تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في قلب العاصمة الرباط، تنديدا بـ"محرقة غزة"، وللمطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي، في وقت ينتظر أن تشهد عشرات المدن والقرى مساء اليوم وقفات ومسيرات واعتصامات للتنديد بجرائم دولة الاحتلال.
وحمل المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، الأعلام الفلسطينية والمغربية وصورة للأقصى ومجرمي العدوان الإسرائيلي، ورددوا شعارات داعمة لفلسطين وللمقاومة في غزة، وأخرى منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وبالتواطؤ الأميركي معه، مثل: "غزة غزة.. رمز العزة"، و"شعب الأقصى سير سير.. حتى النصر والتحرير"، كما رددوا شعارات تطالب بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية (الرباط) وإنهاء التطبيع مع الكيان، من قبيل :"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"يا حكام الهزيمة أعطوا للشعب الكلمة"، و"لا.. لا ثم لا.. للتطبيع والهرولة"، "يا برلمان التطبيع.. فلسطين ما شي (ليست) للبيع".
ومنذ ساعات الصباح الأولى، تقاطر إلى الرباط آلاف من النشطاء المغاربة يمثلون هيئات حقوقية وسياسية ونقابية، ومواطنون من مختلف جهات المملكة، وانطلقت المسيرة، التي عرفت حضور قيادات سياسية إسلامية ويسارية فضلا عن نشطاء حقوقيين ونقابيين، من ساحة باب الأحد لتجوب شارع محمد الخامس في قلب العاصمة المغربية، قبل أن تصل إلى مقر البرلمان ومحطة القطار (الرباط-المدينة).
وبالتزامن مع المسيرة، أُطلقت عملية توقيع عريضة شعبية لطرد مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وذلك طبقا للقانون (14.44) الخاص بالعرائض الشعبية وفق الدستور المغربي، على أساس إجراء عملية التوقيع في كل المدن المغربية خلال الأيام المقبلة.
وفضلا عن مسيرة الرباط، أعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع عن تنظيم تظاهرات حاشدة من مسيرات ووقفات واعتصامات بمختلف المدن والمراكز القروية بمناسبة اليوم العالمي لحقق الإنسان، الذي يتزامن مع الإعلان عن التطبيع الرسمي للعلاقات مع إسرائيل، وشددت الجبهة في بيان لها على ضرورة تكثيف التظاهرات التضامنية وحملات المقاطعة الاقتصادية والمزج بينهما تحت شعار "أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا التطبيع".
إلى ذلك، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد": إن مسيرة الرباط التي شارك فيها المغاربة من مختلف الجهات والمشارب كان عنوانها الرئيس أنهم على كلمة واحدة هي: "شعب المغرب يرفض التطبيع ويلح على إسقاطه"، مضيفا: "لا يعقل أن تغلق السفارات الإسرائيلية في أميركا اللاتينية وأفريقيا، في حين لا يزال علم الكيان الاجرامي يرفرف في عاصمة المملكة، هذا عار ما بعده عار والتاريخ لا يرحم أحدا، وعلى المطبعين والمسؤولين أن يغتنموا الفرصة التي منحتهم إياها الدماء الزكية للشهداء في غزة وعموم فلسطين لإيقاف التطبيع، وإلا فسيغرقون مع مركب التطبيع الذي بدأ بالغرق".
من جهته، اعتبر مسؤول اللجنة الوطنية لدعم فلسطين داخل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله دحمان أن مسيرة اليوم هي رسالة أخرى توجهها كل مكونات الشعب المغربي، التي تجمع على استنكار عربدة الكيان الصهيوني في غزة من خلال تدميره كل مقومات الحياة والاعتداء على المدنيين والأطفال والنساء، وهدم وتدمير المستشفيات ودور العبادة والطرقات، مضيفا: "اليوم نخرج لنؤكد مرة أخرى أننا ضد هذه الهمجية البربرية، ولكي نقول للدولة المغربية في نفس الوقت إن عليها إسقاط مسار التطبيع وإلغاء كل الاتفاقيات".
ولفت دحمان، في تصريح لـ"العربي الجديد "، إلى أن الشعب المغربي يؤكد مرة أخرى أنه مع خيار المقاومة ومع فلسطين، وأن على الحكومة المغربية أن تستوعب الدرس البالغ المرتبط أساسا بإسقاط التطبيع وإلغاء كل الاتفاقيات المرتبطة به.
ويشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت بعد ثمانية أيام من العملية في العاصمة الرباط.