قال المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، إن الحركة لم تعثر على جثمان زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، وتواصل التحقيقات، بعدما قالت الولايات المتحدة إنها قتلته بغارة جوية في كابول الشهر الماضي.
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أن الولايات المتحدة قتلت الظواهري بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة بينما كان يقف في شرفة منزل يختبئ فيه بشهر يوليو/تموز الماضي، في أكبر ضربة للتنظيم منذ أن قتلت قوات خاصة من البحرية الأميركية أسامة بن لادن قبل أكثر من عقد من الزمن.
وفي الساعات الأولى من صبيحة يوم الأحد 31 يوليو/تموز 2022 أطلقت طائرة أميركية مسيرة صاروخين على منزل في الحي الدبلوماسي على بعد حوالي 3 كيلومترات من السفارة الأميركية وسط العاصمة الأفغانية كابول واغتالت الظواهري.
وعقب ذلك، قال أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، في منشور له عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك": "طالبان دفنت جثة الظواهري ورفاقه سراً في منطقة بانجواي في ولاية قندهار جنوب أفغانستان".
وأضاف صالح: "أرسل لي شخص من قندهار صوراً وإحداثيات، وادعى أن الظواهري ورفاقه دفنوا سرًّا في منطقة بنجواي في ولاية قندهار".
والتزم قادة "طالبان" الصمت إلى حد كبير بشأن الغارة الأميركية، ولم يؤكدوا وجود أو مقتل الظواهري في كابول.
وقالت ثلاثة مصادر في الحركة، إن كبار قادة "طالبان" أجروا مناقشات مطولة حول كيفية الرد على الضربة الأميركية.
ويمكن أن يكون لأسلوب رد "طالبان" تداعيات كبيرة، فيما تسعى إلى الحصول على شرعية دولية والوصول إلى مليارات الدولارات من الأموال المجمدة، بعد هزيمتها للحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة قبل عام.
وكان الظواهري، وهو طبيب مصري، متورطاً بشكل وثيق في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، وكان أحد أكثر الرجال المطلوبين في العالم.
ويثير موته في كابول تساؤلات حول ما إذا كان قد حصل على ملاذ آمن من "طالبان"، التي أكدت لواشنطن ضمن اتفاق عام 2020 بشأن انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة أنها لن تؤوي جماعات مسلحة أخرى.
وقال ممثل "طالبان" المُعين لدى الأمم المتحدة ومقره الدوحة، سهيل شاهين، في وقت سابق، إن إمارة أفغانستان الإسلامية، الاسم الذي تستخدمه "طالبان" للبلاد وحكومتها، ملتزمة بالاتفاق الموقع في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن "(طالبان) انتهكت بشكل صارخ" الاتفاق باستضافة الظواهري وإيوائه.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت عقب مقتل الظواهري، إن المنزل الذي تعرض للقصف في كابول كان مملوكًا لأحد كبار مساعدي سراج الدين حقاني وزير الداخلية في حكومة "طالبان".
(العربي الجديد، رويترز)