تقطير الزهر في احتفالية قسنطينة عاصمة للثقافة العربية

الأناضول

avata
الأناضول
26 ابريل 2015
D122F691-C05F-4E24-A26B-AE674C24BFC0
+ الخط -


انطلقت مساء السبت 25أبريل/نيسان بقسنطينة (430 كلم شرق الجزائر العاصمة)، وعلى مدار أسبوع كامل، فعاليات عيد تقطير الزّهر والورد، وهو النشاط الذي يدخل في إطار برنامج تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015.

وقال مدير الثقافة بمحافظة قسنطينة، جمال فوغالي: "عيد تقطير الزهر هو واحد من أهم النشاطات التي دأبت قسنطينة على احتضانها كل فصل ربيع، وهذه السنة وبالتزامن مع تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، قررنا أن نعطيه صبغة متميزة حتى نمكن ضيوفنا من الدول العربية من التعرف إلى هذه العادة، والتذوق من هذه المادة، التي لا تخلو جميع بيوت قسنطينة منها، كونها تدخل في علاج العديد من الأمراض، وتستخدم بكثرة في تحضير الحلويات خاصة التقليدية منها".

وعن تاريخ هذه العادة وطريقة تحضيرها، يقول كوتشوكالي بوبكر؛ وهو أحد المشاركين في عيد تقطير الزهر: "تقطير الزهر والورد يعود إلى تاريخ 1620 ميلادية، إبان حكم الدولة العثمانية، حيث أهدى أحد الصينيين شجرة الزهر لأحد عائلات المدينة خلال تلك الفترة، وهي عائلة كوتشوكالي وأصلها تركي، فقام أفرادها بغرس تلك الشجرة بمنطقة الحامة، ومع مرور الزمن انتشرت بشكل واسع في بساتين لا تزال موجودة إلى اليوم، وهناك من الأشجار التي يزيد عمرها على 260 سنة".

وأضاف كوتشوكالي: "الاهتمام الكبير الذي توليه العائلات القسنطينية وحتى السلطات لهذا العيد وهذه المادة، يعود إلى أهميتها الكبيرة، إذ تساعد في العلاج من عديد الأمراض، كارتفاع ضغط الدم وضربات الشمس وبعض أمراض العيون، إلى جانب أنها إحدى التركيبات الأساسية في صناعة الحلويات التقليدية".

وعن طريقة التقطير يشرح كوتشوكالي: "تعتمد عملية التقطير على موقد كبير يعمل بالغاز، يوضع عليه القطار الذي يتألف من جزأين سفلي وعلوي، ويُطلَق على الجزء السفلي "الطنجرة" التي توضع فيها كبة الأزهار، أما الجزء العلوي الذي يسمى "الكسكاس" فله فتحتان مزوَّدتان بأنبوبين، الأول لاستخلاص ماء الورد، يصل مباشرة إلى مكان تكثف البخار، والثاني للتخلص من ماء التبريد الذي سخن، كما له تجويف مقعّر من الداخل ويبدو كالقبة من الخارج، حيث يتكاثف البخار للحصول على قطرات ماء الورد، وهذا ما يمكّن من الحصول على ماء ورد خالص مقطر يسمى رأس القطار يُجمع في مقفلة، وهي نوع من القنينات المغلقة بإحكام".

اقرأ أيضاً: ترحيب بإزالة تمثال رائد النهضة الجزائرية "ابن باديس"

وأضاف: "ولأن العملية معقدة يجب باستمرار تفقّد حرارة الماء في الكسكاس، والحرص على تغييره كلما صار ساخناً، وتعويضه بالماء البارد، لأن ذلك هو أساس نجاح عملية التقطير، يضاف لذلك ضرورة غلق كل قارورة ماء ورد يتم ملؤها على الفور، عن طريق سدادة من الفلين ملفوفة بالقطن تصل إلى نصف عنق القارورة، مع وجوب تجفيف القارورة قبل وضعها في عنق آلة التقطير، وغلقها بإحكام، للاحتفاظ بهذا الماء المقطر مدة زمنية طويلة".

جاء الاحتفال بالعيد خلال هذه السنة، في إطار فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؛ وهي المدينة التي اختيرت في ديسمبر/كانون الأول 2012، لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2015، من طرف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "أليكسو".


واختارت السلطات الجزائرية تاريخ 16 أبريل/نيسان 2015 للانطلاق الرسمي للتظاهرة؛ وهو تاريخ يصادف يوم العلم الذي يخلد ذكرى وفاة رائد النهضة الجزائرية ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، العلامة عبد الحميد بن باديس، من العام 1940 المنحدر من محافظة قسنطينة.

اقرأ أيضاً: المرأة الجزائرية تحتفي بأزيائها التقليدية
اقرأ أيضا: النارنج سر كبرى شركات العطور العالمية


المساهمون