تحالف السيسي نتنياهو داعش
وأنت تشاهد الصور البشعة لمواطنين مذبوحين بأيدي الدواعش في سيناء، من حقك، بل من واجبك، أن تسأل ماذا تفعل قوات عبد الفتاح السيسي في سيناء، غير التدمير والتهجير، وترك من يسلم من القصف الجوي إلى سكاكين "داعش" لتقوم بالمهمة.
ماذا يفعل هذا النظام الذي عسكر كل شيء، من الكتاب المدرسي إلى خطبة الجمعة، ومن زجاجة المياه إلى كيس الدم، سوى أنه يحرس شخصًا مهووسًا بالاستعراض، وهو يسابق نفسه بالدرّاجة تارة، ويقتحم تدريب منتخب الكرة، مستعرضًا"البراندات العالمية" أو يلقي نكتة سمجة في مناسبة مصطنعة؟.
قبل ثلاث سنوات، حاول نائب في مجلس نواب السيسي أن يعترض على مشروع قانون بإنشاء صندوق الخدمات الصحية والاجتماعية لأعضاء القضاء العسكري، قائلًا إن "إنشاء مثل هذه الصناديق أمر فيه مبالغة، ويعد عبئا على المواطنين، والقوات المسلحة مش محتاجة تتمول بدمغات من المواطنين وميزانيتها مليئة بالأموال". .. كان الأمر أشبه بسب الآلهة وتحطيم الأصنام في أزمنة غابرة، وعندما يحدث ذلك، في حضور مساعد وزير الدفاع، اللواء ممدوح شاهين، فإن الجريمة أعظم، والرد أعنف، لخّصه الجنرال شاهين بالقول "حضرتك مش عارف إن المشروعات القومية في البلد القوات المسلحة هي اللي بتصرف عليها، ومن 2011 والقوات المسلحة بتصرف على البلد، وخزانة الدولة فاضية".
لم يقل لنا أحدٌ قبل ذلك إن القوات المسلحة ولدت لأبوين مهاجرين، فاكتشفت بعد موتهما أنهما تركا لها ميراثًا هائلًا، مثلًا، مناجم فحم في أفريقيا، مناجم ذهب في البرازيل، أو آبار بترول في الخليج، حتى يأتي اللواء ممدوح شاهين ليعاير المصريين بأن القوات المسلحة تنفق على مصر منذ العام 2011.
كل ما نعرفه أن القوات المسلحة مؤسسة تتبع الدولة المصرية، هذه الدولة التي من المفترض أنها ملك الشعب الذي يدفع من دمه ومن ماله لكي تقوم بوظيفتها في حماية أرضه وحدوده، لا أن تمتصّ موارده، ثم تتركه لقمةً سائغة للإرهاب الذي استدعاه العسكري الحاكم ليكون مسوّغًا لإرهابه الاقتصادي والاجتماعي، والتحالف مع العدو الحقيقي والوحيد لهذا الشعب، الذي يدرك بالفطرة السوية أن العدو هو المحتل الصهيوني.
قبل أربع سنوات، قال رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، إن "مصر وإسرائيل في خندق واحد للحرب على الإرهاب"، ولم يراجعه أو يرد عليه السيسي ونظامه، بل عرفنا، فيما بعد، أن نتنياهو زاره في قصر الاتحادية سرًا، كما استدعاه إلى لقاءٍ في العقبة سرًا أيضًا.
وفيما بعد، وفي ديسمبر/ كانون أول 2016 أعلن ديفيد شينكر، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن مصر منحت إسرائيل تفويضاً مطلقاً لنشر طائرات بدون طيار فوق شبه جزيرة سيناء لاستهداف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الموجودين فيها. غير أن واقع الحال بات ينطق إن السيسي ونتنياهو و"داعش" في تحالف ثلاثي، في خندق واحد، للحرب على الإنسان في سيناء، سواء كان مواطنًا أعزل من سكان سيناء أو جنديًا صغيرًا ألقوا به في هذا الأتون.
مرة أخرى، يتجدد السؤال: ماذا بقي من ممارسات المليشيا لم يقم بها نظام عبد الفتاح السيسي؟ ما يدور على أرض مصر، منذ اليوم للانقلاب، يقول إن "مليشيا" اختطفت وطنا، واتخذت سكانه رهائن للخوف والجوع، وفرضت نفسها نظاماً حاكماً، تماماً مثل صديقها "داعش".