مناشدة يمنية لضمير العالم: "الأوبئة تقتلنا"

20 نوفمبر 2019
(محمد حمود/Getty)
+ الخط -
عندما ضاقت خيارات الناشط اليمني أحمد هزاع، في علاج أسرته التي أصيبت بحمى الضنك وفيروس لم تستطع المستشفيات تشخيصه، لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي لرواية مأساته.

نشر هزاع، في تدوينات متلاحقة، صوراً لأسرته المصابة ومناشدة لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، لإنقاذ أسرته المكونة من سبعة أشخاص، "نحن في مدينة محاصرة (تعز) وآلاف من سكانها مصابون بوباء حمى الضنك ولا يمتلكون قيمة العلاج".

كانت الصور التي نشرها هزاع دليلاً على الخطر الذي يداهم مدينة تعز جنوب غربي اليمن، ومدناً أخرى بعد أن عجت المستشفيات بالإصابات. وقالت منظمة الصحة العالمية، السبت الماضي، إنّ نحو سبعمائة ألف يمني يشتبه بإصابتهم بالكوليرا.

وقالت المنظمة إنها رصدت وفاة 913 حالة بالكوليرا في اليمن، منذ مطلع الجاري، في بلد تمزقه الحرب المستمرة منذ العام 2014 منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء.

وكتب هزاع في تغريدة على "تويتر": "في محاولة لإنقاذ حياة أسرتي، وبسبب عدم الحصول على أسرّة في المستشفيات أصبحت أنا الأب والطبيب، والمناوب..".

ودفع تفشي الأوبئة في البلاد، الناشطين، إلى تبني حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمناشدة الضمير العالمي وإنقاذه لآلاف اليمنيين الذي فتك الوباء بحياتهم.

وأطلق الناشطون وسمي #الوباء_يقتل_أطفال_اليمن #EpidemicsKillYemeniChildren، داعين العالم إلى مساعدة اليمن في تجاوز محنة المرض والأوبئة التي تتفشى في البلاد.

وكتب جميل الصبري تغريدة على "تويتر": "أي ظلم هذا! ماذا يحدث في اليمن مع الأسف. حمى الضنك والكوليرا تقتل آلاف اليمنيين بل ملايين والعالم يشاهد بصمت".

وقال يوسف عامر: "الحصار الخانق وسياسة استنزاف الأنفاس اللذان يفرضان على مدينتي تعز والحديدة هما السبب الرئيسي وراء تفشي مرضين بدائيين كالكوليرا وحمى الضنك". وتابع: "أمراض تجاوزها عصر الطب الحديث، لكن المخططات الخبيثة للمستعمرين تعيد الروح الشريرة لكل أشكال الكوارث والمآسي البالية".

واختار ناشطون آخرون، نشر صور تظهر حجم معاناة المرضى؛ بينهم أطفال، وهم مرميون في باحات المستشفيات والمراكز الطبية، بعد أن تقطعت بهم السبل في الحصول على أسرّة مع ازدياد أعداد المصابين.

وتساءل أحمد النعمي عن دور الناشطين والمنظمات المحلية والدولية في الكشف عن معاناة أبناء مدينة الحديدة وإنقاذهم، وكتب في تغريدة على "تويتر": "أين هم الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي من معاناة أبناء الحديدة؟ أين هي منظمة حقوق الإنسان؟ وأين هم المدّعون بالإنسانية؟ أين منظمات الكذب والاتجار بمعاناة الشعوب؟". وأضاف: "كارثة بالحديدة حمى الضنك إصابة إطفال ونساء ورجال ولا مستشفيات. الناس في الشوارع يا حكومة يا رئيس".

وقال صدام الوردي: "السعودية والإمارات تتسابقان على النفوذ في اليمن والسيطرة على الموانئ والجزر، بينما أطفال اليمن يقتلهم الوباء والجوع، ولا تحركان ساكناً لإنقاذ أبناء اليمن".

ونشر منصور حسن، صوراً من داخل المستشفى اليمني السويدي في مدينة تعز، لازدحام المرضى من الأطفال وافتراشهم للأرضية مع أسرهم: "أسر بكامل أفرادها بالمستشفى وهكذا في بقية المستشفيات نداء للحكومة والمنظمات الدولية الإنسانية للتدخل العاجل لإنقاذ تعز".

وكتبت بشرى السقاف: "هذه الحرب جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات الملايين على حافة المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة".

ودعا معاذ الشرجبي إلى إعلان تعز مدينة منكوبة: "على مسؤول الصحة بتعز إعلان حالة الطوارئ في المحافظة وعمل خطة لمواجهة الوباء وما هو علاجه وووالخ، لكن عندما يكون المسؤول فاسدا وعديم المسؤولية أبشروا بكل الأوبئة والأمراض وغيرها".

وكتب محمد المياحي: "تخيلوا من يصدق أن في القرن الحادي والعشرين هناك شعبا يموت بالكوليرا أو الحمى. أشعر بالخجل حين أتخيل حجم العار الذي ألحقته بنا هذه الحرب، كان انقلاب الحوثي هو مفتتح المأساة، ثم أكمل التحالف والشرعية مضاعفة المهزلة بطريقة إدارتهما للحرب والمستهترة بحياة الشعب".

المساهمون