الدوكسينغ... أداة قتل معنوي في يد الاحتلال

04 يوليو 2024
في شيكاغو، 11 يناير 2024 (كاثلين هينكل/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يستخدم الاحتلال الإسرائيلي "الدوكسينغ" لترهيب الناشطين المدافعين عن الفلسطينيين، مشاركة معلوماتهم الشخصية على الإنترنت لتعريضهم للمضايقات والتهديدات، بهدف إسكات الأصوات المنتقدة.
- المنظمات الصهيونية تستغل قوانين حرية التعبير بالولايات المتحدة لوضع الناشطين في قوائم سوداء، مما يضعهم تحت ضغط ويجبرهم على الدفاع عن مواقفهم تحت تهديد الإذلال العام.
- شركة كاسبيرسكي تنصح للحماية من الدوكسينغ باستخدام VPN، برامج مكافحة الفيروسات، كلمات سر قوية، والمصادقة متعددة العوامل، مع مراجعة إعدادات الخصوصية وتجنب الكشف عن معلومات شخصية حساسة.

يستخدم الاحتلال الإسرائيلي كل الأدوات في يده من أجل ترهيب الناشطين المدافعين عن الشعب الفلسطيني الرازح تحت وطأة عدوانه في قطاع غزة، والذي خلّف نحو 125 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. من هذه الأدوات ما يعرف بـ"دوكسينغ" (Doxxing)، وهو أسلوب لترهيب النشطاء المتضامنين باستخدام معلوماتهم الشخصية.

ما هو "الدوكسينغ"؟

هو الكشف المتعمد عن معلومات خاصة لشخص ما عبر الإنترنت من دون موافقته، وغالباً ما يكون ذلك بنية خبيثة. يتضمن ذلك مشاركة أرقام الهواتف وعناوين المنازل وأرقام التعريف، وأي معلومات حسّاسة وخاصة، مثل الصور الشخصية التي يمكن أن تجعل التعرف إلى الضحية ممكناً، ما قد يعرّضها إلى مزيد من المضايقات والإذلال والتهديدات والمطاردة. وتوضح شركة الأمن السيبراني كاسبيرسكي أن الدوكسينغ كان في الأصل شكلاً من أشكال الهجوم عبر الإنترنت يستخدمه القراصنة، وهو موجود منذ التسعينيات.

الدوكسينغ يهدّد الناشطين

بسبب الدوكسينغ الذي تمارسه منظمات صهيونية، يجد المتضامن مع الفلسطينيين معلوماته مدرَجة في قوائم سوداء لمعاداة السامية وأعداء إسرائيل. تُنشر هذه المعلومات في مواقع كراهية، ويجري تحديثها باستمرار، وتظهر في محركات البحث. وتطلب المواقع التي تنشر هذه القوائم من الضحايا الذين يريدون إزالة أسمائهم إرسال رسالة تدين منظمات مثل طلاب من أجل العدالة في فلسطين، والصوت اليهودي من أجل السلام، وحركة مقاطعة إسرائيل، في محاولة لإذلال الفلسطينيين حتى خارج إسرائيل، وإذلال المتضامنين معهم. 
ليس هذا فقط، بل تُنَظَّم جولات بشاحنة إعلانية بالقرب من حرم الجامعات تعرض أسماء وصور الطلاب الذين وقعت منظماتهم على بيان ينتقد دولة الاحتلال الإسرائيلي. بل تسير الشاحنات إلى منازل عائلات الطلاب. ويجعل الدوكسينغ نشطاء حقوق الإنسان يخشون فقدان وظائفهم ويتحمّلون الأذى النفسي، فقط لكونهم فلسطينين أو يتضامنون مع الفلسطينيين.
ونقلت شبكة سي أن أن عن المحامي في منظمة فلسطين القانونية، ديلان سابا، أن "الدوكسينغ والقوائم السوداء كانت لسنوات تكتيكاً رئيسياً لمجموعات المناصرة الإسرائيلية لقمع التعبير السياسي المؤيد لفلسطين وزيادة مخاطر الانخراط في تنظيم يناصر الفلسطينيين"، مضيفاً: "إنه أمر محزن للغاية ... يتلقى الناس تهديدات بالقتل، وتهديدات شخصية، بل وعواقب سلبية في الواقع فيما يتعلق بالتوظيف".

إذلال بحماية من القانون

يقول سابا إن مثل هذه المواقع تستعين بقوانين حماية حرية التعبير القوية التي تفرضها الولايات المتحدة، طالما أنها لا تتجاوز الحدود القانونية، مثل التحريض على الأذى المباشر والتشهير. ويقول موقع كاسبيرسكي إن الدوكسينغ ليس خارجاً عن القانون في حد ذاته إذا كانت المعلومات التي كُشف عنها تقع ضمن النطاق العام، وجُمعت بأساليب قانونية، لكنه قد يؤدي إلى مخالفة قوانين مكافحة الملاحقة والمضايقات والتهديدات، لذا يتغّير القانون من ولاية قضائية إلى أخرى. ولأن الدوكسينغ ظاهرة حديثة نسبياً، فإن القوانين المحيطة به تتطور باستمرار وليست واضحة المعالم دائماً.

كيف تحمون أنفسكم من الدوكسينغ؟

تنصح "كاسبيرسكي" باستخدام خدمة "في بي أن" وبرنامج مكافحة الفيروسات، واستخدام كلمات سر قوية، مع أسماء مستخدم مختلفة لكل منصة، وإيميلات مختلفة لأغراض مختلفة (مهنية، شخصية، رسائل غير مهمة)، واستخدام المصادقة متعددة العوامل، مع مراجعة إعدادات الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي لمنع غير المرغوبين من الاطلاع على بياناتكم المنشورة عليها، وكذلك التخلّص من الصفحات الشخصية القديمة في المنصات التي لا تزال نشطة مثل "ماي سبيس".

وتحذّر الشركة من رسائل التصيد الاحتيالي التي تطلب معلومات شخصية، مثل عنوان المنزل أو رقم الضمان الاجتماعي وغيرها. وإذا كنتم تخططون لتشغيل موقع من دون الكشف عن هويتكم الحقيقية، فتأكدوا أن معلوماتكم الشخصية خاصة ومخبأة في قاعدة بيانات WHOIS. قد تحتاجون إلى سؤال شركة تسجيل النطاق عن كيفية القيام بذلك.
كذلك، يمكن طلب إزالة المعلومات من "غوغل" من خلال ملء نموذج من هذا الرابط، وإعداد تنبيهات "غوغل" لاسمكم الكامل أو رقم هاتفكم أو عنوان منزلكم أو أي بيانات خاصة أخرى تهتمون بها، لتعرفوا ما إذا ظهرت فجأة على الإنترنت وصارت جزءاً من حملة دوكسينغ. ويمكن الاستعانة بشركات Epsilon وOracle وAcxiom، وكذلك DeleteMe ،PrivacyDuck أو Reputation Defender لإزالة بياناتكم من الإنترنت والتأكد من عدم ظهورها مرة أخرى.
ويحذّر الخبراء من الاختبارات عبر الإنترنت، التي تسرق بيانات المستخدمين وتتتبع هوياتهم، وكذلك عدم منح أذونات غير ضرورية للتطبيقات، بحيث لا تكون الأذونات إلا لتسهيل عمل التطبيق لا الوصول إلى مناطق ومعلومات في الهاتف بعيدة عن تخصص التطبيق.
وتجنبوا الكشف عن أنواع معينة من المعلومات. يشمل ذلك رقم الضمان الاجتماعي، وعنوان المنزل، ورقم رخصة القيادة، وأي معلومات تتعلق بالحسابات المصرفية أو أرقام بطاقات الائتمان.

يمكن للقراصنة اعتراض رسائل البريد الإلكتروني، لذا يجب عدم تضمين تفاصيل خاصة في البريد.
وتحققوا من سهولة تعرّضكم للدوكسينغ، فأجروا بحثاً عن أنفسكم على "غوغل"، وبحثاً عكسياً عن صورة، وراجعوا صفحاتكم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إعدادات الخصوصية، وتحقّقوا ما إذا كان أي من حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بكم جزءاً من انتهاك كبير للبيانات، وتأكدوا من السير الذاتية والمقتطفات الشخصية عنكم ومواقع الويب الشخصية لمعرفة المعلومات الشخصية التي تُنشَر عندكم. إذا كان لديكم ملفات بتنسيق PDF لسير ذاتية عبر الإنترنت، فتأكدوا من استبعاد تفاصيل مثل عنوان المنزل والبريد الإلكتروني الشخصي ورقم الهاتف المحمول، أو استبدلوها بنسخ للعامّة من هذه المعلومات.

المساهمون