قرّرت سلطات التعليم في الجزائر، اليوم الأربعاء، توقيف مدرس وإحالته على العدالة ومحاسبة مسؤولين آخرين، على خلفية نصَ امتحان تضمَن عبارات مُسيئة لقبائل عربية، اعتبرت "إثارة للنعرات العرقية وتأجيجاً لخطاب الكراهية" في البلاد.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم لولاية غرداية جنوبي الجزائر، اليوم الأربعاء، أنه "نتيجة لما صدر من الفعل الفردي لأستاذ التاريخ والجغرافيا بمتوسطة المجاهد المرحوم العلامة مولود قاسم ببريان، وما ورد في موضوع التقويم التحصيلي في مادة التاريخ والجغرافيا لسنة الثانية متوسط، تم اتخاذ إجراءات التوقيف التحفظي لأستاذ المادة، وإحالة القضية إلى العدالة".
ويتعلق القرار بنص مستقطع من دراسة حول سقوط الدولة الموحدية، لامتحان في التاريخ والجغرافيا قدّمه الأستاذ، الإثنين الماضي، تضمن عبارات مستهجنة تتهم العرب بالهمجية: "هجرة عرب بنو هلال للمغرب الأقصى وتأثيرهم على الحياة الاقتصادية والاجتماعية بامتهانهم اللصوصية وتخريب الزرع".
وأكدت المديرية أنه تقرر في السياق "إحالة بقية المسؤولين على ذلك (مدير المؤسسة) على مجلس تأديبي"، بشأن مسؤوليته في الموافقة على النص وتغيير اسم الولاية في وثيقة الامتحان من الاسم الرسمي غرداية إلى الاسم الأمازيغي القديم "تغردايت".
وأثارت الحادثة جدلاً على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، واستهجن نشطاء ما قام به الأستاذ، معتبرين ذلك إساءة للمكون العربي وتزييفاً للتاريخ وإثارة للنعرات العرقية في البلاد.
وفي السياق، اعتبر الباحث المتخصص في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا، حسن بوبيدي، أن "قرار السلطات مناسب للحدّ من الفتنة". وكتب على صفحته على فيسبوك"، اليوم الأربعاء: "هكذا تعالج المسائل، بتحديد المسؤوليات بدقة، ومنع تحويل الخطيئة الفردية إلى فتنة عارمة؛ وعدم تجاوزها وتركها تحفر الأخاديد في الضمير الجمعي".