الموت يغيّب هيكل والجدل حوله يتسع

18 فبراير 2016
كان حريصاً على الحضور في صدارة المشهد (العربي الجديد)
+ الخط -
غيّب الموت أمس، الاربعاء، الكاتب الصحافي المصري، محمد حسنين هيكل، أحد أشهر صحافيي القرن العشرين العرب عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية، خلال الأسابيع الماضية، بسبب معاناته من "فشل كلوي". وتميز الكاتب الكبير بكونه أكثر من صحافي، فكان صاحب رؤية استراتيجية وسياسية، حيث اقترب من الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، حتى توطدت العلاقة بينهما لتتخطى علاقة صحافي برئيس الجمهورية.

هيكل بقي الصحافي الأشهر في مصر طوال نصف قرن تربّع خلاله على عرش الكتابة، وكان نجما تلاحقه الفضائيات لسماع تحليلاته ورؤيته للحياة السياسية، إذ كان يعده كثر، واحداً من قلائل من يمزجون بين خبرتهم الإعلامية، ومعرفة اتجاهات الأحداث والقضايا، ومحاولة استقراء ملامح المستقبل واستشراف معالمه.

وطوال مسيرته المهنية، كان الراحل حريصاً على الحضور في صدارة المشهد، ولم يتوقف الجدل عنه ومعه، بين من يراه عالماً بكواليس السياسة، وصاحب رؤية استراتيجية، ومن يعتبره مشغولاً بالبقاء في الصدارة.

ولد الراحل في قرية باسوس، إحدى قرى محافظة القليوبية في 23 سبتمبر/أيلول عام 1923، دخل مضمار الصحافة عام 1942 وفي عام 1951 صدر أول كتاب له بعنوان "إيران فوق بركان"، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً. تزوج هيكل من السيدة هدايت علوي تيمور عام 1955 وله منها ثلاثة أولاد.

وفي الأول من أغسطس/آب عام 1957 تولى هيكل رئاسة تحرير جريدة "الأهرام"، وعام 1968 أسس "مركز الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية، بتشجيع من الرئيس جمال عبد الناصر، أما عام 1970 فتم تعيينه وزيراً للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في ظل غياب وزيرها الأصلي، محمود رياض، وبوصفه وزيراً للإعلام عيّن الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له.

وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول، كتب هيكل التوجيه الاستراتيجي الصادر من الرئيس السادات إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول، أحمد إسماعيل علي، وفي هذا التوجيه تحددت استراتيجية الحرب، بما فيها أهدافها، وترتب على هذا التوجيه تكليف مكتوب أيضا للفريق أول، أحمد إسماعيل علي، ببدء العمليات، وقّعه الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول، وكتب هيكل للرئيس السادات خطابه أمام مجلس الشعب بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول، وفيه أعلن الرئيس السادات خطته لما بعد المعارك، بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف يجري فيه حل الأزمة في إطار الأمم المتحدة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242.

وعام 1974، أصدر الرئيس الراحل، أنور السادات، قراراً نُشر في كل الصحف صباح يوم السبت 2 فبراير/شباط، أعلن فيه انتقال هيكل من صحيفة "الأهرام" إلى قصر عابدين ليعمل مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر هيكل عن القيام بالدور، ثم غادر من جريدة "الأهرام" لآخر مرة يوم السبت 2 فبراير/شباط.

نشر هيكل أكثر من 40 كتاباً، منها: أكتوبر 73 السلاح والسياسة، اتفاق غزة - أريحا أولا السلام المحاصر بين حقائق اللحظة وحقائق التاريخ، أقباط مصر ليسوا أقلية، وأزمة العرب ومستقبلهم، المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل، والانفجار حرب الثلاثين سنة 1967، خريف الغضب قصة بداية ونهاية أنور السادات، سنوات الغليان، عبد الناصر والمثقفون والثقافة، مدافع آية الله: قصة إيران والثورة.

اقرأ أيضاً: "#هيكل_مات".. وتناحرت منصات التواصل على وفاته