خرّجت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" "قسد" أمس مئات المقاتلين الجدد ليجرى إلحاقهم بالقوات العسكرية التابعة لها في شمالي وشرقي سورية، فيما أدان مجلس العشائر السورية العقوبات التي فرضتها أميركا على فصيل "أحرار الشرقية" التابع للمعارضة السورية المسلحة.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الأخيرة خرجت 800 مقاتل خلال اليومين الأخيرين بعد تدريبهم على القتال واستخدام السلاح في ما تسميه "قسد" بـ"أكاديمية الشهيد دلسوز"، وهي تابعة لـ"وحدات الحماية الذاتية والقوات الخاصة" المعروفة بـ "الكوماندوس" في ناحية الميلبية بمدينة الحسكة.
وذكرت المصادر أنه جرى تدريب المقاتلين على استخدام أنواع مختلفة من السلاح، إضافة إلى تلقيهم دورساً فكرية وسياسية متوافقة مع السياسة التي تطبقها "قسد" في المناطق الخاضعة لها.
وقالت وكالة أنباء هاوار الكردية الناطقة بالعربية إن تخريج هؤلاء المقاتلين جرى بحضور العشرات من شيوخ ووجهاء الشعائر وقيادات من "قوات سورية الديمقراطية" وقوات الحماية الذاتية، إضافة إلى ذوي المقاتلين الذيت أقسموا باللغتين العربية والكردية "ورددوا شعارات تمجد الشهداء" وفق وصفها.
وفي كلمة ألقاها نوري محمد، الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، أشار إلى أن هؤلاء المقاتلين هم لمواجهة النظام السوري وتركيا و"داعش".
وفي شأن متصل، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن التحالف الدولي الداعم لـ"قسد" نفذ مع الأخيرة أمس عملية إنزال جوي على موقع في منطقة التويمين جنوب شرقي الحسكة، حيث جرى اعتقال شخص مجهول الهوية وجرى نقله إلى جهة مجهولة، فيما يُرجح أن العملية كانت تستهدف أحد عناصر أو قياديي تنظيم "داعش".
إلى ذلك، دان "مجلس القبائل و العشائر السورية" القرار الأميركي الأخير الذي وضع فصيل "أحرار الشرقية" المنضوي بـ"الجيش الوطني" على لائحة العقوبات الأميركية إلى جانب كيانات وشخصيات تابعة للنظام السوري.
ورأى المجلس في بيان له أن القرار الأميركي يتضمن تقييماً سلبياً بحق "تجمع أحرار الشرقية" الذي يمثل أحد مكونات "الجيش الوطني السوري"، وهذا يعتبر وفق البيان "تشويهاً لمسيرة الفصيل الثوري وسمعة قيادته النضالية التي حاربت الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وعصابات PYD/PKK".
وأكد المجلس رفضه أي إعلان أو موقف أحادي الجانب يستهدف الجيش الوطني السوري أو أحد مكوناته دون وجود دلائل ملموسة، مقابل دعم رؤية النظام وحججه الواهية ومساواة الضحية بالجلاد، معتبراً تلك الخطوة تعدياً على سمعة تشكيلات الجيش الوطني الممثل الشرعي عسكرياً للثورة السورية.
ودعا المجلس الجهات التي اتخذت القرار إلى إعادة النظر في قرارها والنظر بموضوعية وتوخي الحيادية بهذا الخصوص.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الشيخ "مضر حماد الأسعد" في حديث لـ"العربي الجديد" إن الخطوة الأميركية تدلّ على أنها وقفت مع الظالم ضد المظلوم، مضيفاً أن "أحرار الشرقية" جزء من مكونات الجيش الوطني السوري الذي قاتل "داعش".
وقال إن "الجيش الوطني هو أحد المكونات الأساسية للثورة السورية ويدافع عن الشعب السوري، لذلك نحن لا نسمح لأحد بأن يتعدى على الجيش الوطني لأن مس كرامته هو مس لكرامة الشعب السوري والثورة السورية، وأبناء الجيش هم أبناء القبائل والعشائر السورية."
وطالب المتحدث واشنطن بإعادة النظر في قرارها ودعم الجيش الوطني الذي كانت فصائله أول من قاتل ضد "داعش"، كما طالب واشنطن أيضاً بالعمل مع الأمم المتحدة على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري والتوقف عن دعم الجناح السوري لـ"حزب العمال الإرهابي" الذي ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، وفق قوله.
وكانت تقارير محلية قد اتهمت سابقاً الفصيل بممارسة انتهاكات، وهو ما ينفيه الفصيل ومجلس القبائل.
وشارك الفصيل في عمليات عسكرية إلى جانب الجيش التركي ضد مليشيات "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، فيما تعد واشنطن الأخيرة حليفاً لها في الحرب على تنظيم "داعش".