آلاف الفلسطينيين يشيعون الشهيدين جنيدي وسيف في نابلس

نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
03 ابريل 2023
آلاف الفلسطينيين يشيعون شهيدين من عرين الأسود وكتائب الأقصى في نابلس
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الإثنين، جثماني الشهيدين محمد أبو بكر الجنيدي ومحمد سعيد ناصر سيف، في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، وهما من مجموعات "عرين الأسود" و"كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، بعد ساعات من استشهادهما خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المدينة في ساعة مبكرة من اليوم واعتقلت شابين آخرين.

وانطلق موكب تشييع الشهيدين محمولين على الأكتاف من مستشفى رفيديا الحكومي إلى دوار الشهداء، وسط المدينة، بمشاركة الآلاف، الذين هتفوا للمقاومة وتوعدوا الاحتلال بمزيد من العمليات الفدائية، فيما أطلق عشرات المسلحين الرصاص في الهواء تنديدا بالجرائم الإسرائيلية وتأكيدا على السير على درب الشهداء.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الأحياء الغربية لنابلس نحو الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، وداهمت بنايات وشققا مأهولة، واعتدت على السكان، حيث اعتقلت شابين أعلنت أنهما قدما مساعدة لمنفذ عملية إطلاق النار على جنود الاحتلال في بلدة حوارة، جنوبا، قبل نحو عشرة أيام.

وخلال الاقتحام، اشتبك مقاومون مسلحون من مجموعة "عرين الأسود" و"كتائب شهداء الأقصى". وقال المسعف جرير قناديلو لـ"العربي الجديد"، إن الشهيد أبو بكر أصيب برصاصة أطلقها عليه قناص إسرائيلي اخترقت رأسه من الخلف واستقرت في الرقبة، ما أدى إلى استشهاده على الفور.

شهيدان فلسطينيان في نابلس

وتابع قناديلو: "رأيته واقفا، وإذ به يقع على الأرض دون حراك. عانينا كثيرا حتى وصلنا إليه رغم قصر المسافة، لأن جنود الاحتلال كانوا يستهدفون كل ما يتحرك، وقد أطلقوا قنابل الغاز السام المسيل للدموع باتجاه سيارة الإسعاف التي أقودها، واصطدمت آلية عسكرية بها أيضا".

والشهيد محمد أبو بكر الجنيدي (43 عاما)، من قرية الجنيد الواقعة غرب نابلس، وهو متزوج وأب لفتاتين وفتى، أكبرهم طفلة في الثالثة عشرة من عمرها.

وينتمي الشهيد الجنيدي لحركة "فتح" وسبق أن أصيب عدة مرات برصاص الاحتلال، حيث يعرف عنه إقدامه في المواجهة وشجاعته العالية في اختراق الصفوف.

والجنيدي هو الشهيد الثاني ضمن أسرته، فقد سبق أن اغتالت قوات الاحتلال شقيقه رامي، القيادي في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، بإطلاق قذيفة صاروخية باتجاهه خلال اشتباك مسلح في مدينة نابلس في العام 2003.

يقول خالد الجنيدي، قريب الشهيد، لـ"العربي الجديد"، إن محمد بحكم امتلاكه متجراً للأغدية "كان هو حارس القرية الحقيقي، كون محله يقع على مدخل القرية وبالتالي فهو يشبه الحارس الأمين".

وأشار إلى أن حياة محمد تغيرت تماما منذ استشهاد صديقة محمد أبو بكر، أحد قادة "عرين الأسود"، الشهر الماضي، في مجزرة نابلس، مضيفاً أنه "كان دائم الحديث عن الشهادة، ويمنّي نفسه باللحاق به، وهو ما كان، لقد صدق الله فصدقه الله وقدر له أن يلحق برفيقه في مدة وجيزة".

أما الشهيد محمد سعيد ناصر سيف، فقد ولد في مخيم عين بيت الماء للاجئين الفلسطينيين بمدينة نابلس، عام 2002، لأسرة متوسطة الحال، تضم إضافة للأبوين، ستة أبناء، وكان ترتيبه الخامس بينهم.

يقول علاء سيف، ابن عمه، لـ"العربي الجديد"، إن محمد أصيب قبل نحو ثلاثة أعوام برصاصة أفقدته عينه اليسرى، وقد تم وضع عين بلاستيكية مكانها، وبعدها اعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي لنحو عشرة شهور.

وتابع سيف: "لم يثنه ذلك عن مواصلة الطريق التي اختارها، حيث انضم لمجموعات عرين الأسود فور تشكيلها، وخاض معهم اشتباكات كثيرة، كما كشف لنا رفاقه، وهذا ما عرضه للملاحقة، حيث داهمت قوات الاحتلال منزله في المخيم ولم تفلح في اعتقاله، فاحتجزت لعدة أسابيع بعضا من أقاربه".

ولفت سيف إلى أن "الشهيد سلم نفسه للأجهزة الأمنية الفلسطينية وجرى احتجازه في مقراتها، لكن لمدة ليست طويلة، حيث سرعان ما عاد وانصهر مع المقاومة في البلدة القديمة في نابلس، حتى جاءنا نبأ استشهاده اليوم".

وشهدت مدينة نابلس اليوم إضرابا شاملا حدادا على روحي الشهيدين أبو بكر وسيف. ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري حتى الآن، والذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي، إلى 94 شهيدا.

ونعت "عرين الأسود" الشهيدين، وقالت في بيان: "يا من سطرتم بالدم والرصاص أروع عَمليات البطولة والفداء، إننا بمجموعات عرين الأسود نهنئ أهلنا في مدينة نابلس وذوي الشهيدين باصطفاء الشهادة من الله تعالى، ونؤكد بأنه لا سبيل للتحرير إلا بالمقاومة والاشتباك المسلح، وإننا على الدرب ماضون مقبلون غير مدبرين بإذن الله، الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار".

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
طبيبة وطفل في رواق مشفى الأقصى، 6 مارس 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)

مجتمع

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج نحو 32 مستشفى ومركزاً صحياً، بينها مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل.
الصورة
ميناء حيفا في شريط صوّره حزب الله فوق الأراضي المحتلة، 18 يونيو 2024 (لقطة شاشة)

سياسة

نشر حزب الله اللبناني بعد ظهر اليوم الثلاثاء، مقطع فيديو من الأراضي المحتلة، بعنوان "هذا ما رجع به الهدهد"، يُظهر صوراً لمواقع استراتيجية إسرائيلية حسّاسة.
المساهمون