15 مايو 2015
مضايا ليست أهم من كيم يونغ أون!
خديجة العمري (لبنان)
لا صوت يعلو فوق صوت أنين أطفال مضايا، ولا شيء يمكن فعله في وقت يموت رجالها ونساؤها بصمت جوعاً أمام عالم عاجز عن فعل شيء لهم، إلا البكاء على الأطلال، والمشاركة في حملة اللطم الجماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هو الزمن الأخير من فصول رثاء الإنسانية يتجلى بأبشع صوره، فقد قامت الدنيا ولم تقعد، لأن الرجل المدلل زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، جرب قنبلة هيدروجينية في المحيط قبل يومين من عيد ميلاده السعيد.
تداعى مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ، ونددت الدول الكبرى والصغرى بالتجربة، معتبرة أنها تهدد السلم العالمي! عن أي سلم يتحدث هؤلاء؟ هل هو السلم نفسه الذي يعيشه أطفال مضايا الرضع، حين تنشف أجسادهم لنقص الحليب؟ هل هو السلم نفسه الذي تتنفسه الهياكل العظمية الممددة بلا حول أو قوة على أسرّة الموت البطيء؟
حتى في كتابتي هذه الكلمات للتعبير عن حالة الإنكار التي أعيشها، وجلد الذات في آن معا، بأننا بشر نعيش على الكوكب نفسه، لكنني أحصل على ثلاث وجبات يوميا وما بينهما...بينما انقرضت الكلاب والقطط من شوارع مضايا، وحان دور أوراق الشجر والقمامة!
أذكر تماما في حرب تموز 2006 على لبنان، وأنا من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت حينها، كيف كان جمهور حزب الله يرفض مساعدات غذائية قدمتها المملكة العربية السعودية لمجرد أنها من السعودية، وفضلت مئات العائلات "الشيعية" النزوح إلى الزبداني ومضايا وسرغايا المحاذية للحدود اللبنانية، إلى حين توقف العدوان الإسرائيلي.
اليوم، يرد الشبان الذين كانوا يصطافون في مقاهي مضايا، يردون الجميل لأهلها، بالوقوف على أسطح المباني المحيطة بها وزرعها بالالغام لقتل كل من تسوّل له نفسه الخروج للحصول على طعام له ولأطفاله!
فليحتفل كيم يونغ أون بعيد ميلاده بقنبلة، أو أي طريقة مجنونة، فهذا العالم البائس كله بات مجنونا، ويحتاج إلى قنبلة أخلاقية توقظ الضمائر الميتة.
هو الزمن الأخير من فصول رثاء الإنسانية يتجلى بأبشع صوره، فقد قامت الدنيا ولم تقعد، لأن الرجل المدلل زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، جرب قنبلة هيدروجينية في المحيط قبل يومين من عيد ميلاده السعيد.
تداعى مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ، ونددت الدول الكبرى والصغرى بالتجربة، معتبرة أنها تهدد السلم العالمي! عن أي سلم يتحدث هؤلاء؟ هل هو السلم نفسه الذي يعيشه أطفال مضايا الرضع، حين تنشف أجسادهم لنقص الحليب؟ هل هو السلم نفسه الذي تتنفسه الهياكل العظمية الممددة بلا حول أو قوة على أسرّة الموت البطيء؟
حتى في كتابتي هذه الكلمات للتعبير عن حالة الإنكار التي أعيشها، وجلد الذات في آن معا، بأننا بشر نعيش على الكوكب نفسه، لكنني أحصل على ثلاث وجبات يوميا وما بينهما...بينما انقرضت الكلاب والقطط من شوارع مضايا، وحان دور أوراق الشجر والقمامة!
أذكر تماما في حرب تموز 2006 على لبنان، وأنا من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت حينها، كيف كان جمهور حزب الله يرفض مساعدات غذائية قدمتها المملكة العربية السعودية لمجرد أنها من السعودية، وفضلت مئات العائلات "الشيعية" النزوح إلى الزبداني ومضايا وسرغايا المحاذية للحدود اللبنانية، إلى حين توقف العدوان الإسرائيلي.
اليوم، يرد الشبان الذين كانوا يصطافون في مقاهي مضايا، يردون الجميل لأهلها، بالوقوف على أسطح المباني المحيطة بها وزرعها بالالغام لقتل كل من تسوّل له نفسه الخروج للحصول على طعام له ولأطفاله!
فليحتفل كيم يونغ أون بعيد ميلاده بقنبلة، أو أي طريقة مجنونة، فهذا العالم البائس كله بات مجنونا، ويحتاج إلى قنبلة أخلاقية توقظ الضمائر الميتة.
مقالات أخرى
10 ديسمبر 2014