23 أكتوبر 2024
القوة الناعمة للصين
يرى الباحث الصيني، ليو شين لو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، أن لدى الدول الكبرى مصالح مهمة في العالم العربي، ترتبط بالدور السياسي وأمن الطاقة والتنمية الاقتصادية الخاصة بها. وحيث أن القوة الناعمة باتت اليوم مجالاً تتنافس فيه الدول الكبرى، فإن الدول العربية تحتل مكانة مهمة بالنسبة للصين، لمواجهة المنافسة الدولية والتحديات الكبيرة في مسيرة تنميتها.
ويعتقد ليو، في كتابه غير المنشور بعد، وغير المسبوق في موضوعه، واسمه "دبلوماسية القوة الناعمة.. مفتاح لفهم العلاقة الصينية العربية"، أن الصين قد تكون أملاً للدول العربية لتغيير الوضع غير العادل بالنسبة لها في موازين القوى في المنظمات الدولية، لأن الصين، بصفتها قوة صاعدة ودولة كبيرة مسؤولة، مستعدة لتقديم المساعدة والدعم للعرب، انطلاقاً من أن مشاركة الصين في المنظمات الدولية، ودورها الإيجابي فيها، تزيد القوة الناعمة لها، وتؤثر إيجابياً على جاذبيتها تجاه الدول الأخرى، وخصوصا الدول النامية، كالدول العربية.
ويضيف الكاتب الصيني، في بحثه النابه، أن مزايا سياسة الصين الخارجية تجاه العالم العربي، قبل تطبيقها سياسة الإصلاح والانفتاح اعتباراً من العام 1978، كانت تنحصر في تقديم الدعم السياسي للدول العربية في قضاياها الدولية كالقضية الفلسطينية، وتقديم بعض المساعدات الاقتصادية لها، على الرغم من ظروف الصين الصعبة وقدرتها المالية المحدودة، في ذلك الوقت. ومن ذلك أن الصين تبرعت خلال حرب العام 1956، بما قيمته 20 مليون فرنك سويسري لمصر مساعدة مالية؛ ثم قدمت خلال حرب 1967، ما مقداره 150 ألف طن من القمح لمصر و10 ملايين دولار؛ أما خلال حرب العام 1973، فقدمت الصين 100 ألف طن من القمح و10 ملايين دولار وحجما كبيراً من الأسلحة. أما بعد العام 1978 وانطلاق نهضة الصين الحديثة، فقد أضيفت إلى ذلك النوع من العلاقات صلات تمس تعميق التعاون في مجالات التنمية، في مختلف تجلياتها الاقتصادية والثقافية والتعليمية.
وفي مجال القوة الناعمة، وهي الموضوع الجديد مثار الاهتمام هنا، فيقرّ الباحث الصيني أنها ليست مفهوماً يتفق الخبراء على مضامينه، لكن المتفق عليه أن الإعلام والثقافة يمثلان المحور الرئيسي لهذه القوة. هنا، يرى الباحث أنه، على الرغم من اهتمام الصين بالثقافة، إلا أن قوتها الناعمة الثقافية، مثل الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية وانتشار اللغة، ما تزال محدودة، وتأثيرها الثقافي ما زال يقتصر على الدول المجاورة لها، مثل اليابان وكوريا ودول جنوب شرقي آسيا، أما تأثيرها الثقافي في المناطق الأخرى، وخصوصا في العالم العربي، فمحدود.
على صعيد الإعلام، معلوم أن أحد أهم أسباب ضعف أي إعلام، سوى الأميركي والغربي، أن وسائل الإعلام الغربية هي التي تسيطر على ساحة الإعلام في العالم، ما جعلها مصدراً رئيسياً للعرب لمعرفة الصين. لكن الشكوى من الغرب، يقول الباحث، لا فائدة منه، ولا بد للصين من تطوير إعلامها، ورفع قدراتها في هذا المجال، ذلك أن الصين اكتشفت، في السنوات الأخيرة، وخصوصا بعد استضافتها دورة الألعاب الأولمبية، العام 2008، أن عدداً غير قليل من دول العالم لا تكن لها مشاعر طيبة. ما يعني أن صورة الصين لدى تلك الدول تختلف عما تتوقعه هي اختلافاً كبيراً. لكن الصين، على الرغم من التفاتها إلى هذه المسألة، واستحداثها على سبيل المثال قنوات تلفزيونية فضائية، ووسائل إعلامية أخرى، تبث بلغات العالم المختلفة، منها العربية، ما تزال تواجه تحديات كثيرة في مجال الإعلام الموجه إلى العالم العربي، والمقبول شعبياً من العرب.
يبقى أن المفتاح الأساسي لتكريس القوة الناعمة يكمن في مساعدة الدول العربية، خصوصا غير الغنية منها، على دفع عجلة التنمية، لأن قضايا شائكة كثيرة في الشرق الأوسط ظهرت وتطورت بسبب التنمية غير المتوازنة بين الدول والفئات المجتمعية المختلفة، كما تبيّن في ثورات الربيع العربي. والمؤكد أن هذه المسألة، فضلاً عن توفير مظلة للتوزان السياسي في المحافل الدولية، بالنسبة للقضايا العربية، هي فقط ما يمكن أن يجعل للصين مكانة حقيقية عميقة لدى الشعوب العربية.
ويعتقد ليو، في كتابه غير المنشور بعد، وغير المسبوق في موضوعه، واسمه "دبلوماسية القوة الناعمة.. مفتاح لفهم العلاقة الصينية العربية"، أن الصين قد تكون أملاً للدول العربية لتغيير الوضع غير العادل بالنسبة لها في موازين القوى في المنظمات الدولية، لأن الصين، بصفتها قوة صاعدة ودولة كبيرة مسؤولة، مستعدة لتقديم المساعدة والدعم للعرب، انطلاقاً من أن مشاركة الصين في المنظمات الدولية، ودورها الإيجابي فيها، تزيد القوة الناعمة لها، وتؤثر إيجابياً على جاذبيتها تجاه الدول الأخرى، وخصوصا الدول النامية، كالدول العربية.
ويضيف الكاتب الصيني، في بحثه النابه، أن مزايا سياسة الصين الخارجية تجاه العالم العربي، قبل تطبيقها سياسة الإصلاح والانفتاح اعتباراً من العام 1978، كانت تنحصر في تقديم الدعم السياسي للدول العربية في قضاياها الدولية كالقضية الفلسطينية، وتقديم بعض المساعدات الاقتصادية لها، على الرغم من ظروف الصين الصعبة وقدرتها المالية المحدودة، في ذلك الوقت. ومن ذلك أن الصين تبرعت خلال حرب العام 1956، بما قيمته 20 مليون فرنك سويسري لمصر مساعدة مالية؛ ثم قدمت خلال حرب 1967، ما مقداره 150 ألف طن من القمح لمصر و10 ملايين دولار؛ أما خلال حرب العام 1973، فقدمت الصين 100 ألف طن من القمح و10 ملايين دولار وحجما كبيراً من الأسلحة. أما بعد العام 1978 وانطلاق نهضة الصين الحديثة، فقد أضيفت إلى ذلك النوع من العلاقات صلات تمس تعميق التعاون في مجالات التنمية، في مختلف تجلياتها الاقتصادية والثقافية والتعليمية.
وفي مجال القوة الناعمة، وهي الموضوع الجديد مثار الاهتمام هنا، فيقرّ الباحث الصيني أنها ليست مفهوماً يتفق الخبراء على مضامينه، لكن المتفق عليه أن الإعلام والثقافة يمثلان المحور الرئيسي لهذه القوة. هنا، يرى الباحث أنه، على الرغم من اهتمام الصين بالثقافة، إلا أن قوتها الناعمة الثقافية، مثل الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية وانتشار اللغة، ما تزال محدودة، وتأثيرها الثقافي ما زال يقتصر على الدول المجاورة لها، مثل اليابان وكوريا ودول جنوب شرقي آسيا، أما تأثيرها الثقافي في المناطق الأخرى، وخصوصا في العالم العربي، فمحدود.
على صعيد الإعلام، معلوم أن أحد أهم أسباب ضعف أي إعلام، سوى الأميركي والغربي، أن وسائل الإعلام الغربية هي التي تسيطر على ساحة الإعلام في العالم، ما جعلها مصدراً رئيسياً للعرب لمعرفة الصين. لكن الشكوى من الغرب، يقول الباحث، لا فائدة منه، ولا بد للصين من تطوير إعلامها، ورفع قدراتها في هذا المجال، ذلك أن الصين اكتشفت، في السنوات الأخيرة، وخصوصا بعد استضافتها دورة الألعاب الأولمبية، العام 2008، أن عدداً غير قليل من دول العالم لا تكن لها مشاعر طيبة. ما يعني أن صورة الصين لدى تلك الدول تختلف عما تتوقعه هي اختلافاً كبيراً. لكن الصين، على الرغم من التفاتها إلى هذه المسألة، واستحداثها على سبيل المثال قنوات تلفزيونية فضائية، ووسائل إعلامية أخرى، تبث بلغات العالم المختلفة، منها العربية، ما تزال تواجه تحديات كثيرة في مجال الإعلام الموجه إلى العالم العربي، والمقبول شعبياً من العرب.
يبقى أن المفتاح الأساسي لتكريس القوة الناعمة يكمن في مساعدة الدول العربية، خصوصا غير الغنية منها، على دفع عجلة التنمية، لأن قضايا شائكة كثيرة في الشرق الأوسط ظهرت وتطورت بسبب التنمية غير المتوازنة بين الدول والفئات المجتمعية المختلفة، كما تبيّن في ثورات الربيع العربي. والمؤكد أن هذه المسألة، فضلاً عن توفير مظلة للتوزان السياسي في المحافل الدولية، بالنسبة للقضايا العربية، هي فقط ما يمكن أن يجعل للصين مكانة حقيقية عميقة لدى الشعوب العربية.