سيطرت حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، على تسع مديريات، تقع جلها شمالي أفغانستان، بعد مواجهات مع قوات الأمن، فيما وجه زعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده تعليمات جديدة لمسلحي الحركة بخصوص المناطق التي سيطرت عليها أخيراً.
وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، اشترط عدم ذكر اسمه، إن مسلحي "طالبان" سيطروا على 5 مديريات في إقليم بلخ شمالي أفغانستان، وهي: شولكر، وشمتال، وبلخ، ودولت أباد، وكشندي.
وأوضح مسؤول أمن مديرية شولكر سيد عارف إقبالي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "منذ مساء أمس، بدأت طالبان عمليات استهدفت المباني الحكومية في مديرية شولكر، وتمكنت اليوم من السيطرة على جميع المباني بعد عدم وصول الإمدادات والتعزيزات الجديدة".
مصدر أمني آخر أكد لـ"العربي الجديد" أن "طالبان" سيطرت على 3 مديريات في إقليم قندوز المجاور لبلخ في الشمال، وهي: قلعه زال، وخان أباد، وإمام صاحب.
وأشار المصدر، الذي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، أن العديد من القتلى والجرحى سقطوا خلال المواجهات بين "طالبان" وقوات الأمن الأفغانية.
وفي الجنوب، تمكن مسلحو "طالبان" من السيطرة على مديرية خاص أورزكان في إقليم أورزكان الجنوبي.
Taliban is capturing one town after other at lightning speed!!! Afghanistan 🇦🇫 #Taliban pic.twitter.com/llia79iCPb
— waheed (@Waheed0819) June 21, 2021
وقال مصدر قبلي لـ"العربي الجديد" إن المديرية حاصرتها "طالبان" منذ عدة أيام، قبل أن تنسحب منها القوات الحكومية إلى مركز الإقليم ترينكوت وتتركها تسقط بيد الحركة.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم الحكومة المحلية في الإقليم أحمد شاه ساحل، في بيان، إن وجود القوات الأفغانية في تلك المنطقة لم يكن مجدياً، لذا تم نقلها إلى مركز الإقليم.
وفي إقليم لوجر المجاور للعاصمة، قتل 8 من عناصر الشرطة الأفغانية وأصيب عدد آخر بجراح جراء مواجهات عنيفة مع "طالبان".
وأوضح مصدر أمني أن مواجهات عنيفة دارت في مديرية خوخي بإقليم لوجر، ما أدى إلى مقتل 8 من عناصر الأمن وعدد من المسلحين.
في سياق متصل، أعلن "فيلق بامير" في الشمال الأفغاني التابع للجيش أنه اعتقل عددا من زعماء القبائل كانوا يتوسطون بين عناصر الجيش و"طالبان"، مؤكدا أن عددا منهم كانوا على صلة بالحركة، وكانوا يحثون عناصر الجيش على الاستسلام وتسليم القواعد العسكرية إلى "طالبان"، مؤكدا أن الجيش يتعامل مع هؤلاء وفق القانون.
إلى ذلك، أصدر زعيم حركة "طالبان" الملا هيبت الله أخوند زاده تعليمات جديدة لعناصر الحركة حول السيطرة على مناطق جديدة وكيفية التعامل معها.
وخاطب زعيم الحركة المسلحين قائلا "أحسنوا التعامل مع من يستسلم إليكم من عناصر الأمن والجيش، وأقيموا شرع الله، وأحسنوا للشعب".
كما حث زعيم الحركة المسلحين على "بذل الجهد من أجل منع الخسائر في صفوف المدنيين، علاوة على إطاعة أوامر المسؤولين والقادة".
ويأتي التصعيد قبيل زيارة الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله، إلى واشنطن، حيث يتوقع أن يلتقيا يوم الجمعة بالرئيس الأميركي جو بايدن.
وقرر بايدن، في إبريل/ نيسان، بخلاف رأي العسكريين، سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لاعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. ومنذ إعلان بايدن، تسارعت وتيرة عمليات الانسحاب، بحيث تجاوزت نسبة تنفيذها خمسين في المئة، بينما وصلت المفاوضات بين الأفغان لتشكيل حكومة تضمّ حركة "طالبان" إلى طريق مسدود، فيما تواصل الحركة السيطرة على مناطق جديدة.