شكك محرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، في حقيقة الدوافع وراء استهداف السفينة الإيرانية "سافيز" في عرض البحر الأحمر هذا الأسبوع، والتوقيت الذي اختير لتنفيذ ذلك، الذي جاء متزامناً مع بدء محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
ولم يربط هرئيل الاستهداف فحسب برسائل إسرائيلية للإدارة الأميركية، بل أيضا بالتصعيد والهجوم الأخير على مواقع للنظام السوري في دمشق، معتبرا أنه في ظل الأوضاع "الهشة" والحساسة لإسرائيل فإن التصعيد على هذه الجبهات، يخدم بشكل أساسي مصالح وأهداف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لا سيما في ظل الأزمة السياسية الداخلية والصعوبات المرتبطة بتشكيل ائتلاف حكومي على ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
وبعد أن استعرض هرئيل في السياق الإيراني الخلافات داخل هيئة أركان الجيش حول جدوى ومخاطر المعركة البحرية مع إيران، لفت إلى الخطابين الرئيسيين اللذين ألقاهما نتنياهو هذا الأسبوع، الأول يوم الاثنين والذي جاء ردا على بدء جلسات الاستماع للأدلة والشهادات في محكمته الجنائية المتهم فيها نتنياهو بالفساد وتلقي الرشاوى وخيانة الأمانة العامة، حيث ركز هجومه في مساء ذلك اليوم ضد النيابة العامة واتهامها بالإعداد والترتيب لتنفيذ انقلاب للإطاحة به من الحكم لأنه يمثل اليمين تحديدا.
وبخصوص الخطاب الثاني، مساء الأربعاء، بمناسبة الذكرى الإسرائيلية الرسمية للمحرقة النازية، فقد اعتبر هرئيل أنه يمثل خطاب الترهيب وبث الخوف في نفوس الإسرائيليين للانتقال لتصوير نتنياهو لنفسه بأنه "المخلص الوحيد"، وأنه لو كان عاش خلال الفترة النازية لكان قادرا على إيجاد حل لإنقاذ اليهود من براثن النازية، مثلما فعل في خطة التلقيح والتطعيمات ضد جائحة كورونا.
وبحسب هرئيل فإن نتنياهو يسير على خطى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ويكرر إلى حد ما الخطاب نفسه الذي ألقاه ترامب عشية خسارته المنصب الرئاسي، بفارق أن نتنياهو يقوم بذلك ببلاغة أكبر وبشكل أفضل من ترامب.
وخلص هرئيل إلى القول إن نتنياهو يجد الآن نفسه في صراع البقاء وقد يفعل أي شيء للفرار من المتابعة بالمحكمة، وقد يلجأ إلى خطوات تصعيدية على كل الجبهات الداخلية والخارجية لتحقيق هدفه بالبقاء بعيدا عن المحاكمة والبقاء في كرسيه. واستحضر أن نتنياهو حاول شن عملية عسكرية ضد غزة خلال الانتخابات الثانية في سبتمبر/ أيلول 2019 إلا أن المستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت، والمؤسسة الأمنية والعسكرية حالا دون ذلك، ومع إجراء الانتخابات اختفت كافة الدوافع والأسباب التي حاول نتنياهو الاعتماد عليها لتبرير الهجوم الذي لم يتم تنفيذه.