محمد عسّاف.. هل يحتاج مستشاراً فنياً؟

23 أكتوبر 2015
عساف بحاجة لمن "يقتنص" له الأغنيات (العربي الجديد)
+ الخط -
لا ينكر أحد مجموعة الميزات التي يتمتع بها النجم الفلسطيني محمد عسّاف، وأهمها القبول من الجمهور العربي في مختلف أرجاء العالم، والكاريزما التي أوصلته إلى مصاف النجوم الكبار، والتي جعلت منه مطلوباً جماهيرياً خلال أقل من 24 شهراً هي مدة عمر نجاحه، يزاحم بها نجوماً كباراً بالمسيرة الفنية والسنوات على لقب نجم الشباك الأول.

وعسّاف الذي كسر قاعدة برامج اكتشاف المواهب، التي لم تُقدّم لخريجيها شيئاً، استطاع بصوته القوي وأغنياته القليلة أن يحشد وراءه جمهوراً يدافع عن وجوده وأحقيته بأن يكون جاذباً للناس من خلال أغانيه.

لكن إذا ما اعتبرنا عسّاف "عمله" أو"مُنتجاً" بلغة "أهل الكار" في الساحة الفنية، فالوجه الآخر له سواء قبل به أم لم يقبل، هو أنه يحمل قضية "فلسطين" في صوته وفي أغانيه وفي "رائحة تواجده" أينما حل وأينما ظهر.

فعسّاف، هو أول وجه فني فلسطيني استطاع اختراق البيوت العربية، فكل التجارب الفنية السابقة على أهميتها "دلال أبو آمنة، ريم البنا، عمار حسن"، ظلت في إطار التعاطف الإنساني مع الشعب الفلسطيني، رغم أن من سبق ذكرهم يحملون بين طيات تجربتهم قيماً غنائية متأصلة بالأرض والإنسان والحياة، لكن تجربتهم بقيت محدودة الانتشار ولدى فئة معينة.

ما يطرح الموضوع حالياً، هو أن معظم الأغاني التي قدمها محمد عسّاف منذ ظهوره للناس وحتى آخر أغانيه، لا ترتقي لجمال صوته وقوته، ولا تلائم الحالة الفنية التي قدمها، وكنا أشرنا في مقال سابق أن أغنية "دمي فلسطيني" التي أهداها لبلده بداية العام الجديد، غطت بنجاحها على ألبوم غنائي كامل قدمه مع شركة بلاتينيوم كأول ألبوم لـ"محبوب العرب".

الدور الذي تقوم به الشركة المنتجة لعسّاف بواسطة مدير أعماله وسام عبود، دور ترويجي وتسويقي هام، وإيجابي لنجم محبوب بقيمته الفنية، لكن "محبوب العرب" بحاجة لمستشار فني مؤهل يساعده في "اقتناص" أغنيات تُبقيه في ذاكرة الجمهور "القصيرة"، لأكبر مدة ممكنة، فالدهشة والكاريزما لن تساعدا صوته القوي، إذا ما استمرت أغنياته التي يقدمها "متواضعة الأفكار" و"فقيرة الإدهاش الموسيقي"، وأكبر دليل أن أغنيته الأخيرة لفلسطين التي أطلقها منذ أيام "يا يمّه هاديرجالك" نجحت لأن من غناها هو محمد عسّاف، لكنها لم تنتشر بقوة أغنياته السابقة، وستصبح عرضه للنسيان في أول محك حقيقي للأغنية الوطنية الفلسطينية.




اقرأ أيضاً: محمد عساف.. الكعكة التي يريد الجميع تقاسمها
المساهمون