تحدثت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير لها نُشر الثلاثاء، عن استشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/ أيار الماضي، مشيرة إلى أن مقتلها يسلّط الضوء على ضعف تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وذكّرت الصحيفة باستشهاد الشابة داليا السمودي (23 عاماً) في أغسطس/ آب 2020، برصاصة اخترقت نافذة منزلها في جنين، في الضفة الغربية المحتلة، خلال عملية اقتحام لجيش الاحتلال منزلاً مجاوراً، مشيرة إلى أن شهود عيان أبلغوا وقتها بأنها قُتلت برصاص جندي إسرائيلي أطلق النار باتجاه فلسطينيين رشقوا جيش الاحتلال بالحجارة. وتكرّر الأمر بعد سنتين، عندما قُتلت الشهيدة أبو عاقلة في المكان نفسه تقريباً، وأبلغ شهود عيان أيضاً بأنها قُتلت بنيران إسرائيلية.
The problem of the Israeli army investigating itself over the killing of unarmed Palestinians, by @mck_beth : "The overall purpose of this system is not justice: it is to repel internal and international criticism." https://t.co/3qx5us9HC6
— Chris McGreal (@ChrisMcGreal) June 14, 2022
ووفقاً لبيانات جيش الاحتلال التي حلّلتها منظمة "يش دين" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، تتمتّع قوات الاحتلال بحصانة شبه كاملة من الملاحقة القضائية في القضايا التي يتعرّض فيها الفلسطينيون للأذى على أيديها.
وتظهر الأرقام أن 7.2 بالمائة فقط من مجموع التحقيقات العسكرية الداخلية التي تمّ فتحها في عامَي 2019 و2020 أسفرت عن لوائح اتهام جنائيّة، و2 بالمائة فقط من الشكاوى التي تلقاها جيش الاحتلال أسفرت عن محاكمة مشتبه فيهم. أمّا في عامَي 2017 و2018، فكانت فرص الملاحقة القضائيّة 0.7 بالمائة فقط. وعلى الرغم من مقتل 47 فلسطينياً على أيدي القوات الإسرائيلية في الربع الأول من عام 2022، وهو ارتفاع بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، فإنّ العدد الإجمالي للتحقيقات التي يفتحها جيش الاحتلال يتراجع، في المتوسط، كلّ عام.
ويلفت الباحث في المنظمة دان أوين، في هذا السياق، إلى أن آليات التحقيق التابعة لجيش الاحتلال لا تفي بالغرض، لافتاً إلى أن الجيش لا يمكنه القيام بعمل مناسب لأنه يحقّق بأمور قام بها بنفسه. ويشير كذلك إلى أن الأحكام عادة ما تكون بقضايا تتعلّق باستخدام عير قانوني للقوة، وتعامل غير صحيح مع السلاح، وليس القتل أو القتل العمد، ويقضي الجنود عقوبة لبضعة أشهر، يقومون فيها بأعمال بسيطة في القواعد العسكرية، معتبراً أن الهدف العام لهذا النظام ليس العدالة، بل إسكات الانتقادات الداخلية والدولية.
ويقول جيش الاحتلال، وفق "ذا غارديان"، إنه يفتح تحقيقات عملياتية أولية في كلّ الحالات التي يُقتل فيها فلسطيني في الضفة الغربية، ما لم تكن الوفاة في بيئة قتالية، ليقرّر بعدها المحامي العسكري، بناءً لنتائج هذا التحقيق، ووفق القانون الإسرائيلي، ما إذا كان التحقيق جنائياً أم لا.
وعلى الرغم من استمرار التحقيق الميداني، فإن جيش الاحتلال أكد أنه لن يتم فتح تحقيق جنائي فوري في مقتل أبو عاقلة، لأنه حدث في "حالة قتالية نشطة".
ويوضح أوين هنا أنه ما لم يتم التقاط جريمة قتل عبر الكاميرا، من دون أي شك في هوية مرتكبها، فمن غير المرجّح أن يتم التحقيق فيها، مضيفاً أن بيانات المنظمة تظهر مراراً وتكراراً أنه حتّى عندما يفتح الجيش تحقيقاً، فإنّ هذا الأمر لا يقود إلى العدالة.
واستُشهدت الصحافية شيرين أبو عاقلة في 11 مايو الماضي، خلال تغطيتها عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين، شمالي الضفة.