوطن" عن سفير النظام في موسكو رياض حداد قوله إنه جرى بحث "ملف استعادة المختطفين لدى الجماعات الإرهابية المسلحة، وأثر العقوبات الاقتصادية غير الشرعية التي تفرضها الدول الغربية على سورية".
وعقد المبعوث الأممي غير بيدرسن، أمس، لقاءات عدة مع الوفود المشاركة لمناقشة ملف اللجنة الدستورية، ونقلت وسائل إعلام روسية عنه قوله إنّ اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف "لا يمكن أن تستمر بالطريقة الحالية"، متمنياً أن تكون التفاهمات الأميركية الروسية "وسيلة للدفع باللجنة نحو الانعقاد مجدداً"، وفق ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ومن المتوقع أن يزور بيدرسن، بعد انتهاء اجتماعات "صيغة أستانة"، موسكو، ليزور بعدها دمشق، حيث يجري مباحثات مع مسؤولي النظام السوري من أجل الدفع بالعملية التفاوضية، وخصوصاً في ملف اللجنة الدستورية.
وبدأت، أمس الثلاثاء، الجولة الـ 15 من محادثات أستانة في مدينة سوتشي الروسية، بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن، وبمشاركة وفدي المعارضة والنظام السوري والدول الضامنة والمراقبة، في ظل مقاطعة أميركية للمحادثات.