المخلوع... الأسبق؟

02 ديسمبر 2014
مبارك خلال محاكمته (GETTY)
+ الخط -
أسقط قرار براءة الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، الأقنعة عن كُلّ الإعلاميين في مصر، وحتى السياسيين والمشاهير والفنانين الذين حدّثونا عن ثورة 25 يناير وأمجادها وشقاء الشعب المصري وإرادته.
فحال إعلان محكمة جنايات القاهرة قرارها "الظالم" بحقّ الثورة وشهدائها، خرج الإعلاميّون ــ وبعضهم ممّن لم يخفِ أبداً حُبّه لمبارك بعد الثورة ــ ليُعلنوا ولاءهم وليقدّموا الخشوع للمخلوع.
هكذا، أطلّ علينا الإعلامي أحمد موسى، باحتفالاتٍ على الهواء، وكأنّ قرار البراءة كان له وليس لمبارك. كما اعتبر الإعلامي توفيق عكاشة أنّ "القاضي قال كلمة حقّ"، مشبّهاً الثورة "بالجاموسة" بشكل غير مباشر.
وهكذا أيضاً، خرج علينا وائل الإبراشي، ليعتبر أنّ "براءة مبارك إنجازٌ للرئيس عبدالفتاح السيسي"... وليس هؤلاء وحدهم، بل أيضاً الإعلامي ابراهيم عيسى، الذي اعتبر أنّ "من حقّ مبارك أن يخرج بحكم براءة".
هذا على الشاشات، ولكنّ الأقنعة لم تُزَل عن التلفزيونات فحسب، بل عن المواقع والصحف وغيرها. فتحوّل "الرئيس المخلوع" في الثورة، حسني مبارك، إلى "الرئيس الأسبق" بالنسبة للصحافة المصريّة.
كُلّ هذا، لا يترك مجالاً لاستغراب تصريحات المسؤولين السياسيين، وغيرهم أمثال أحلام ويسرا وسهى عرفات وتهنئتهم على الملأ ببراءة مبارك. كُلّ هذا يُثبت أنّ الأقنعة المصريّة هي أصدق ما حصل منذ الثورة... ولعلّ الأصدق من كلّ ذلك، هو ما فعله الإعلامي أحمد خير الدين على "أون تي في" الإخباريّة، عندما خرج ليتحدّث مباشرةً عن الفساد والقتلة... ليؤكّد كلّ ذلك على مقولة "الجدع جدع.. والجبان جبان"، والرحمة للشهداء.
المساهمون