صحف الجزائر تردد هتاف الشعب: "ماكانش الخامسة يا بوتفليقة"

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
09 مارس 2019
FD5501EB-6A0A-43BA-841B-17619C681CA9
+ الخط -
توحدت الصحف الجزائرية، اليوم السبت، في نقل مشاهد الحشود الأسطورية التي ملأت الشوارع وطالبت برفض ترشح الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفيلقة، لولاية رئاسية خامسة.

تصدر الصفحة الأولى من صحيفة "الخبر"، وهي أكبر المطبوعات العربية في الجزائر، شعار مركزي تردد في الشارع وخلال كل المسيرات: "ماكانش الخامسة يا بوتفليقة"، رفقة صور المتظاهرين. ولفتت "الخبر" إلى تزايد التحاق التنظيمات ومختلف الفئات، وبينهم القضاة، بالحراك الشعبي. وقرأت الصحيفة في المواقف الأخيرة للجيش الجزائري تراجعاً عن مواقف سابقة وانحيازاً الى الحراك الشعبي.

واعتبرت الصحيفة أن الافتتاحية التي نشرتها مجلة "الجيش"، الناطقة باسم المؤسسة العسكرية، يوم الجمعة، حين تحدثت عن "تعزيز الرابطة بين الجيش والشعب"، تحمل دلالة قوية مفادها أن الجيش اختار الانحياز للشعب الذي يرفض استمرار عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسة، ويطالب أفراد جماعته بالرحيل عن السلطة والتنحي نهائياً من المشهد السياسي في البلاد.

وخصصت ثماني صفحات للأحداث معلقة أن "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب". وأشارت الى أن السلطات الجزائرية لم تسمح للقنوات التلفزيونية الخاصة بتغطية الحدث.



ونشرت صحيفة "الوطن" الصادرة باللغة الفرنسية صورة كبيرة لحشود شعبية في الحراك، وقالت إن الملايين خرجوا للتعبير عن الاشتياق للديمقراطية والحرية ورفض المغامرة السياسية التي تقودها كتلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكتبت بعنوان عريض "شعب رائع"، وخصصت 12 صفحة للجمعة الثالثة على التوالي من الاحتجاجات التي تميزت بحشود ضخمة في جميع أنحاء البلاد. وأضافت "إذا كان أنصار النظام يعتمدون على تراجع الحراك (...)، فقد تلقوا رداً واضحاً ومن دون هفوات".



ووصفت صحيفة " ليبرتي" (الحرية)، الصادرة بالفرنسية، المسيرات بأنها "ربيع الجزائر"، ولفتت إلى وجود تعبئة شعبية تاريخية ضد مشروع الولاية الرئاسية الخامسة للرئيس بوتفليقة وضد النظام السياسي ورموزه التي تعرضت لمحاكمة شعبية. وخصصت للحدث عشر صفحات مشيرة إلى الجمعة بوصفه "يوم الاستقلال".

ووصفت صحيفة" الجزائر الجديدة" مسيرات يوم الجمعة بـ "التاريخية"، واعتبرت أن الحشود البشرية تتزايد والحراك يدخل أسبوعه الثالث. وكتبت في صدر صفحتها الأولى عنوانا باللون الأحمر "رفض الخامسة يتواصل".

ولفتت صحيفة "وهران"، ثاني أكبر مدن البلاد، إلى "المعارضة الشعبية ضد الولاية الخامسة". واعتبرت أن التظاهرات تؤدي الى "تغيير في الطريقة التي تدار بها البلاد بشفافية أكبر". وأشادت بـ "جميع مكونات الديمقراطية الحقيقية: الحكم الرشيد والتناوب في السلطة".

في المقابل، تفادت صحيفة " النهار" الموالية للرئيس بوتفليقة والصحف الحكومية الإشارة في عناوينها البارزة إلى المطلب المركزي للتظاهرات برفض الولاية الخامسة لبوتفليقة. إذ تحدثت عن تظاهرة مليونية في العاصمة ومسيرات في 48 ولاية، لكنها ركزت على رفض المتظاهرين وطردهم للمرشح الرئاسي، علي غديري، وعدد من رموز المعارضة السياسية.



واعتبرت صحيفة " البلاد" أن الجزائريين أظهروا للعالم سلميتهم وتحضرهم، بخلاف كل الصور النمطية التي كانت مطروحة عن الشعب الجزائري، وأثبتوا سلمية حراكهم المشروع الذي أبهر العالم.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الجزائرية واظبت على اعتقال صحافيين جزائريين ثم إطلاق سراحهم خلال التظاهرات الأخيرة، وفرضت تعتيماً على التظاهرات في المؤسسات الإعلامية الحكومية، ما دفع صحافيي التلفزيون الجزائري الرسمي، في فبراير/شباط الماضي، إلى تنظيم وقفة احتجاجية، مطالبين برفع الضغوط والإكراهات عن قاعة التحرير، في تغطية التظاهرات الرافضة لترشح بوتفليقة. واعتقلت السلطات الجزائرية خلال التظاهرة نحو 30 صحافياً، ثم أفرجت عنهم لاحقاً.

وخلال الشهر نفسه، نظم أكثر من 220 صحافياً في الإذاعة الجزائرية الرسمية وقفة احتجاجية أمام مقرها في "شارع الشهداء"، وسط العاصمة الجزائرية، وطالبوا بـ "تحرير الإعلام الرسمي من قبضة السلطات"، داعين إلى إلغاء الرقابة وتوفير مناخ من الحرية والديمقراطية في الإذاعة.

يذكر أن بوتفليقة في مستشفى في سويسرا منذ أكثر من 12 يوماً، لـ "إجراء فحوصات طبية". وتعتبر جمعة الثامن من مارس/ آذار الجمعة الثالثة التي يخرج فيها الجزائريون للشوارع رفضاً لترشح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 18 إبريل/ نيسان المقبل، وتأتي قبيل تقرير المجلس الدستوري بشأن الملفات المعروضة عليه لخوض غمار الانتخابات، وسط حراك شعبي شبه يومي في أوساط الطلبة والمحامين والقضاة، وانشقاقات في الحزب الحاكم، واستقالات بالجملة من البرلمان، ومن الأحزاب الموالية للنظام.

ذات صلة

الصورة
طلاب الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

قرّرت سلطات التعليم في الجزائر، اليوم الأربعاء، توقيف مدرس وإحالته على العدالة ومحاسبة مسؤولين آخرين، على خلفية نصَ امتحان تضمَن عبارات مُسيئة لقبائل عربية، اعتبرت إثارة للنعرات العرقية وتأجيجاً لخطاب الكراهية في البلاد.
الصورة
شعار منصة باز

منوعات

اختارت مؤسسة "البلاد" الصحافية الجزائرية الانضمام إلى منصة التواصل الاجتماعي العربية Baaz، في وقت تفرض المنصة نفسها كوسيلة قوية لنشر المحتوى بعيداً عن الرقابة، وفي وقت قد تتوقف بقية مواقع التواصل في أي لحظة بسبب الأعطال. 
الصورة
القنوات الجزائرية تتعرض لرقابة مشددة من قبل السلطات (العربي الجديد)

منوعات

أعلنت السلطات الجزائرية تعليق بث قناة "البلاد" المستقلة، على خلفية بثها لقطات من جريمة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل قبل أسبوعين، في ثاني قرار من نوعه تتخذه السلطات ضد قناة مستقلة، بعد تعليق بث قناة "لينا". كما أوقفت نهائياً بث "الجزائرية وان".
الصورة
 الصحافية كنزة خاطو (فيسبوك)

منوعات

التمس القضاء الجزائري، اليوم الثلاثاء، حبس الصحافية في الإذاعة المستقلة "راديو إم"، كنزة خاطو، بعدما أوقفتها السلطات في 14 مايو/أيار الحالي خلال تظاهرات الحراك الشعبي، ثم أخلت سبيلها بعد يومين.