في ذكرى رحيل نجاح الموجي: "سلم لنا بقى عالتورماي"

25 سبتمبر 2015
الذكرى الـ17 لرحيله (يوتيوب)
+ الخط -
حين انتشرت أغنية "سلم لنا بقا ع التورماي"، لم يكن مؤديها بطلاً للفيلم الذي انطلقت منه. حين سأل جورج سيدهم أو"حنفيا" الواد مزيكا: "تفهم بالسياسة يا واد؟" أجاب الأخير "أنا الشعب".

لم يكن الأخير إلا نجاح الموجي (اليوم ذكرى رحيله الـ(17)، ولم يكن المغني لأغنية المونولغ الرائعة إلا نجاح نفسه. لم يكن الموجي أبداً بطلًا لفيلم أو مسرحية، لكنه كان بطل لحظات عاشت أكثر من أعمال كاملة.





انتظر نجاح الموجي بعد تعرضه لأزمة قلبية سيارة الإسعاف لساعتين كاملتين، وحين وصلت السيارة لفظ الموجي أنفاسه الأخيرة. كان هذا عام 1998 في 25 سبتمبر/أيلول، وكعشرات الفنانين في الوطن العربي غادر "الباسم" حياته بمأساة نقلها إلينا بسخرية وخفة.

عشرات الإطلالات التي تميز بها الموجي تركت أثراً طيباً لدى المشاهدين، ولعل إجادته فن المونولوغ ميزته عن أصحاب الأدوار الثانية أو حتى الثالثة، فالموجي أبدع في مونولغ "حنكورة حكلنا حكاية" كما أبدع تمثيلياً في لقطاته التي ظهر بها في فيلم "ليه يا بنفسج". لم يكن الموجي بطلاً أولاً في أفلامه ولا في حياته الواقعية. الموجي الممثل الذي أضحك الملايين من العرب كان مجرد موظف حكومي وصل إلى درجة وكيل وزارة.







ولد الموجي بالمنصورة بقرية ميت الكرما، اسمه الحقيقي عبد المعطي محمد الموجي. كان للفنان أخ يُسمى نجاح فأخذ اسمه حين دخل عالم الفن.

انطلق مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" عام 1970. نجم الموجي لمع مع الثمانينيات كأن عبد المعطي وجد مساحته الحقيقية في الأدوار المساندة، "صبي المعلم" أو "مزيكا" كما أطلق عليه الجمهور كان ثمرة نجاحات سينمائية والظهور الخفيف المحبب في مسرحية "المتزوجون" لسمير غانم وجورج سيدهم.

البطولة الحقيقية للموجي سنحت عام 1995 في فيلم "طاطا وريكا وكاظم بيه" بمشاركة الفنان الكبير كمال الشناوي، ويعد الفليم أحد أبرز أدوار نجاح الموجي على الإطلاق. لكن محبي السينما ومتابعي الموجي لا يمكن أن يتذكروه إلا بفيلم "أيام الغضب" وأغنيته الشهيرة "سلملنا بقا عالترامواي" من ألحان سامي الحفناوي وكلمات سيد حجاب. الفيلم الذي أُنتج عام 1989 ظهر فيه الموجي بدور إنسان ألقي به ظلماً في مستشفى المجانين، ويلتقي بنور الشريف بطل الفيلم خلال القصة.

الأغنية التي أداها الموجي حينها تعد إحدى أشهر مونولغات السينما المصرية. قد تكون عوامل النجاح جميعها اكتملت في الأغنية، لكن الأداء الذي أسقطه الموجي عليها أعطاها بعداً إضافياً. في وجه الموجي كان هناك شيء من الوجع، كانت هناك ضحكة بألف مغزى. إحدى مقاطع الأغنية حملت تلك الكلمات:

إتفضل من غير مطرود
واياك تتجنن وتعود
الداخل عندنا مفقود
والخارج من هنا مولود
سلم لنا بقى عالتورماي
ح تسيب مستشفى المجانين
وتعيش مع مجانين تانيين
ما هي دنيا تجن العاقلين
اوعى تروح بقى في الباي باي
دنيا تدي للهبيش
ويا عيني علينا يا حرافيش
نشقى عشان حبة ملاطيش
ما يكفوش العيش والشاي
دنيا ودايرة خلف خلاف
والمجانين فيها أصناف
كله لازم له قميص بكتاف
من أوطى ما فيهم للهاي.

فنانون كبار مروا على تاريخ السينما المصرية، عبروا الدنيا بخفة متناهية. بخفة في الشكل والأداء والدور، عبروها بوجع لم يبوحوا به، وبتهميش لا يليق بماضيهم ولا بحاضرنا، لكن الموجي ترك لنا سخرية بفعل السوط، في كل انحدار فني وثقافي نذكره جيداً حين قال "دنيا بتضحك للهبييش". يرحل الموجي والبقاء للهبيش.

دلالات
المساهمون