"سي أن أن": هذه تبعات فقدان روسيا الطراد "موسكفا" في البحر الأسود
العربي الجديد
سلط تقرير لموقع شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية الضوء على تبعات فقدان روسيا سفينتها الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي، وهي الطراد الصاروخي "موسكفا"، بعد غرقها الخميس، وسط غموض حول الأسباب الرئيسية التي أدت لذلك.
وأشار التقرير إلى أنه ليس واضحاً بعد إن كان غرق "موسكفا" ناجماً عن استهدافها بصواريخ أوكرانية، أم يعود لعدم كفاءة الروس، أم فقط لسوء الحظ، أو تداخل كل هذه العوامل. وأضاف أنّ الأمر المؤكد أنّ حادث فقدان سفينة عسكرية من هذا الحجم في سابقة لم تقع منذ 40 عاماً، سيدفع لطرح تساؤلات مقلقة ليس بالنسبة لموسكو فحسب، بل بالنسبة للمخططين العسكريين في مختلف أرجاء العالم كذلك.
ما الذي تسبب في غرق "موسكفا"؟
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، غرق الطراد الصاروخي "موسكفا" في أثناء جره إلى الوجهة المقصودة في ظروف العاصفة، بسبب تضرر هيكله جراء الحريق الناجم عن انفجار ذخيرة، وفق الرواية الرسمية الروسية.
وقالت الوزارة، في بيان أوردته وكالات إعلام روسية: "في أثناء جرّ طراد (موسكفا) إلى ميناء الوصول، فقدت السفينة توازنها بسبب الأضرار اللاحقة بهيكلها في أثناء الحريق الناجم عن انفجار ذخيرة. غرقت السفينة في ظروف العاصفة في البحر".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الخميس، اندلاع حريق على متن "موسكفا" أدى إلى انفجار ذخيرة، قائلة في بيان: "أصيبت السفينة بأضرار جسيمة. أُجليَ الطاقم بشكل كامل. يجرى التحقق من أسباب الحريق".
في المقابل، قالت أوكرانيا إنها استهدفت "موسكفا" بصاروخ "نبتون" المضاد للسفن، محلي الصنع، أدى لاشتعال النيران التي تسببت في انفجار الذخائر، وهي الرواية التي يرجحها المسؤولون العسكريون الأميركيون والغربيون، وفق تقرير "سي أن أن".
وقال للشبكة مصدر مطلع على آخر المعلومات الاستخباراتية إنّ الولايات المتحدة الأميركية تؤمن إلى "حد ما" بدقة الرواية الأوكرانية.
وأضاف التقرير أنّ الطراد "موسكفا" كان مجهزاً بمجموعة صواريخ مضادة للسفن والطائرات، فضلاً عن عدد من الطوربيدات والأسلحة البحرية وأنظمة الدفاع الصاروخي، ما يعني أنه كانت على متنها كمية كبيرة من المواد المتفجرة.
متى غرقت آخر سفينة من حجم الطراد "موسكفا"؟
في 2 مايو/أيار 1982، استهدفت غواصة بريطانية السفينة الحربية الأرجنتينية "جنرال بيلغرانو" ما أدى إلى غرقها، وذلك خلال الحرب حول جزر فوكلاند.
وأوضح تقرير "سي أن أن" أنّ كلاً من "جنرال بيلغرانو" و"وموسكفا" لهما نفس الطول (182 متراً) وبحمولة 12 ألف طن. وأضاف التقرير أنّ روسيا لم تكشف عن الأضرار البشرية المرتبطة بغرق سفينتها الحربية، فيما قضى 323 من طاقم "جنرال بيلغرانو" حينما غرقت.
ما هي تبعات فقدان روسيا سفينتها الحربية؟
أوضح تقرير "سي أن أن" أنّ غرق "موسكفا" سيكون تأثيره الأبرز على معنويات الجيش الروسي، بما أنّ السفينة كانت أهم قطعة بحرية روسية في البحر الأسود وتشارك في الحرب على أوكرانيا. وأضاف أنه رغم التعتيم الذي تفرضه موسكو على الأنباء المرتبطة بحربها على كييف، إلا أنه يصعب إخفاء الغياب المفاجئ لسفينة من هذا الحجم.
"The biggest wartime loss of a naval ship in 40 years will raise troubling questions not only for Moscow, but for military planners around the world" | Analysis by Brad Lendon https://t.co/Oee5Rkmkms
— CNN (@CNN) April 15, 2022
وتابع التقرير أنّ فقدان "موسكفا" سيطرح تساؤلات بشأن القدرات الحربية الروسية، وما إن كان غرقها يعزى لاستهدافها من قبل العدو أم مجرد حادث.
وأوردت "سي أن أن" عن الضابط السابق في البحرية الأميركية، كارل شوستر، قوله إنّ الحادث "يطرح تساؤلات بشأن الإمكانيات البحرية الروسية بعد 10 سنوات على إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أنه سيقوم بإحياء قدرات بلاده البحرية وتحديثها".
وأضاف: "يبدو أنّه (بوتين) لم يتمكن من الوفاء بأي من تعهداته في ما يخص جميع المصالح العسكرية الروسية"، مشيراً إلى أنّ روسيا تواجه صعوبات على الأرض كذلك.
وأشار تقرير "سي أن أن" إلى أنّ الخبراء منقسمون فيما بينهم بخصوص تداعيات غرق "موسكفا" على الاجتياح الروسي لأوكرانيا. إذ يرى البعض أنّ التأثير غير ذي أهمية، بما أنّ الجيش الروسي كان يستعين بالسفينة الحربية في توجيه ضربات صاروخية للمراكز اللوجستية الأوكرانية والقواعد الجوية. ووفق التحليل ذاته، فإنّ روسيا يمكنها اللجوء إلى أنظمتها الأرضية ومقاتلاتها الجوية للقيام بالأمر نفسه.
في المقابل، يرى هؤلاء الخبراء أنه في حال ما إذا كان صاروخ أوكراني هو الذي تسبب في غرق السفينة، فإنّ البحرية الروسية ستضطر لإعادة النظر في عملياتها، مع إمكانية نقل السفن لأماكن أبعد عن الأراضي الأوكرانية، وإعادة تنظيم الدفاعات الجوية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
