حسن رابح... سيرة راقص سوري انتحر في بيروت

24 يونيو 2016
حسن رابح (فيسبوك)
+ الخط -
اليوم، يتناقل الجميع اسم، حسن رابح، باعتباره الفنان السوري الشاب الراحل. بينما كان في الأمس يسير في شوارع بيروت وحيداً، دون أن يلتفت إليه أحد، ودون أن يحصل على أي فرصة عمل. فانتحار حسن أعاده للساحة الإعلامية، التي غاب عنها مؤخّراً. حسن رابح، شاب سوري في الخامسة والعشرين من العمر، عاش وترعرع في سورية، وأحب الفن. وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره، التحق بالأكاديمية الفنية في سورية، واختار حينها قسم الرقص، وكان شغوفاً بالرقص المعاصر وفنون الجسد، واستطاع أن يخطف الأضواء في عروض المعهد العالي، منذ أن كان طالباً في السنة الأولى.

إلا أنَّ مشواره الاحترافي بدأ قبل ذلك بثلاث سنوات، وتحديداً في سنة 2007، مع فرقة "سما" للمسرح الراقص، التي أسسها الكريوغراف، علاء كريميد، في سنة 2003، وذلك بعد أن اختاره كريميد، هو وبعض المراهقين الشغوفين بالرقص أثناء جولة قام بها في المدارس السورية، إذ أن رابح كان مولعاً بالرقص منذ صغره، وكان يعتبر الفنان العالمي، مايكل جاكسون، مثله الأعلى، وكان يتابع أعماله بشغفٍ، ويقلّدُ رقصاته.


وأوَّلُ عَرضٍ احترافيٍّ شاركَ به حسن، كان في سنة 2008، وذلك في العرض الافتتاحي لمهرجان السينما، الذي أحيته فرقة "سما"، وبعد ذلك أصبح عضواً أساسياً في الفرقة، وشارك في جميع عروضها التي قُدمت في سورية، قبل أن ترحل الفرقة برمتها إلى لبنان في أواخر سنة 2012. ومن أشهر هذه العروض: "تركيب"، "سولوفان"، وافتتاح مهرجان السينما وختامه 2008، وحفل عيد التلفزيون السوري الخمسين. وأيضاً، العرض الختامي لمهرجان دمشق المسرحي 2010.

وتابع حسن عمله مع الفرقة عندما انتقلت إلى لبنان، بعد اندلاع الثورة في سورية، وشاركَ معهم في الدورة الثالثة من برنامج المواهب العربية "آراب غات تالنت"، واستطاعَ أن يُحقِّق معهم اللقب حينها، وبعد ذلك انتقلت الفرقة للعمل في دولة الإمارات العربية، إلا أنَّه لم يستطع أن يحصل على الفيزا، التي تسمح له بالانتقال للاستمرار معهم. وبعد ذلك، بدأ يعمل بشكل فردي مع العديد من الفرق المسرحية الراقصة في لبنان، وأهمها فرقة "كون" المسرحية، التي يديرها الفنان السوري، أسامة حلال، والتي سبق لها أن تعاونت مع فرقة "سما" بعرض "سولوفان" في دمشق، وعرض "فوق الصفر" بنسخته الأولى، ولكنه لم يستطع أن يحصل على الكثير من الفرص، لأسباب تتعلق بعدم نيل حسن رابح إقامة في الدولة اللبنانية، وذلك أدى إلى تدنّي مستوى معيشته، مما دفعه للجوء إلى مهن أخرى ليتمكن من العيش.
وحاول بعدها أن يعمل في مجال "المونتاج"، ولكنه لم يستطع أن يحصل على الكثير من الفرص، ولذلك لجأ بالنهاية للعمل في المقاهي والمطاعم كنادل. وأما الرقص، فقد تحول لهواية. واستمر حسن بتصوير فيديوهات له وهو يرقص، وكان آخرها فيديو "إلى جميع أصدقائي، البعيدون منهم والمقربون (بالعاغابي)" الذي يرقص فيه منفرداً على أغنية "المقدمة حبيبي" لفرقة "مشروع ليلى" اللبنانية.


وفي النهاية، انتحر حسن رابح، ورمى نفسه من شرفة منزله الكائن في الطابق السابع في أحد مباني بيروت، وذلك في صباح يوم الأربعاء 22/6/2016، دون أن يعرف أحد السبب المباشر الذي دفعه للانتحار. ولكن، الجميع يدرك بأن الظروف الصعبة التي يعيشها كلاجئ في لبنان، في ظل سكوت العالم والمجتمع المدني، كانت السبب الأبرز في أزمته النفسية وانتحاره. ولاسيما أنّه نشر مؤخراً العديد من المنشورات التي تؤكد على ذلك، وتضمن آخر منشور له على موقع "فيسبوك" العبارات التالية: "لست سوى عبد لربي اسمي حسن"، "لست سوى عبد لربي أموت إلى أن أحيا"، وكتب أيضاً: "تسقط كل الأنظمة، ابتداءً من القاتل النظام السوري الفاشل، وشيطانه بشار وأبوه، والنظام الرأسمالي الاستيطاني الإسرائيلي، وداعش الوجه الآخر لنفس العملة".


المساهمون