عذرا ميشال سماحة

15 مايو 2015
+ الخط -
لا أدري بأي عبارات يمكن وصف ما حصل بتخفيف الحكم على ميشال سماحة المتهم بجرائم تصل عقوبتها، إلى "المؤبد" أو "الإعدام"، أربع سنوات ونصف. هل ننتظر حتى يقص سماحة قالب الكاتو ويشرب نخب خروجه كالشعرة من العجينة في بلد العجائب لبنان.
وكان قاضي المحكمة العسكرية يتمنى "لولا العيب والحياء، وبعض الدماء من هنا وهناك" أن يفرج عن سماحة، ويرسله الى الخارج، كونه قضى أياما صعبة في السجن، تعبت خلالها نفسيته البيضاء ويستحق فترة نقاهة.
لنتخيل قليلا سوداوية مخطط سماحة علي مملوك الموثقة بالصوت والصورة "يا أوادم".
- مجازر بشرية بحق الصائمين وضيوفهم في افطارات رمضان.
- فتنة تقضي على الاخضر واليابس باب التبانة/ جبل محسن.
- جنون في شارع خالد الضاهر والمفتي الشعار بعد اغتيالهما.
هذه طبعا ليست جرائم. هي فضائل وأعمال حميدة يستحق ميشال سماحة أن يخرج اللبنانيون عليها إلى شرفات منازلهم لاستقباله بالورود، وزفه بالأرز، ليقولوا: "آسفون ميشال سماحة...حقك علينا يا زلمة".
أنت لست الصيد الثمين الذي دفع الشهيد وسام الحسن حياته ثمنا لكشفه، ومنع انفجار البلد. ولست السبب الذي استنفر جهاز فرع المعلومات برمته، لكشف تورطه في مسلسل أمني، شبيه بأفلام بوليوود الهندية.
لماذا أصلا تم القبض عليك؟ "كلها كم كيلو متفجرات وتحصل في أحسن العائلات".
ثم أنك اعترفت بخطيئتك، واعتذرت عنها "كتر خيرك". عفا الله عما مضى.
شر البلية ما يضحك، الأكيد أن عائلة الشهيد وسام الحسن وعوائل شهداء السلام والتقوى قضوا ليلة ليلاء، بعد صدور حكم الفضيحة/ سماحة. المحكمة العسكرية رخصت دماءهم، كرمى لعيون رئيس البراميل المتفجرة، بشار الأسد.
فلترقد أرواح الأبرياء بسلام، لأن الهارب من عدالة الارض تنتظره عدالة السماء. كلمات السخط والغضب لا تنفع. وللحالمين بلبنان دولة مدنية ديمقراطية حرة بقضاء نزيه وشفاف "تصبحون على ألف خير".

avata
avata
خديجة العمري (لبنان)
خديجة العمري (لبنان)