الخضروات والفاكهة... أدوات للنحت

04 سبتمبر 2015
علاء الدين نحت البطيخ(العربي الجديد)
+ الخط -
لسنتين كاملتين لم يتح لعلاء الدين (23عاماً) مداعبة قطعة فاكهة واحدة بسكينه وممارسة هوايته المفضلة في النحت على الخضروات والفواكه وتحويلها إلى أشكال أكثر جمالاً. ساعات العمل الطويلة كانت تمنعه، يقول "كان العمل الذي استطعت الحصول عليه بعد وصولي إلى الأردن متعباً وطويلاً جداً، لا يقل عن 14 ساعة يومياً، لم يكن أمامي خيار آخر، لكنني عدت للنحت ما إن حصلت على فرصة عمل أفضل وبساعات أقل".


غادر علاء الدين بلدته ببيلا في ريف دمشق عندما تدهور الوضع الأمني فيها، وترك دراسته في السنة الثانية من كلية الحقوق في جامعة دمشق، ولجأ برفقة عائلته إلى الأردن الذي يقيم فيه اليوم.


يروي علاء "بدأت العمل في سن مبكرة، لتأمين مصاريف دراستي الجامعية، كان عملي في المطاعم، كون والدي شيف مطبخ، هناك اكتشفت حبي لهذا الفن، وبت أتدرب عليه وحدي منذ ذلك الحين"، ويضيف "عملي الحالي في المطاعم أيضاً، لكن لا مجال فيه لنحت الخضروات، تقديم الفواكه المنحوته يكون في الموائد المفتوحة أو في الفنادق أو المناسبات، وهو ما لم يتح لي العمل فيه حتى اليوم".


يزور علاء الدين أسواق الخضروات أسبوعياً ويشتري بعض الخضوات والفواكه الموسمية، كالبطيخ الأحمر والأصفر والبطاطا وغيرها، وما إن ينتهي من دوامه اليومي ويعود للمنزل، حتى يبدأ تدريبه على نحتها، ثم يقوم بتصويرها لمراقبة تطور عمله مرة بعد أخرى، أخيراً يقدمها لأصدقائه وعائلته أو يلتهمها.


يقول علاء "استعمل في عملي سكيناً خاصاً بالنحت فقط، وهو ما يتطلب جهداً كبيراً في العمل، إذ يتطلب النحت الاحترافي على الخضروات أدوات خاصة، وعددها قرابة 20 قطعة أساسية، لكنني لا أمتلكها، فتكلفتها مرتفعة جداً، وليست متوفرة هنا. لو أنني أستعملها لأنتجت أشكالاً أكثر احترافية بالطبع".


يعتمد علاء في تطوير عمله على التعلم الذاتي وإرادة قوية، إلا أنه لا يجد الكثير من التشجيع أو الدعم من محيطه، يقول: "أنتقي الصور التي تعجبني من الإنترنت، أحلل طريقة نحتها، ثم أبدأ العمل حتى أصل إلى الشكل المطابق".
دلالات
المساهمون