"ناتو" يحتاج إلى 35 لواء إضافياً على الأقل لتنفيذ خطط دفاعية جديدة

08 يوليو 2024
جنود بولنديون ورومانيون يقفون بجوار علم الناتو في قرية شيبليسكي، 7 يوليو 2022 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تعزيز قدرات الناتو الدفاعية**: يواجه الناتو تحدياً كبيراً في تعزيز قدراته الدفاعية لمواجهة روسيا، حيث يحتاج إلى تشكيل ما بين 35 و50 لواءً إضافياً، ما يعادل 105,000 إلى 350,000 جندي، في ظل التوترات المتزايدة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022.

- **خطط دفاعية جديدة**: في قمة فيلنيوس، اتفق زعماء الناتو على خطط دفاعية كبرى تشمل الدفاعات الجوية والصاروخية، الأسلحة بعيدة المدى، الأمور اللوجستية، وتشكيلات المناورة البرية الكبيرة، مع تحديثات متوقعة في قمة واشنطن.

- **تعيين مارك روته**: تم تعيين مارك روته أميناً عاماً للناتو، وأشاد الرئيس الأوكراني بدعمه لأوكرانيا ضد روسيا، بينما أكد الكرملين أن تعيينه لن يغير من نهج الناتو المعادي لروسيا.

قال مصدر عسكري إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيحتاج إلى ما بين 35 و50 لواءً إضافياً لينفذ  خططه الدفاعية الجديدة في مواجهة أي هجوم محتمل من روسيا. ورفض المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، تقديم أي تفاصيل أخرى حول هذه الخطط السرية. وعادة يتألف اللواء مما يتراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف جندي، وبالتالي فإن تشكيل ما بين 35 و50 لواء إضافياً سيشكل تحدياً كبيراً.

ويواجه حلف الناتو تحدياً منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022، إذ يسعى إلى تعديل موقفه والتعامل بجدية أكبر مع خطر شنِّ روسيا هجوماً محتملاً. وفي مؤشر آخر على حجم هذا التحدي، قال مصدر أمني إن ألمانيا وحدها سيتعين عليها زيادة قدراتها في الدفاع الجوي بأربعة أمثال.

وفي قمة عقدت في فيلنيوس العام الماضي، اتفق زعماء دول حلف الناتو على أول خطط دفاعية كبرى منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويعمل مسؤولون منذ ذلك الحين على تحديد المتطلبات العسكرية الملموسة لتنفيذ هذه الخطط. ومن المتوقع إطلاع زعماء الحلف على تحديث الخطط في واشنطن هذا الأسبوع خلال قمة للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي.

ورداً على طلب للتعليق، قال مسؤول في الناتو إن المعنيين بالتخطيط العسكري حددوا "متطلبات تفصيلية للقوات والأسلحة اللازمة للدفاع عن الحلف". وأضاف: "الدفاعات الجوية والصاروخية والأسلحة بعيدة المدى والأمور اللوجستية، وكذلك تشكيلات المناورة البرية الكبيرة، من بين أولوياتنا القصوى". وتابع: "سيحدد حلف شمال الأطلسي على الأرجح أهدافاً أكثر تطلباً للقدرات العسكرية لدوله، في وقت نطور فيه القوات التي يمكنها أن تنفذ خططنا وتفي بمواجهة التهديدات التي تحيق بنا. واثقون من أن الردع لدينا سيظل قوياً". وأحجمت وزارة الدفاع في برلين عن التعليق على الخطط المستقبلية للحلف لسريتها، لكنها أضافت أن الدول الأعضاء تلقت دعوات للتنسيق مع الحلف بشأن متطلبات القدرات العسكرية، وأن هذه الجهود ستمتد إلى العام المقبل.

ومن غير الواضح كيف سيتمكن الحلفاء من إضافة جنود وقوات تكفي لتشكيل عدد يتراوح بين 35 و50 لواء. ربما يستعان بهم من وحدات أخرى من القوات المسلحة، أو تسعى دول من الحلف لتجنيد المزيد من الأفراد، وقد تختار بعض الدول المزج بين النهجين. والاتفاق على أول خطط كبرى للدفاع منذ الحرب الباردة شكل تحولاً جذرياً للحلف العسكري الغربي الذي لم يعتقد أن هناك حاجة لرسم خطط دفاع جديدة واسعة النطاق على مدى عقود، لأنه قدّر أن روسيا بعد العهد السوفيتي لم تعد تشكل تهديداً وجودياً.

الناتو والتحدي الروسي

وعقب تعيين رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته (57 عاماً) أميناً عاماً جديداً لحلف شمال الأطلسي أواخر يونيو/حزيران الفائت، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتعيينه، وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعرف مارك روته زعيماً قوياً ومبدئياً، أظهر حسمه ورؤيته في مناسبات عديدة خلال السنوات الماضية". وفي المقابل، أكد الكرملين، أنّ تعيين روته أميناً عاماً للحلف لن يؤدي إلى أي تغيير "في النهج العام" للناتو، الذي تعتبره روسيا "معادياً" لها. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: "من غير المرجح أن يُحدث هذا الخيار أي تغيير في نهج الناتو العام"، مشدداً على أنه "في الوقت الراهن هذا الحلف مناهض لنا".

ويُعد روته حليفاً قوياً لأوكرانيا ومنتقداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومنذ اجتاحت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 كان روته من بين القوى الدافعة لتقديم الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا، ودأب على تأكيد ما قال إنها الحاجة المطلقة لهزيمة روسيا في ساحة المعركة لتأمين السلام في أوروبا. حرب روسيا وأوكرانيا هي الشغل الشاغل لروته، خصوصاً مع توقعات الغربيين أنفسهم استمرار الحرب الأوكرانية لفترة أخرى من الزمن.

(رويترز، العربي الجديد)